الفصل الثاني: سأخبرك ما حدث

87 29 9
                                    

-لم أتيت بي إلى هنا؟
أردفت ليلي وعيناها تنظران في جميع الأرجاء.

-أحتاجُ إلى مساعدتكِ في الداخل يا ليلي.
رد المحقق جونثان وهو  يطرقُ على البابِ مبتسمًا إبتسامةً دافئةً لعلها تخفف من وطاءِة ما سيحدث لليلي بالداخل.

-مرحبًا آنسة ليلي ، أعتقدُ أنكِ مازلتِ تتذكريني صحيح؟
أردف المحقق إدي وهو يفتحُ الباب لكلاهما.

لم تعطِ ليلي أي إهتمام للمحقق إدي ،بل كل ما كان يشغل بالها لما أحضراها إلى القصر. كانت عيناها تنظر على كل زاوية في المنزل ،فقد شعرت أنها فرصة جيدة لعلها تتذكر ما حدث وينتهي الآمر،  لكنها كانت خائفة من أن تسوء الآمور،فمنذُ الواقعة وهناك أحداً آخر بداخلها. أحداً يعلم كل شىء ويرفض إخبارها ،أحداً يستمتع بأن تكون ليلي ضحيتهُ و أسيرتهُ.

-ليلي، لقد سألتني بالخارج لما أتيت بكِ إلى هنا؛ أريدكِ أن تتمعني المكان و تتذكري كل شىء سواء أكان وقت الجريمة أم قبلها، لكن إن شعرتِ بالتعب يمكنكِ إخباري في أي لحظة كانت. أنا أُريدكِ أن تنجو من كل هذا يا ليلي ،أنا أعلم جيداً و أثق أتم الثقة أنك لستِ الفاعلة.

أردف جونثان لليلي وهو ممسك بها من كتفيها و عيناه لم تفارق عيني ليلي للحظة، المحقق إدي أراد حل اللغز لينتشر أسمهُ في جميع الأرجاء، لكن جونثان... جونثان  أراد أن  يحميها مما يحدث.

أومأت ليلي لجونثان ومن ثم لإدي ، وبدأت تتحرك في أنحاء القصر ، تارة عيناها تصور كل مكان وتارة يديها تلمس كل ما تستطيع الوصول إليه وتارة تُغلق عيناها و تشم بعمق ، فاللمس والروائح دائما ما تشعل نار الذاكرة في عقولنا.

تحسست ليلي طرف طاولة كبير ذات طرازٍ قديم؛ ففتحت عيناها  وأبتسمت إبتسامة خفيفة وقالت:

-كنتُ دائماً ما أحب الجلوس فوق هذه الطاولة وكان جون يصرخ علي حتى أنزل من عليها، فقد كانت قديمة الطراز يصعب الحصول على واحدةً مثلها، لكنهُ دائماً ما  يترُكني أجلس فوقها في نهاية الآمر،  أعتقد أني كنتُ الأهم لقلبهِ أكثر من تلك الطاولة. 

أبتسمت ليلي ومن ثم أشارت بيدها:
-و أتريان تلك الأريكة، كنا نجلس سوياً نتناقش عن أفكارنا و أرائنا حول كتاب ما .... أو حتى عن أمي. حتى بعد ما فعلتهُ بهِ ، كان لا يزال يحبها، كان يكره حين أن أتكلم عنها بالسوء.

صمتت ليلي فجأة عندما رأت ذاك الباب البنْي ،كان مزخرفاً بزخرفات رومانية قديمة، وقفت ليلي تنظر له واضعة يدها على مقبض الباب، تتسائل هل تدخل أم تكتفي؟ شعرت أن من بداخلها سوف تخرج منها ، أرادت الهروب ، لكن عقلها كان يخبرها بأن تفتحه وتنهي الآمر.

-أيمكنني؟
سألت ليلي المحققان جونثان وإدي .

-بالطبع ، تحركي كيفما تشائين.
أردف إدي لها مطلقاً تلك الإبتسامة الصفراء.

الفردوس المفقود - Paradise LostWhere stories live. Discover now