الفصل الثالث❤

109K 6.5K 1.8K
                                    


صدح صوت عابد القاسي الذي اتخذ عدة خطوات نحوها
=مين يا بت اللي عمل فيكي كده..؟!

فور سماعها لسؤاله هذا شحب وجهها بشدة وقد تجمدت الدماء بعروقها فهي لا يمكنها اخبارهم بان اشرف من اعتدي عليها و حاول اغتصابها فهم بالطبع سيصرون عليه ان يتزوجها كما فعلوا بابنة الزيات عندما حاول احدي الشباب الاعتداء عليها زوجوها له و ذلك بأمر من الشيخ ناصر و عابد الراوي...
ظلت صامتة تتطلع الي الفراغ باعين متسعة ممتلئة بالفزع حيث كان يمر امام عينيها صور لمستقبلها البائس اذا ذكرت اسم اشرف...
لكنها خرجت من شرودها هذا منتفضة في مكانها بفزع عندما صرخ بوجهها عابد
= ما تنطقي يا بت ساكتة ليه...

هزت رأسها ببطئ هامسة بصوت منخفض مرتعش
=معرفش..مشوفتهوش....
قاطعها عابد بقسوه وغضب
=كدابه ازاي متعرفيش...اكيد شوفتيه...
ليكمل قائلاً بنبره ذات معني و هو ينظر بقسوه نحو راجح الذي كان يقف بالخلف يراقب بصمت ما يحدث بينما عينيه مثبته فوق صدفة
=انطقي خايفة من مين...متخفيش...
تقابلت عينيها بعينين راجح الذي كان يرمقها بنظرات جليدية حاده
مما جعلها تخفض عينيها سريعاً وقد تسارعت نبضات قلبها خوفاً فور ادراكها ان راجح قد يكون رأي اشرف اثناء هروبه اخذت ضربات قلبها تقصف داخل اذنيها من شدة الخوف من ان ينطق باسمه اخفضت رأسها محاولة ايجاد مخرج من ورطتها تلك عندما سمعت عابد الراوي يزمجر بحده جعلت رأسها يرتد للخلف بصدمهة
=راجح....راجح ابني اللي عمل فيكي كده...؟!

تصلب جسد صدفة من الصدمة اخذت تمرر نظراتها المندهشة بين راجح وعابد الذين كانوا يقفون امامها مباشرة وهي لا تصدق ان عابد الراوي قد اتهم ولده بهذا الاتهام الشنيع خاصة راجح الراوي الذي تهتز له شوارب الحي بأكمله.. جذب انتباهها توتر جسد راجح برغم انه كان يحاول الا يظهر ذلك من خلال طريقة وقوفه المتصلبة همت ان تجيب بالنفي و تبرئته لكنها تراجعت باخر لحظة و قد اتاها صوت داخلي بان هذه فرصتها للهروب من الزواج بأشرف الحقير فيمكنها اخبارهم بانه كان راجح و وقتها عابد الراوي سوف يكتم علي الامر و يجعلها تذهب للمنزل بعد ان تعده بألا تخبر احداً بما حدث فهو بالطبع لن يزوجها ولده البكري و ذراعه الايمن....
شعرت بتأنيب الضمير لما تنوي ان تفعله لكنها ذكرت نفسها بانه ليس امامها خيار اخر...
اومأت رأسها بالموافقة علي سؤاله وهي تخفض عينيها بخوف من ردة فعل راجح الوشيكة علي اتهامها الباطل له..
حضرت نفسها لسماع صراخه و سبابه لها حتي انها توقعت انه سيقوم بضربها..
لكن لمفاجأتها لم يبدر منه اي ردة فعل حيث ظل واقفاً مكانه يتطلع اليها بصمت بعينين تندلع منها شرارت الغضب يطبق علي فكيه بقوة كما لو كان يحاول السيطرة علي غضبه هذا..
مما ارعبها الأمر اكثر فلو كان قد صرخ بها كان اهون عليها من صمته المخيف هذا..
هتف عابد بصوت مرتفع كما لو كان قد حقق انتصاراً عظيماً من اثباته لإدانة راجح
=شوفت ...شوفت يا شيخ ناصر مش قولتلك....

مقيد بأكاذيبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن