9

660 26 0
                                    

شعرت بالصدمة من حديث الولد فكيف للمربية أن تقوم بضربه...ترددت قليلاً خوفاً من إحراجها بالتدخل في أمر لا يعنيها ولكنها حسمت أمرها في مساعدته لأنها لطالماً احتاجت لمن يقف بجانبها ولو حتي بكلمة واحدة :

_قولي إسمك وإسم باباك وأنا هساعدك.

سارع بالنفي قائلاً بخوف :

_لا لا

_لا ليه مش أنا وعدتك إن الأمن مش هياخدوك ومحدش خدك وعمو مشاهم؟!

هز رأسه بتأكيد وقبل أن يجيبها قاطعه صوت نداء والده من الخلف :

_كريم!

خفق قلبها بقوة ورفعت رأسها حينما تفاجئت بذلك الصوت الذي حفظته عن ظهر قلب في الآونة الأخيرة وتمتمت بذهول :

_مالك!!

حدج فيها مالك بذهول من وجودها هي ورفيقها اللزج يتبادلان أطراف الحديث مع طفله فسألها بإستغراب متجاهلاً وجود الأخر عن عمد مما اضطر مجد محرجاً أن يتنحي جانباً :

_أنتي تعرفي كريم؟!

تصنعت الإبتسام واومأت برأسها ثم أخبرته بمنتهي الصدق :

_أيوة اتعرفنا علي بعض النهارده...أنت باباه؟!

اومأ برأسه دون أن يتفوه بأي كلمة وقد توتر قليلاً من رؤيتها لطفله خوفاً من تقلص فرصته معها كما لاحظ آثار البكاء واضحة على وجه طفله فجثي علي ركبتيه وسأله بحنان أبوي :

_مالك يا حبيبي...حد زعلك؟!

ردت هي مسرعه :

_كان بيهزر مع صاحبه بس هزار غبي شوية...مش صح يا كيمو؟!

نظر لها الصغير بأعين متسعه ثم عاد بأنظاره المرتبكة نحو والده وهز رأسه بإيجاب مما جعل مالك ينفعل متسائلاً بضيق :

_وهو فيه هزار يخليك تعيط كده؟!...يلا قولي مين الولد ده.

ابتسمت إليه روان بإصفرار وأردفت بلامبالاة مصطنعه :

_ما قولتلك هزار متاخدش في بالك.

ضيقت عينيها عليه وطالعته ببعضٍ من التفحص ليتعجب هو من حالتها فسألها بهدوء :

_عاوزه تقولي حاجه؟

اومأت برأسها واتجهت نحو حقيبتها ثم أخرجت قالباً من الشيكولاتة التي ابتاعتها صباحاً أعطتها للصغير الذي أبي أخذها في البداية معللاً بأنه رجل والرجال لا تتناول الشيكولاتة!...تعجب ثلاثتهم من حديث الفتي ولكن شجعه والده علي أخذها فتناولها منها علي مضض...ربتت علي كف يده وطلبت منه الإنتظار مع مجد الذي استأذنت منه لبضع دقائق للتحدث مع مالك وقد ظهر عليه الضيق الذي لم تره علي وجهه منذ فترة طويلة فبررت ذلك بكونه يكره تأخير مواعيده مثلها تماماً أو ربما ينزعج من جلوسه مع الأطفال!...فحدجته بإستعطاف واتجهت للسير مع مالك ولم تلحظ تلك النظرات المتشاحنة التي حدج كلاً منهما بها الآخر!...ابتعدا قليلاً عن أنظار كلاً من مجد وكريم فتسأل مالك بقلق :

اشواك وحريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن