الفصل السابع

7 0 0
                                    

نيوفيلا 🌹 إلى أين المفر 🌹 بقلمي سلوى بنهلال 🌹

"هُروبك مما يؤلمك سيؤلمك أكثر ، لا تهرب تألم حتى تشفي."

- جلال الدين الرومي

الفصل السابع

فتح الباب و اذ بأسد يتفاجى بمروان امامه ، مروان ! مستر أسد !
في هذه اللحظة لم يعرف أسد ماذا يفعل هل يفرح  ان من كان يسمع عنه هو مروان المهندس الجديد الذي استلم المشاريع المعطلة بسبب غيابه عن شركته ، فأسد من أشهر مهندسي البرمجة و شركته تقوم بتطوير برامج الحماية سواء الالكترونيه او الامنية،
ام يتفاجى ام ماذا ، ضل أسد ساكتا و لحسن حظه ان تلك النظارات الشمسية تخفي اندهاش عينيه .
تكلم مروان : مستر أسد مستر أسد ، ها مروان ماذا تفعل هنا ؟
هذا بيتي مستر أسد و لكن ما الذي اتى بك الى هنا سيدي؟
أنا الذي تحدثت معك عبر الهاتف عن ضرورة مقابلتي لوالدك من اجل موضوع هام .
في هذه اللحظة جاء دور مروان في السكوت و عدم التصديق .
مروان مروان ، ها ماذا قلت مستر أسد ؟
هل ستدعني امام الباب يا مروان ، ام انك بخيل لا تحب الضيوف .
لا استغفر الله تفضل مستر أسد ، اهلا وسهلا بك ، تقدم مروان و لا زالت ملامح الاندهاش على وجهه ،
ابي ابي ، لقد جاء الضيف الذي كنا ننتظره كانت هذه كلمات مروان و هو يقوم بإدخال أسد الى قاعة استقبال الضيوف .

جلس أسد بارتياح ظاهر على محياه بينما مروان علامات الإستغراب على تقاصيم وجهه تثير الضحك ، مما جعل أسد يبتسم ابتسامة عريضة و هو يوجه حديثه الى مروان ،
ما بك يا رجل ما كل هذا الإستغراب ؟
ها مستر أسد انك تتحدث العربية بطلاقة ، لم اكن اتوقع هذا !
ضحك أسد ضحكة رجولية تليق بهيبته و وقاره : كل هذا الاندهاش لاني اتحدث العربيه ، الم يثير انتباهك احد شروطنا في اعلان العمل الذي تعينت من خلاله ؟
ها ، ها ماذا الم يكن من شروطنا ان يكون المرشح يجيد اللغة العربية ، و عند معرفتي انك من أصول عربية و مع تفوقك الساحق على زملائك في اختبار التعيين ، قمت بنفسي تسليمك كل البرامج التي تعطلت بسبب غيابي ، تعمد أسد عدم ذكر السبب الى ان يحظر والد ملك .

في تلك الاثناء اطل والد ملك السيد رفيق رجل دو وقار بلحية مشذبة تغزوها شعيرات الشيب الابيض الذي ما زاده الا رزانة ، عيناه تحمل حنان ابويا يكاد يكسي العالم كله، تزين محياه تلك الابتسامة الهادئة التي تشعرك بالراحة و الاطمئنان .
معن أسد النظر اليه و دون وعيه تجسد له والده امامه و هو مبتسم و فرح عكس الايام الماضيه حين كان يراه مهموما و حزينا ، لم يشعر أسد بنفسه فقط غاب به عقله الباطني في مشاهد شتى بينه و بين والده الحبيب الذي اشتاق له حد الموت .

استيقظ أسد من شروده على يد السيد رفيق و هو يربت على كتفه و يحدثه بنبرته الحانية :
ماذا بك يا ولدي اين شردت ، حتى لم ترد تحيتي عليك ، لا يهم سأعيدها ، فافشاء السلام من شيم المسلم و زيادة في الاجر الثواب .
أعتذر سيدي و لكنك ذكرتني بقطعة من روحي توارى جسده تحت الثرى و روحه في الفردوس الاعلى ،
رحم الله روحا أحسنت تربية رجل جعلهم جزءا من روحه حتى بعد الوداع ، كانت هذه عبارة السيد رفيق الذي احترم أسد و احس بألفة اتجاهه ، اراد اضفاء بعض المرح و خصوصا انه لا يعرف ما سبب ذلك المزيج بين الفرح و الحزن في الضيف الذي يستقبله ، فتحدث ممازحا مروان :
ما بك ايها البخيل لماذا لم تقدم شيء لضيفنا ، و لماذا تلك التعابير على وجهك كانك رايت عفريتة في دولابك .
ابتسم أسد و نظر للسيد رفيق نظرة امتنان على تفهم حالته ثم بعدها جلسا سويا للتعارف او بالاحرى لكي يعرف أسد عن نفسه و عن سبب زيارته .

نيوفيلا 🌹 إلى أين المفر 🌹Where stories live. Discover now