١٨ | ذِكـرَى أبدِيّـة .

2K 150 86
                                    

_______________________

٠١.أبرِيـل.٢٠١٤
لَـندن .



هنالكَ كلماتٌ تقتلنَا، و كلماتٌ تُحيينا..

و هنالكَ ايضاً كلمات تعيدُ تشكيلنا مجدداً و كأننا لم نكن نحنُ يوماً..

ربّما نحو الأسوأ، و ربّما نحو الأفضل..

و هذا ما عجِز تايهيونغ عن فهمه.. ما الذي يحدثُ معه؟

ما تلكَ المشاعر التِي هيّجت هدوء قلبه و اثارَت فيه عاصفةً هوجاء ليستْ بِـ راحمةٍ..؟

من أينَ لذو السوادِ بهذا الكلام؟ من أينَ فاح بعبقِ الحُبّ على حين غرّة؟

" حدّثني يا وحِيدي الأشقر، حدّثني و لا تصمُت، يكفيكَ صمتاً فَإنّي لصوتكَ مُشتاقُ..وإن كانَت لحظاتٍ عابِرة يغيبُ فيها حسنكَ عنّي فإنّي أغرقُ في الشّوق فارحمـنِي.. "

همساتٌ تعبُر مع نسماتِ الربيع، و أعيُن الأشقر اُغرورقت بالدموع..

" أنتَ مَن لا ترحُمني يا جونغكوك، أينَ لكَ من كلماتٍ تهوِي بالروح دون تأنٍّ؟ ارحَم خافقِي يا ليلِي الدافئ.. "

اجابه الأشقر و يده لم تقِف ساكنةً، بل راحت تمسحُ على شعرِ جونغكوك القصيـر نسبياً..

" أَ أعجبك شعري يا وحِيدي؟ "

" أَ تسألنِي عن شعركَ و كُل ما فيكَ يَـسرقني منّي إليكَ ببطءٍ؟ كيفَ لك أن تأخذ قلبي و تفكيري ، عقلي و افكاري، ذكرياتي و ذاكرتي، انفاسي و ضربَاتُ خافقي، حزني و سعادتِي في الآن ذاته؟ يالكَ من لصٍ محترف.. "

تحدّث تايهيونغ بعُقدةٍ بين حاجبيه العريضين ليُطلق جونغكوك ضحكةً صغيرة غافلاً عمّا خلفته داخل الآخر اكثر...

" و أَ تظنّني اكتفيتُ يا تايهيونغ؟ لا، أنا أعمَل على سرقة ما هو اكثر من ذلك، شيئاً لا يُقدّر بثمنٍ و ما مِن مالكٍ لمقدارِ عظمته.. "

أجابه جونغكوك متأمّلاً وجه الآخر الذي سأله هامساً

" و ما هو يا ذا السّواد الدافئ؟ "

" أنت يا أشقر.. "




...

يسيرُ كلاهما بجانب بعضهما و الهدوء ثالثهما..

صمتٌ يتشاركانه بعد اخر حديثٍ دار بينهما و الذي كان اصرارُ جونغكوك على ذهاب تايهيونغ معه لمنزله الجديد..

• Umbrella | TKWhere stories live. Discover now