اليوم الأول

81 14 9
                                    

قناة إخبارية مغربية.

تبدأ نشرة الأخبار فيبدأ المذيع رامي حداد الحديث ناظرًا لعدسة الكاميرا.

- مازال سلسال خطف الأطفال في المغرب مريبًا إلى حدٍ كبير، يومًأ تلو الآخر يُخطف الأطفال من بين أهليهم في المناطق النائية ولا يعلم عنهم أحد، حتى الخاطف لا يتصل ولا يطلب فدية

يصمت فتكمل المذيعة سارة مصطفى بدون فاصل

- فهل يستجيب الديوان الملكيّ لكل البلاغات المقدمة؟ أم أننا سنظل نعيش في هذا الكابوس؟ كونوا معنا بعد الفاصل لمناقشة العديد من القضايا المهمة.

تنتهي فيبتسم المذيعان للكاميرا قبل أن يعلن المخرج فاصلًا إعلانيًا، قائلًا:

- أمامنا عشر دقائق لا غير يا سادة

تفرق كل من في الاستوديو ونزل المذيعان من على مقعديهما، توجهت سارة نحو مساعدتها لتتأكد أن شعرها الأسود المنسدل على كتفيها مصفف بعناية والمكياج الموضوع مضبوط، أما رامي فإكتفى بإرتشاف بعضًا من شراب الينسون الموضوع أمامه لمساعدته على الوصول لطبقة الصوت المثالية بدون عوائق، اقترب من سارة المركزة في المرآة الصغيرة أمامها.

- ما رأيك أن نكمل الحديث عن قضية خطف الأطفال كإضافة مهمة للحلقة؟

نظرت سارة له سريعًا نظرة متعجبة ثم عادت لتنظر في المرآة

- بالطبع لا، لن نظل نتحدث عن الأطفال طوال الحلقة، هناك مواضيع وقضايا أهم، دعنا نلتزم بما حضره الإعداد، قضايا اليوم ليست حملًا لأي إهمال.

أومأ رامي وعاد ليرتشف من شراب الينسون.

~~~~

إحدى العشش في منطقة نائية بالمغرب.

يجفف أبو ريان ذراعيه من ماء الوضوء بالمنشفة البالية، ينظر نحو أم ريان الجالسة أمامه على الأرض

- أين ريان؟

تجيبه بدون أن ترفع عينيها من على الأرض.

- خرج

يسود الصمت بينهما قبل أن تقطعه أم ريان متسائلة

- أين أنت ذاهب؟

يضع المنشفة على أحد الكراسي الخشبية ويجيب وهو يبسط أكمام قميصه.

- سأصلي العصر في الزاوية القريبة، عسى أن يستجيب الله لنا، وإني لأشك أن الوقت قد فات.

أومأت أم ريان، بينما خرج أبو ريان نحو الزاوية، مر بجوار العشش الكثيرة، سار في الطرق ذات الأرضية المتكسرة والموحلة بفعل المطر أو بفعل مياه غسل الملابس والأطباق غير الطاهرة كليًا، وصل إلى الزاوية خلع نعليه المهترئين فلاحظ أن قدماه قد أصابهما بعض الوحل، حاول تنظيف قدميه بيديه بينما الأذان يُرفع بالتكبير.

بئر ريانWhere stories live. Discover now