12

636 27 0
                                    

بعد مرور يومين

دلف "محمود" إلي منزله في الساعات الأولى من الليل بعد إنتهاء عمله؛ وقد تمكن منه الإجهاد الشديد ونال منه التعب بعد مرور يوم عمله الشاق...سارع بالجلوس على الأريكة في صالة الإستقبال، لتدخل عليه شقيقته التي ابتسمت له بحنو ثم حدثته بلوم :

_حمد الله علي سلامتك يا أخويا...مش آن الأوان بقي ترتاح من شغلك ده.

فتح جفنيه بإرهاق وسألها بإستنكار :

_أنتي عوزاني أسيب شغلي يا سهير؟!...لا طبعًا.

_يا أخويا وهو كان يعني عملك؟! إيه غير التعب، وبعدين ما أنت بسم الله ماشاءالله كل شهر بيدخلك إيرادات المحلات، وإيرادات الشقق، فلحد امتي هنفضل نجري ورا الشقا برجلينا؟!

سارعت "ريهام" القادمة من الداخل قائلة بنبرة لوم طامعة جشعة :

_جرا إيه سهير زيادة الخير خيرين يا أختي والبحر يحب الزيادة!

لم تلقي جملتها أيًا من الرضا من جانب الأخيرة فهتفت بعدم رضا :

_بس مش علي حساب صحته يا ريهام.

كان كل ذلك تحت أنظار "محمود" الذي لم يتفوه بكلمة بينهما ولم يكن من الغريب عليه فلقد أعتاد طوال العشرين سنًة الماضية علي عدم توافقهما في الرأي بالإضافة بعلمه بعدم إستساغة شقيقته لزوجته وكراهية الأخري لها ولإبنتها...فهم يتعايشون مع بعضهما البعض بمجرد سلام ظاهري فقط لكنه كان كافيًا للتعايش! وبالرغم من معرفته بكل ما يدور بينهما، فلم يتدخل بينهما إلا في الأمور الهامة فقط...فبالنسبة له أمور النساء لا يحلها سوي النساء ولا مجال لتدخل الرجال بينهم!....لاحظ نظرة الإمتعاض التي علت ملامح قرينته عقب جملة الأخري فردت عليها بود مصطنع :

_ طبعًا يا سهير صحته أهم بس إحنا برضه مصاريفنا كتير..جامعة رنا وجوزاها، وتعليم سما، وأنا وأنتي كمان.

وكأنها أرادت أن تذكرها دائمًا كعادتها الخبيثة بأنها عاله عليهم في بيتهم ينفقون عليها!...لاحظ "محمود" وجه شقيقته الذي أصابه الشحوب واختلفت ملامحه بمئة وثمانين درجة...فتدخل هذة المرة موجهًا حديثه بجدية نحو شقيقته حتي يُنهي ذلك الأمر :

_أنا بشتغل علشان بحب شغلي يا سهير.

ثم وجه نظراته نحو زوجته ثم أكمل مستطردًا بنبرة أكثر صرامة :

_مش علشان كتر المصاريف يا ريهام...أنا بصرف علي لحمي ودمي سواء أنتي وبناتي أو أختي!...مفيش حاجه مفروضة عليا، ومش بشتغل علشان واجب عليا إني أزود دخلنا ولا حاجه!

تهللت ملامح سهير وابتسمت بحبور بعدما شعرت بأنه اقتص لها من تلك الحرباء التي يقتنيها في منزلته تحت مسمي زوجته.

بادلها الإبتسام...أسفل نظرات "ريهام" التي لم تدري بما ترد فأكتفت فقط بالدعاء له بخفوت ثم صمتت...تذكّر "محمود" أمر إبنه شقيقته التي سألته الرد عليها بعجل، فأخرج مجموعة من الورقات المالية مادًا بها إلي زوجته قائلاً ببعض المرح :

اشواك وحريرWhere stories live. Discover now