11

602 22 1
                                    

حسمت روان أمرها بالخطبة "لمالك" حتي تخرس الألسنة، وقررت إعطاء نفسها فرصة للتعرف عليه بعد الخطبة ، فطالعت "ريهام" بتحدي ثم تفوهت بنبرة متزنه :

_ماما أنا جالي عريس النهاردة!

عادت الحيوية من جديد على وجه "سهير" وتهللت أساريرها ثم سألت بعدم تصديق :

_بتتكلمي بجد يا روان؟!

ألقت "روان" بأنظارها تجاه زوجة خالها فوجدت الأخيرة وجهها يغطيه علامات الذهول والإستغراب فأبتسمت بداخلها وأومأت "بنعم" لوالدتها :

_أيوه والله بجد.

زاد وجه "سهير" إشراقًا فعادت تسألها بحماس شديد :

_اسمه إيه وبيشتغل إيه؟!..ومين أهله؟

أسرعت "ريهام" بسؤال متوجس :

_أوعي يكون المهندس اللي بتشتغلي معاه؟!

هزت "روان" رأسها بنفي ووجهت حديثها إلي زوجة خالها التي دائمًا ما تتهمها بخبث بكونها علي علاقة سرية بصديقها فردت بنبرة ذات مغزى حتي تنفي عن نفسها تلك التراهات العالقة برأس الأخرى :

_لا أنا ومجد أصحاب وأخوات...العريس إسمه مالك نصار صاحب شركة.

كان لجملتها آثران متغايران علي كلاً من والدتها وزوجة خالها التي تجهمت ملامحها بشكل كامل بينما ازدادت ابتسامة سهير إتساعًا وتملكها شعورًا داخليًا بالفخر ثم أردفت بنبرة معاتبة :

_هو أنا بشحت منك يا بنتي ما تقوليلي تفاصيل أكتر عنه وعرفك إزاي :

ابتسمت "روان" لسعادة والدتها التي استطاعت أن ترسمها علي محياها لأول مرة منذ زمنٍ طويل وردت بصراحه يشوبها بعضٍ من الخجل :

_خلصت معاه صفقة الأسمنت بتاعة مجد، ومن بعدها اتكلمنا كذه مره، والنهاردة قالي إنه عاوز يطلب إيدي.

_طب هيتقدم امتي؟

سألتها "سهير" بنبرة أكثر تلهفًا ،وملامح مبتهجه...ترددت "روان" قليلاً خوفًا من الحديث القادم والذي بالتأكيد لن يعجب والدتها، وستختفي تلك الإبتسامة البلهاء التي زينت وجهها..فردت بنبرة هادئة مصطنعه يغلب عليها بعض الصمت والتلعثم :

_لما اديله رقم خالي، بس..بس هو..كان متجوز قبل كده وعنده ولدين.

ضربت الصاعقة والدتها بسبب جملة الأخيرة التي ألقتها بسرعه، فتوسعت أعين "سهير" ورمشت بعينيها عدة مرات في محاولة لإستيعاب صدمتها فيبدو أن ابنتها أصابتها الوحدة بالجنون!...اتجهت بأنظارها نحو زوجة أخيها التي ابتسمت لها بسخرية، فتخلت عن صمتها أخيراً وهتفت بإستنكار :

_أنتي اتجننتي يا روان؟!..عاوزه تتجوزي واحد متجوز!

تملك الأخيرة الإحباط ونفت مفسره بتوضيح :

اشواك وحريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن