اليوم الرابع

25 11 7
                                    

القناة الإخبارية.

تقدم سارة الأخبار وحدها مرتدية فستانًا أسودًا.

- خبرٌ محزنٌ أصاب مجلس الإعلام بعد وفاة الزميل رامي حداد بسبب اشتعال حريق مفاجئ وبشع في شقته، مما أدى إلى فقدانه لحياته هو وشقيقته في حادثٍ أليم، قبل أن يستطيع الجيران السيطرة على الحريق، داعيين الله له بالرحمة والمغفرة.

تختفي صورة رامي من على الشاشة ويظهر بث مباشر لعمليات الحفر

- أعلنت القوات عن إقتراب الوصول إلى ريان والبدء في الحفر اليدوي تجهيزًا للوصول إليه، متبقي ساعات على تحقيق إنجازٍ تنتظره القلوب بلهفة.

- في سوريا مازالت القوات تحاول الوصول لخاطفين الطفل فواز، نأمل أن نسمع أخبارًا سعيدة على الكل في الأيام القادمة.

تنهي سارة النشرة مبتسمة، وتنزل من على كرسيها سريعًا متوجهة نحو أحد أفراد الإعداد لتحادثه.

- قلت أن رامي تحدث معك قبل الحريق، ماذا قال لك؟

تنهد المعد مظهرًا الأسى بعد سؤال سارة

- أخبرني أشياء لم أتبينها، أشياء عن مؤامرة وقربان وشياطين والرقم خمسة وأن لديه أدلة ستحدث ضجة كبيرة وتفضح شخصيات ذات منصبٍ وسلطة.

احتلت ملامح التعجب وجه سارة

- وماذا بعد ذلك؟

هز المعد كتفيه ومط شفتيه

- أغلق الخط فجأة فإتصلت برئيس القناة لأسأله إن كنا سنقول معلومات جديدة في الحلقة القادمة أم لا، فأمرني أن أخلد للنوم ولم تمض ساعة حتى سمعنا عن هذا الحريق الصادم.

أومأت سارة في أسى.

- أليس من الغريب يا سارة أننا لم نقم بالحداد عليه؟

- القناة مؤسسة لا تقف على فقدان أحد ، وأنت تعي هذا أكثر مني

- أحسنت صنعًا.

نظرت له سارة بريبة لكنها سرعان ما مضت إلى حالها.

~~~~

أرض البئر.

كان قد أخذ الاستغراب مأخذه من الأهالي والشباب المتجمهرين حول مكان الحفر بعدما وصل إليهم خبر توقف الحفر الآلى وبدء الحفر اليدوي، بدأت التساؤلات والأصوات تعلو فظهر أحد المسئولين عن الحفر.

- إننا نخشى حال استمرارنا في الحفر الآلي أن يسقط البئر على ريان، لذا يتوجب علينا أن نحفر يدويًا

إنفعل أحد الشباب الواقفين

- كل هذا حجج فارغة ومماطلة في إخراج ريان من المستفيد من بقائه عالقًا؟

هاج الجمع فغادرهم المسئول غير مبالي.

مر وقت ولاحظ أحد الواقفين غياب والدي ريان عن ساحة الحفر، علل البعض هذا الإختفاء بذهابهم ليرتاحوا، والبعض اتهمهم بالتقصير، بينما أشاع آخرون أنهم نزلوا إلى البئر سرًا وأن السلطات تتكتم على إخراج ريان.

ساعات مرت وظهر والدي ريان وقد اختفت من على وجوههم ملامح الحسرة والحزن وحل مكانهما جمود غريب، صاحب هذا الظهور إعلان بتبقي نصف متر على الوصول إلى ريان.

بئر ريانDonde viven las historias. Descúbrelo ahora