امير:على ايه
رأفت:على الشركة... تصبح على خير
صعد رأفت الى غرفته لينام ...ارتدى ملابسه المريحة ليسلقي على سرير بارد...لا يحوي امرأته التي سافرت الى المنصورة لزيارت والدتها.
............
تجاوزت الساعة السادسة صباحا ولا تزال مستيقظة..تقف امام نافذتها مودعة صديقها العزيز القمر....تطل الشمس في غرفتها لتشعرها بدفئ افتقدته ليلة امس...ابتسمت لسراب ابيها و امها...اقتلعت عينيها من النافذة لتذهب ناحية حقيبتها...رأت صورة قديمة تجمعها مع امها و ابيها و اخيها قديما...هربت دمعة بدون اذنها لتمسحها هي بكفيها الصغيرين...اقفلت حقيبة سفرها...و عينيها تخترق كل ركن من اركان الغرفة...ستفتقدها...عاشت حياتها في غرفة...امسكت بحقيبة سفرها...فتحت باب غرفتها...نظرت الى الغرف المجاورة...ستفتقدهم ...نزلت بحقيبتها من الدرج...كانت قريبة من الباب لكن احست ان هناك مايمنعها من الذهاب...لم ترد ان توَّدع احد...يكفي ما حصل بالأمس...احرقت احساس المنع من الخروج...امتدت يدها لتفتح الباب...لكنه اوقفها...امسك يدها..منعها...نظرت اليه لتجده حزين...مكسور...لا يجد من يساعده
هشام:ممكن نتكلم
تركت حقيبتها و ذهبت لتجلس معهم....كانت هذه المرة مختلفة تكلم معها ...بدون ان يوتر اعصابها
هشام:ليه رفضتي؟
نسرين:ديه حاجة تخصني...و بعدين انت مش مجبور تتحملني
هشام:انتي مالك...انا مش مجبور اني اتجوزك...انا اللي عرضت على بابا الموضوع
نسرين:طب و نيرة
هشام:مالها نيرة...ديه مجرد بنت صاحب بابا
نسرين بنصف ابتسامة:بتعرف تمثل يا هشام...صدقني كده احسن...
هشام:نسرين..انتي فاهمة غلط
نسرين:اول مرة افهم صح....نيرة بتحبك يا هشام...مقدرتش اشوفها بتمضي على عقد جواز حبيبها...
اخرجت ورقة نصف مطوية...من حقيبتها و اعتطها اياه
نسرين:ده جواب ابقى اديه لأنكل شريف...سلملي عليهم كلهم..و متنساش تبقى تعزمني على الفرح
ابتسمت له ابتسامة من قلبها لم تبتسمها منذ مدة...بدأ يلاحظ لمعة خفيفة في عينيها حاولت ايخفائها بقدر ما استطاعت لكن لم تستطيع
هشام:طب انتي رايحة فين دلوقتي
نسرين:هسافر...عايزة استريح شوية...
هشام:و الشركة؟
نسرين:ربنا يستر...بقت مع امير...
هشام:طايرتك الساعة كام؟
نسرين:بعد تلت ساعات
هشام:و هتمشي من دلوقتي
نسرين:عايزة افهم حاجات كتيرة...يالا اشوف وشك بخير
وقفت من مقعدها تاركة شخص نادم على معاملته الجافة لها سابقا...ظل يتبعها في ابسط حركاتها ...الا ان خرجت..خرجت من القصر...خرجت من حياتهم!!
لم يدرك ماذا يفعل في الأونة الأخيرة لم يذق طعم النوم المالح..اصبحت الأفكار على وشك ان تفتك بعقله...
..........
ركبت سيارتها...و بدأت بالقيادة...ترى وجوه الناس كما هي...لم تمر ليلة بدون خروجها لكنه افتقدت هذا اللحن المتناسق...ارادت العزف و بشدة...عادت نسرين القديمة...كانت هذه السنة نقطة تحول بالنسبة اليها...اضاعت ساعة تمر بالشوارع ...شوارع زارتها طوال هذه المدة ارادت توديعها....ارادت سماع الحانها للمرة الأخيرة..من يدري هل سترجع الى القاهرة؟...وصلت الى المطار....اتممت اوراقها..
كانت تبتسم بدون سبب ...كانت تبتسم لأي شخص...كان الناس يضحكون على سجاذتها ...اهناك من يبتسم بهذا الشكل في هذا الزمن؟...ارادت ان تعتزل التمثيل في مسرحية الحياة...اعتزلت دورها الرئيسي...لتجلس مع المتفرجين...لكنها لم تجد غيرها يتفرج على هذه الحياة من دون دور...
......
جلست في الاستراحة ...احضرت قهوة....اخرجت كتابا و بدأت في دورها كمتفرجة...كانت تنتظر رحلتها
...........
ظل جالسا مكانه ....كانت دقات الساعة تصتدم بأذنيه كطلقة نارية...لا يعرف هل سينجوا منها ام لا..وقف سريعا من مقعده..ركض الى الأعلى...فتح جميع الأبواب...و بدأ بالصريخ عليهم ليخرجوا..
يوسف:ايه يا عم الأزعاج ده...احنا لسة نايمين
اسلام:الواد اتهبل في ايه يا هشام
هشام:نسرين هتسافر بعد ساعتين...
اجتمع الجميع غير مصدقين..تباطئت الأنفاس...لينظروا جميعا الى بعضهم البعض...الا ان تحرك اسلام راكضا  الى غرفته.يبدل ملابسه ...ليفعل الجميع مثله
...
استيقظ في الصباح....ليرتدي ملابسه المعتادة...بدلة سوداء..ساعة فضية اللون ماركة سواتش...ينفض كتفيه بحركة سينيمائية شهيرة...ينظر نظرة اخيرة لنفسه لتبدي عينيه الأعجاب الشديد بشكله...
خرج دون افطاركعادته....لم يستيقظ والده للأن ...و اخته في بيتها...ذهب الى الشركة التي امتلكها بين ليلة و ضحاها...دخل ليحيه...كل موظوا الشركة...الكل مبتسم في وجه امير عز الدين....يدخل مكتبه ليجد كمية كبيرة من الورود تعج المكتب
امير بصوت عال:ريـــــــم
تأتي ريم مسرعة لتلبية امر سيادته
ريم:نعم يا فندم
امير:ايه الورد ده
ريم:ده الموظفين بيهنوا حضرتك بالمنصب الجديد
امير:الورد ده يتشال حالا...فاهمة..
ريم:حاضر يا فندم...استاذ مدحت المحامي...بره و عايز حضرتك
امير:دخليه اوضة الأجتماعات و كل الموظفين يجوا...ابعتيلي يوسف
ريم:مجاش يا فندم
امير و قد بدأ سخطه بالزيادة:يعني ايه مجاش؟...اتفضلي اتصلي بيه

لحني الخاصHikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin