المقدمة❤️

174K 5.7K 1.4K
                                    

هتفت ام محمد بحدة بينما تراقب صدفة التي كانت منشغلة بصنع شطائر الفلافل للزبائن بوجه متجهم و الغضب يرتسم عليه فمنذ قدومها من وكالة الراوي وهي علي حالتها تلك
=يا بت ريحيني و قوليلي مالك في ايه.....انتي علي الحال ده من وقت ما رجعتي من وكالة  الراوي في ايه حصل هناك خالكي قالبه وشك كده.....؟
لتكمل بقلق عندما استمرت في صنع الشطائر بصمت دون ان تجيبها و التجهم لا يزال مرتسم علي وجهها
=طيب الحاج عابد زعقلك  او قالك حاجة.....طيب راجح باشا عملك حاجـ......

التفت اليها صدفة فور سماعها اسمه  هاتفة بحدة و نفاذ صبر
=بقولك ايه يا ام محمد متجبليش سيرته...انا عفاريت الدنيا كلها بتتنطط في وشي و مش طايقة نفسي احسن اقسم بالله اقو.....
لكنها قطعت باقي جملتها شاهقة بصدمة عندما قام احدي الاطفال باختطاف مصفاة الزيت التي كانت موضوعة علي الطاولة امامها ثم فر هارباً راكضاً باقصي سرعه لديه و هو يهتف مغيظاً اياها...
=علشان تبقي تاخدي الكورة اللي بنلعب بها و تقطعيها كويس.. ابقي شوفي هتطلعى الطعمية بتاعتك علي ايه...

صرخت صدفة بغضب و هي تنتفض واقفة علي قدميها
=انت ياض يا ابن الحرامية رجع المصفا  و الا و ديني هاجي أأكلك الجزمة.....
لكنه تجاهلها و ركض بسرعة اكبر و مصفاة الزيت لازالت بيده مما جعلها تصرخ بشراسة و هي تمسك بطرف عبائتها السوداء و تركض خلفه سريعاً و هي تصرخ
=طيب وحياة امك لأطلع فيك قرفي و غلبي كله انت اللي جبته لنفسك يا ابن الرفدي......

ظل الطفل الذي كان يدعي احمد بالركض وهو يضحك فقد كان  معتاد هو و اصدقائه علي إغاظتها بهذا الشكل...
بينما ظلت صدفة تركض خلفه متتبعه اياه بانفس لاهثة منقطعة يقودها غضبها المشتعل...
توقف احمد عن الركض  اخيراً حتي يلتقط انفاسه التي انقطعت مراقباً بتسلية صدفة و هي تتقدم نحوه  راكضة...
لكن تباطئت خطواتها عندما اصبحت لا تبعد عنه سوا عدة خطوات بسيطة تتقدم نحوه ببطئ حتي لا يفر هارباً مرة اخري
لكن و قبل ان تصل اليه قام  بضرب المصفاه بالارض بعنف عدة ضربات حتي تدمرت تماماً ثم القاها نحو صدفة التي توقفت متجمدة بصدمة في مكانها عند رؤيتها لما فعله و قد تسلطت عينيها العاصفة بالغضب علي مصفاتها المدمرة اسفل قدميها..
لكن زاد اشتعال نيران الغضب بداخلها اكثر و اكثر ليصبح كالبركان الثأئر عندما وقف امامها يرقص بحركات بهلوانيه و هو يخرج لها لسانه مغيظاً اياها فلم تشعر بنفسها الا و هي تنحني و تلتقط احدي الاحجار  الكبيرة من الارض و تلقيه به  و هو تصرخ ساببه اياها بعنف..
لكنها ابتلعت باقي سبابها هذا مطلقة  صرخة فازعة فور ان رأت احمد يقفز مبتعداً سريعاً عن مسار الحجر الذي سرعان ما اصاب و اخترق الجدار الزجاجي للمحل الذي كان يقف خلفه ليتهشم علي الفور و تتناثر شظايا زجاجه علي الارض شاهدت صدفة هذا المشهد بانفس منحبسه و قلبها يققز داخل صدرها بعنف و جنون رفعت عينيها  المتسعة بالخوف تتفحص المحل الذي تسببت في تدمير وجهته...
لتشهق و هي تلطم وجهها بيديها صارخه بفزع فور ادراكها انه المحل الخاص براجح الراوي..
=يا نهار اسود و منيل عليا وعلي حظي الاسود.....

مقيد بأكاذيبهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن