الفصل الثامن

5 0 0
                                    

نيوفيلا 🌹 إلى أين المفر 🌹 بقلمي سلوى بنهلال

الفصل الثامن

اختبأت لليان في حضن اخيها و لأول مرة تتحدث من يوم دخولها للمستشفى:
لقد كان يعذبني ، خرجت لليان من حضن اخيها و كشفت عن ساعدها الايمن و تلك العبارات مرافقة لها و بنبرة مهزوزة تبكي من يسمعها نادت باسم اخيها ، هيثم انظر لهذا ، لم يستطع هيثم النظر اليها و لكن الحاحها جعله يلقي نظرة على المكان الذي تشير اليه غاليته ، شلت حركته من هول ما رأى ، فقد قدرته على النطق ، عيونه جاحظة ، اخدت منه الصدمة عدة لحظات و بعدها صرخ هيثم باسم لليان : لليان صغيرتي ، قام بإنزال ثوبها بيدين مرتعشتين ،و خطفها لحضنه و نحيبها يمزق نياط قلبه ، أتحملتي كل هذا يا عزيزتي ، ايعقل ان يكون هناك انسان بهذه القسوة ،
ليس هذا فحسب نطقت بها لليان بصوت مخنوق من كثر البكاء : هناك علامات اخرى في جميع أنحاء جسمي و لكن الاكثر الما هي التي رايتها الان ، لقد حفر اسمه في ساعدي في اخر مرة قبل أن يطردني من منزله و حياته .
لماذا كله هذا يا صغيرتي ، أليس هو من اخترت الهروب معه و تخليتي عن عائلتك من اجله رغم معارضتنا لزواجكم بسبب فارق السن الشاسع بينكما  ؟

نعم نعم صرخت بها لليان و هي تضرب موطن قلبها ، اعترف يا اخي اني كنت مخطئة و اني استحق كل ما حصل لي ، لاني كنت مثل العمياء لم أرى جانبه الخبيث ، كل ما رايته منه تلك الحنية و الاحتواء التي افتقدتها بعد سفرك و استقرارك بتركيا ، انت تعلم ان ابي كل تعامله معي عبارة عن أوامر و تحكمات و لقد ورث طبعه اخي الكبير عادل ،
لقد استغل ذلك الوغد احتياجي لحنان الاب و الاخ . لقد احببت فيه تفهمه المزيف و استماعه المطول لي و محاولته نصحي الدائمة ، لقد كان بالنسبة لي قديسا و فارسا نبيلا ، و لكن صمتت لليان لمدة و هي تضع يديها على أذنها ، كأنها لا تريد سماع صوت ما ،
ماذا هناك يا لليان ، اخبريني عزيزتي ؟
اني اسمع عباراته القذرة في أذني ، لا اريد سماعها يا هيثم ، ابعد صوته الفحيح عني ، كلماته تقطع أحشاىي ، ابعده عني يا هيثم ابعده صرخت بها لليان و اختبأت في حضن اخيها مرة اخرى،
استقبلها هيثم بحنان أب يربث على ظهرها كطفلة صغيرة ، يعرف ان عائلته و خصوصا والده يتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية ، فصرامته و جبروته هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت لليان تبحث عن بديل له .

بينما لليان منكمشة كطفلة خائفة ، افتكر هيثم اغنية لليان المفضلة : فهي كانت تؤمن بأن الصداقة اهم من الحب و كم تناقشا في هذا الموضوع و دائما ما كان هيثم ينبهها ان الصداقة بين الجنسين كالزيت و النار و لكن كانت تعاند .
بدأ هيثم دندنة كلمات تلك الأغنية ، و بعد لحظات اكملت لليان غنائها بصوتها الجميل و الرقيق .

كم جميل لو بقينا اصدقاء ... كم جميل لو بقينا اصدقاء
ان كل امراه ... تحتاج ... تحتاج ... الى كف صديق
كن صديقي ... كن صديقي ... كن صديقي
كن صديقي ... آآآآآآآآآآه ... صديقي ...آآآه... آآآه ... كن صديقي
رواياتي صغيره ... واهتماماتي صغيره
رواياتي صغيره ... واهتماماتي صغيره
وطموحي ان امشي ... ساعات معا آآآآه
رواياتي صغيره ... واهتماماتي صغيره
رواياتي صغيره ... واهتماماتي صغيره
وطموحي ان امشي ... ساعات معا ... تحت المطر
عندما يسكنني الحزن...آآآه ... آآآآه
عندما يسكنني الحزن ... ويبكيني الوتر
فلماذا تهتم بشكلي ... ولا تدرك عقلي
لماذا تهتم بشكلي ... ولا تدرك عقلي ... عقلي
كن صديقي ... كن صديقي ... كن صديقي
كن صديقي ... آآآآآآآآآآه ... صديقي ...آآآه... آآآه ... كن صديقي
انا محتاجه جدا لميناء سلام ... انا محتاجه جدا لميناء سلام
وانا متعبه ... انا متعبه ... من قصص العشق واخبار الغرام
فتكلم ... تكلم ... تكلم ... تكلم .... تكلم
لماذا تنسى حين تلقاني نصف الكلام
ولماذا تهتم بشكلي ... ولا تدرك عقلي
لماذا تهتم بشكلي ... ولا... لا ... لا تدرك عقلي ... عقلي
كن صديقي ... كن صديقي ... كن صديقي
ليس في الامر انتقاص للرجوله
غير ان الشرقي ... غير ان الشرقي
لا .. لا... لا يرضى ... لا .. لا... لا يرضى
لا يرضى بدور ... بدور ... غير ... غير ادوار ... ادوار البطوله

نيوفيلا 🌹 إلى أين المفر 🌹Where stories live. Discover now