الشّايُ اختفَى || 𝗦𝗔𝗡𝗭𝗨

✧sʜʜ!✧

-"شكرا لكَ"

خرجت من فمي، لأمسك بكوبي بعد أن ناولته أجره.

أ يجب أن أمنح انتباهً لهذا الغريب الجديد الواقف جانبي؟

التففت حيث كان هو، فأحرّك ثغريَ لأبتسم بخفة.

لا أصدق نفسي لكن، لقد قمتُ..

بتوديعه؟

و لم أقم بمنحهِ نظرةً إضافية حتى..

دفعتُ بخطايَ لأبتعد عن شخصيّته، فأُسرِع لحظةَ شعوري بشخصٍ ما يتعقَّبُنِي.

أنا بالكاد شعرتُني سأصل لمحطّة الحافلات.

لكنّ يداً ما أمسكت بذراعِي فجأةً لأُوقفَ مشيِي.

أنا أشكر الله أنني لم أقم بفتح غطاء الكوب بعد!

لقابلتُ سلسلةَ نَحسيَ مجدداً!

-"يا صغيرة..!~

هذا يخصُّني!"

إنه ذات نبرة الصوت المترنّحة!

استدرتُ ببطء و أنا أُحس ببرودة تعتلي جسدي المتصنّم.

إنّهُ هو مجددا!

-"عُذراً؟"
نطقت بها بتلقائية أشعر بشفاهيَ تبتسمُ كالخرقاءِ.

لقد شهقت لحظة نزعهِ للكوبِ من يدي بعُنفٍ مُفاجئ!

هو قد رفع من يديه المُمْسِكة للكوب لينزع الغطاء تالياً منه فيظهر الشاي داخله.

أنا قد تصنمت مكاني أُراقب هذا المعتوهةِ أفعاله.

هو قد رمى بالغطاء في الهواء، ليُقرّبَ الكوبِ من أنفهِ فيشتمّهُ؟

رفع حاجبيه بذهولٍ بعدَ وهلةٍ، و كأنّ شكّهُ تأكّد.

أنا قد لمحتُ ندباتهِ مجدداً تتحرك مع ابتسامتهِ!

و بعدَ وهلةٍ،

اقتربَ بجسده ناحيتي لأرتدّ أنا خلفي ببعضٍ من الخوف ينتابني.

-"ترينَ ملامحي الآن إذن ها؟"
نطق هو بخفوتٍ مُجفلٍ و وجهه يُقابل وجهي، فأشعرَ بعينيه كالأجرام تَغوصِ و تُركّز في خاصّتي المُهتزّة من الخوف.

مالذي يرمي..

له بكلامه حتى؟!

-"م-ماذا تقصد؟!"

هو ابتعد عني لألتقط أنفاسي مجددا.

رأيته يقف و بيده ذلك الكوب يُناظرني لوهلةٍ.

-"ذلك الوغد.."

أنا لم ألحق أن أستوعب الوضع إلاّ و قد سمعته يشتم تحت أنفاسهِ ليذهبَ مُبتعداً عني.

فأظل مشدوهةً من أمري..

انتفضت مجدّدا..

أنا لا أزال على  أرضِ الواقع

يجب أن أهرب

صه!