الفصل الاول

Start from the beginning
                                    

انا فتاة عادية جدا و لكنني عنيدة و احب الحرية ، كنت اعيش وسط عاىلتي محاطة بالحب و الاهتمام ، فأبي السيد رفيق كان لي خير الصديق و الاب و أمي الغالية فاطمة لا اجد وصفا يوصفها اكثر من انها ام بمعنى الكلمة ، و صديقي الاخر اخي سندي في الحياة مروان ، انا و مروان متقاربان جدا في السن و في الطباع و نعتبر اصحابا اكثر من اخوات هكدا تربينا و ترعرعنا ، ميولنا واحدة و أتبعه في كل شيء ، اخترنا هندسة البرمجيات لحبنا لكل ما يخص عالم الحواسيب.
اما هي ، صمتت ملك قليلا تحاول حبس عباراتها من النزول ، كي تستطيع تكملة قصتها ، حثها هيثم على تتمة سردها بقوله ، نعم هي ماذا يا ملك ؟
اغمضت عينيها الممتلىتان بالدموع مرة اخري و اكملت :
هي كانت فراشة رقيقه ، من يراها يعرف انها لا تنتمي لهذا العالم الموحش ، حاولت تغييرها و لكني لم استطع ، صرخت بها ملك بكل قوتها لم استطع ، تلك الصرخة كانت نابعة من اعماق قلبها دليلا على قهر و خذلان ، ثم اكملت و هي تمسح باناملها الرقيقة تلك العبارات التي أصبحت مرافقة لها كلما تذكرت شيئا يخص غاليتها :
لقد استسلمت الجبانة ، قولت لها سأنقدها و لكن تركتني وحيدة ، لقد كانت نصفي التاني صديقتي و توأمي ، لم تستطع التحمل ، لقد كانت هشة و رقيقة ، و هم لم يسمحوا لها بالتنفس حتى ، لقد قاموا بقتلها دون جريمة ، نعم قتلوا روحها البريئة و قتلوا مرحها و حبها للحياة ، لماذا لماذا عادت ملك تردد هذه الكلمات و نبرة صوتها ترتجف ،
تدخل هيثم في هذه الاثناء حين لفت انتباهه ، تشنج فك ملك و لون شفتيها الذي تحول الى زرقة الحبر ، و هي تضغط بيديها مرة أخرى على السرير ، دليلا على احتمال دخولها في نوبة هلع جديدة، فأجلى صوته و قال بحزم : اسمعيني جيدا يا انسة ملك ، انت تنسين دائما ان ما حصل هو تحصيل حاصل لقدر مكتوب و مسطر في لوح محفوظ ، و لا يمكن لانسان على وجه الارض او في الخليقة كلها ان  يهرب من قدره ، و على ما اعتقد انك انسانة مؤمنة و لا احتاج تذكيرك بهذا .
تراخت يد ملك التي كانت تضغط بها على السرير ، مرددة و نعم بالله العلي العظيم و قالت و هي تنكس راسها و تحاول حبس عباراتها من النزول مرددة باهات تحرق قلب كل من يسمعها : و لكن الفراق صعب يا دكتور .
و ما كادت تنهي كلامها حتى باغتهم صوت رجالي ذات بحة مميزة و هو يقول بمرح : چونايدن ميلو ( اي صباح الخير و لكن باللغة التركية).
هنا استجمعت ملك قوتها و ركزت في حاسوبها ، كانها لم تكن في حالة انهيار ، نعم انها ملك قوية و لكن تلك القوة مزيفة ، تحدثت ملك في سرها قائلة بلهجتها الام : هو انا الاقيها من چونايدن تبعك و لا من تأبريني تبع عنين القطط لي قدامي دا ، لا ما هو انا مش حتعالج من شوية 🤣)

ملك رغم تعبها و كل ما مرت به الا انها لا زالت تحافظ على حسها الفكاهي و شخصيتها القوية الشيء الذي  جعلها لا تقع في خطأ صديقتها .

كان ذلك الصوت هو صوت اسد مريض في نفس المستشفى مع ملك يخضع لتاهيل نفسي فهو تعرض لصدمة حادة سنتعرف عليها مع احداث قصتنا ، اسد يتحدث اللغة العربية بطلاقه اكتسبها من تعامله مع الكثير من المستثمرين العرب .

تحدث الدكتور هيثم بشيء من الصرامة و الحزم : أستاذ اسد نحن في جلسة مهمة ، يمكنك زيارة ملك بعد إنتهاء جلستها .

أجابه اسد بابتسامة هادئة و لكن داخله يغلي من وجود هيثم قريب من ملك  : حسنا دكتور هيثم انا اسف على ازعاجكم ، و نظر الى تلك التي لم ترفع عينيها اليه ، اراكي بعد قليل ميلو ، حظ موفق .

اكتفت ملك بامائة بسيطة دون ان تقول كلمة بينما في سرها لم تدع شيئا لم تقوله اثناء حديث هيثم ،(  ايوا قولو و احياة عيالك لي لس ماجومش ، قولوا يغور من قدامي اصل المشرحة مش ناقصه قتلة يا اخويا )

ما قصة ملك و ما قصة أسد الذي قاطع جلستها العلاجية ، كل هذا و أكثر سنتعرف عليه في فصولنا القادمه ، اتمنى ان تنال اعجابكم.

بقلمي سلوى بنهلال

نيوفيلا 🌹 إلى أين المفر 🌹Where stories live. Discover now