8

741 28 4
                                    

قبل أي حاجة أنا آسفه علي التأخير حقكم عليا بس والله عندي ظروف فأدعولي كتير ربنا ييسر لي...قراءة ممتعه.

❈-❈-❈

طرقات خفيفة علي باب مكتب مازن أخرجته من تدقيقه في الأوراق أمامه..ترك القلم من بين أصابعه ورفع رأسه ليأذن للطارق بالدخول الذي لم يكن سوي مالك الذي سأله مباشرة بإستغراب :

_إيه يا ابني أنتو روحتوا فين امبارح؟!

تنهد مازن بإرهاق وفكر قليلاً هل يخبره بما حدث أم يأسرها في نفسه فقط؟!..فلطالماً كانوا أصدقاء منذ الطفولة ولم يُخفي أي منهما شيئاً علي الآخر!...يتلهف هذه المرة ليفضفض له عما يجيش في صدره ولكن كرامته تضغط عليه بقسوة ألا يبوح...فكيف يخبر صديقه أن الوحيدة التي نبض قلبه لأجلها تعشقه هو ولم تبادله أياً من مشاعره تجاهها؟!...هو يحبه بشده وكأنه أخيه الذي لم تلده أمه ولكنه يخشي من جرح كبريائه أمامه لذا قرر الصمت فقط هذه المرة فتنهد قائلاً :

_أبداً...اتخنقت فخدت عربيتي وطلعت علي المقطم.

سأله مالك بتعجب :

_وإيه اللي وداك بعيد كده؟!

فرد عليه مازن بصدق :

_كنت حابب اروح مكان هادئ علشان افكر في شوية حاجات وارتب أموري من تاني.

هز مالك رأسه بتفهم ثم بدل دفُة الحديث قائلاً :

_مجد الدويري كلمني من شوية عشان يعزمني علي حفلة عاملها بمناسبة مرور عشرين سنة علي مجموعتهم.

أومأ مازن ورد مؤكداً علي حديثه :

_لسه قافل معايا من شويه...أنت هتروح؟

لوي مالك فمه بعدم معرفه وزفر بعمق :

_مش عارف...بس ممكن اروح علشان روان!

ضحك مازن عالياً وأردف متسائلاً بعبث :

_أممم...روان قولتلي!...إيه حكايتك معاها بقي؟

حك مالك شعره مفكراً ثم أجاب بتردد :

_مش عارف!...بس أنا بنجذب ليها أوي.

سأله مازن مباشرة مضيقاً عينيه بإهتمام :

_بتحبها؟

حرك مالك كتفيه لأعلي ولأسفل ورد بعدم معرفه:

_برضه مش عارف...بس هي شخصية غريبة كده تحسها ميكس من مجموعة شخصيات، عصبيه ،مغرورة أحياناً ولما تقرب منها تلاقيها متواضعة جداً،عمليه جداً ،محترمه، ووفيه ،مره شجاعه وعندها كاريزما ومره هشه!

طالعه مازن بتهكم ثم سأله بسخريه :

_وحياة طنط هاله؟!..ما ده طبيعي يا أخويا إحنا بشر .

إغتاظ مالك من سخريته فأمسك بـ آنية السجائر ونظر له شزراً :

_بطل سخريه بدل ما اديلك بالطفاية دي في وشك!...أنا عارف إن كلنا بشر بس حاسس إن وراها حاجه ،وشخصيتها قويه وعندها كرامة فده بيشدني ليها.

اشواك وحريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن