3-تضحِيةُ وفاء

Start from the beginning
                                    

هزّ الأخير رأسهُ مُجيباً إيّاها بـ"عُلِم" فخرجت كارلين من السّيارة بعدما زيّنت جسدها بشتّى أنواع الأسلحة ليلحقها كلارك رافعاً مسدّسهُ بحذر....

تقدّم كلاهما من السّاحة الخارجية للمصرف، فرصدا مجموعة من الرّجال المسلّحين وهم يحرسون المنطقة بدهاء لذا أعلنا حرباً مُخيفة عليهم، حرب سرعان ما انتهت بموت خصوم وريثة الجلّاد إذ استخدمتْ قنبلة يدوية وأنهت الأمر قبل بدايته حتّى، ثم دون أن تأبه بشيء تسلّلت إلى الجهة الخلفية للمصرفِ عازمةً على تسلّقِ جدارها بهدفِ اِقتحام الطابق الثالث الذي كان أكثر أماناً عن غيرهِ...

عبرت كارلين الممر الشّرقي بهدوء وحذر ثم بمجرّد ما كادت أن تخرج منه وقعت عيناها الحادّتين على إحدى النّوافذ التابعة للدّور الأرضي فجعلت جسمها منخفضا واِلتصقت بالجدار ثمّ مشت بمُحاذاتهِ  إلى أن بلغت المكان المُراد، حينها فقط استقامت في وقفتها وقذفت خطّاف التّسلق إلى الأعلى، ثم تأكدت من تثبيتها له كما يجب وبدأت في عمليتها السّهلة، تلك العملية التي انتهت بوصولها إلى النّافذة الزّجاجية التي توسّطت الطابق الثالث...

دخلت الأخيرة مُلقيةً جسدها على الأرضية برشاقة فلحقها كلارك إلى هناك بسرعة لكنّهما افترقا عن بعضهما البعض ما إن تصادمت أعينهما في حربِ كلماتٍ صامتة، إذ فهما الرّسالة كما يجب فانفصلا وشرعا في البحثِ عن الأشخاص الذين اقتحموا المصرف بفطنةٍ وحذر، وذلك راجع لكونهما مُدرّبين على القتال في المناطق المبنية...

وقفت كارلين عند نهاية الممر بسكون، ثم دون أن تُظهر جسدها أمام العدو أطلقت النّار على أربعة رجالٍ كانوا يبحثون عنها بمسدّساتهم فلقوا مصرعهم أثناء ذلك لتُتابع هيَ عملية اصطيادِ الأرواح بصمتٍ احتلّه ضجيج داخلي....

انتهت بدورها من تصفية الطّابق الذي خلّفت فيه سبعُ جثث فنزلت عبر الدّرج بحذرٍ ثم تجوّلت في رِواق الطّابق الثاني بحركات مدروسة وبمحاذاة الحائط أيضاً، لتخرج بعدها من الرّواق وصولاً إلى منطقةٍ مكشوفة مليئة بالأعداء، منطقة اقتحمتها تحت سائر من النّيران المساعدة كي تُشتّت العدو، وبطبيعة الحال رصاصاتها لم تخذلها لأنّ كل من كان في الغرفة حضرهُ الموت إثر طلقة...

مُجدّداً انتهت كارلين من تنظيف الطّابق بمساعدةٍ بسيطة من كلارك فوقفت على الدّرج الفاصل بين الطّابق الأوّل والثّاني وقامت بإلقاءِ قنبلة يدوية على مجموعة من الرّجال الذين احتلّوا الجهة الغربية ثم وبرشاقةٍ لم تكن بغريبةٍ عنها قفزت من ارتفاعِ الطّابق الثّاني واستقرّت على كتفي رجلٍ كان قد خرج من قاعةٍ ما بصدمة فطرحتهُ هي أرضاً ونحرت عنقهُ دون رحمة ثم ابتعدت عنهُ وراحت تتجوّل في الرّواق الشّرقي، أين صادفت من بعيد رجلين كان من الواضح أنهما خرجا من أجل الإطاحةِ بها....

امرأة السفّاح Where stories live. Discover now