29

10K 863 61
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم .

حاول ادريان مجاراة سرعة الكسندر ، لكن لا فائدة فلا يبدو انه سيتوقف أو حتى سيخفف من سرعته . أراد ان يسأله ما الذي سيفعله لساندرا ، لكنه لم يمتلك الجرأة ليتفوه بشيء ، وتبعه بفم مغلق .

دخل الكسندر لمكتبه بعنف ، صُدم روبرت قليلاً من الدخول المفاجئ ، لكنه انحنى والقى التحية على الكسندر ، تجاهله الكسندر وذهب للمكتب وأخذ يعبث بالأوراق .

نظر روبرت لادريان وهمس بصوت لن يسمعه الكسندر " ما الذي حدث هذه المرة ؟"
ادريان " لا أعرف ."
روبرت " ما الذي تعنيه ؟"
ادريان " لقد أمر سموه أن تُحبس الآنسة ساندرا ، وقال أنه سيقتلها ."
روبرت " لماذا قال هذا ؟"

صرخ الكسندر عليهما قبل أن يجيب ادريان على روبرت قائلاً " ما الذي تتهامسان بشأنه ؟"
اقترب منه روبرت وقال " لا شيء ."
الكسندر " حسناً ." أعطى ورقة لروبرت وأكمل " انشرها في كل المملكة ."
قرأ روبرت الورقة بتمعن قبل أن ينظر لالكسندر ، اردف الكسندر " سيتم حرق الساحرة في يوم تتويجي ."

*******

سمع سيباستيان الأخبار من ادريان ، قال لروبرت " لماذا قد يفعل سموه هذا ؟"
رد عليه روبرت بانزعاج " وما أدراني ، أنا لم أستطع قط معرفة ما يريده ، ناهيك عما يفكر ."
اقترب سيباستيان من أذن روبرت وهمس فيها " برأيك ، هل جن جنون سموه أخيراً ؟"
ابعد روبرت سيباستيان عنه ، وقال " ما الذي تهذي به ، لا تنسى ان الشخص الذي تتحدث عنه سيصبح الملك بعد يومين ."

سيباستيان " حسناً ، حسناً فهمت ، ولكن لماذا جعل سموه حفل التتويج بعد يومين ؟"
روبرت " قال بأنه يريد انهاء الأمور مبكراً ."
سيباستيان " ألم يسمح لأحد بزيارة الآنسة ساندرا ؟"
روبرت " لا أحد ."

شرد سيباستيان قليلاً ، وقال " وأين ادريان ؟"
روبرت " انه يتولى أمر التحضير للحفل ."
سيباستيان " لماذا لم يوليك أمر الحفل ؟"
روبرت " أنا علي انهاء أمور الحرق ."
سيباستيان " أنت المسؤول عن ذلك ؟"
روبرت " لا يوجد غيري ."
تنهد كلاهما بصعوبة ، وذهبا بعدها كلٌّ لعمله .

*******

فتح الحارس باب الزنزانة المهترئ ، دخل لها الكسندر وأُغلق الباب خلفه ، نظر الكسندر لساندرا الجالسة على الكرسي أمامه ، وقال " اذا كيف الضيافة ؟"
ساندرا " ليست سيئة ."
الكسندر " هل من مشكلة ؟"
ساندرا " ومن أين ستأتي المشكلة ، ألا ترى أنك تعتني بي جيداً ؟"

ابتسم الكسندر ، وقال " سأشعر بالملل بدونك ."
ساندرا " اذن تزوج ."
الكسندر " من ستقبل الزواج بملك أعور ." قال هذا وهو يشير لعينه .
ساندرا "  طالما أنك تمتلك لقب ملك ، فلا تسأل من التي ستتزوج بك ."

ابتسم الكسندر ، وقال " ستحزن شارلوت كثيراً عندما تعرف ما فعلته ."
ساندرا " إن لم تقل لك أنت لست أخي لا تتحدث معي مجدداً ، فاسمي ليس ساندرا ."
الكسندر " أستطيع تخيل وجهها وهي تبكي دون توقف ، وعندما أقول لها هذا لا يجدي نفعاً معي ، فستتوقف عن التنفس حتى أستمع لها ."
ساندرا " أمتأكد أن اختك لم تتربى معي ؟"
الكسندر " لماذا ؟"

ساندرا " لقد كنت أفعل هذا عندما لم يسمح لي والدي بالذهاب للصيد مع أبناء عمي ."
الكسندر " ما الذي فعله بعد ذلك ؟"
ساندرا " أخذني معه ، حملني طوال الطريق ، لم يرغب بانزالي ."
الكسندر " ان والدك رائع ."
ساندرا " أتعلم ؟ ستصبح أباً رائعاً يوماً ما ."
الكسندر " لماذا تقولين هذا ؟ "
ساندرا " من يعتني بأخواته اللاتي لا يحب والدتهن بذلك الحب ، لا ينقصه شيء ليحب ابنه لتلك الدرجة ."

الكسندر " أعتقد أني سأخيب آمالك ."
ساندرا " لماذا ؟"
الكسندر " أنا خائف من أن أكون مثل والدي ، فكما تعرفين ذلك الشبل من ذلك الأسد ."
ساندرا " حتى وان كانت الأمور هكذا ، فأنا مثلاً لا أشبه أمي بشيء ، أمي عفوية وطيبة ، وأنا قاسية وعنيفة ، فقد تربيت مع رجال حمقى ، أما أنت فتربيت مع أم رائعة ، لماذا تظن أنك ستصبح مثل والدك ؟"

الكسندر " من هي هذه الأم الرائعة ؟"
ساندرا " كاترينا ."
الكسندر " مستحيل ، أتمزحين معي ؟"
ساندرا " هل أذت كاترينا يوماً واحدة من أخواتك ، أو حتى رفضت تقديم الحب لهن ؟"
الكسندر " لا ."
أشارت ساندرا لكلامه بعينيها ، أدرك الكسندر مقصدها .

قال الكسندر خاتماً كلامه " اذن هذا اللقاء الأخير ؟"
ساندرا " هذا ما يبدو عليه ."
صمت الكسندر قليلاً ، لكنه استدرك الأمر عند صوت ساندرا الجاد القائل " الكسندر ، لقد كان ممتعاً التحدث معك حقاً ."
ابتسم الكسندر أخيراً ، وخرج تاركاً ساندرا وحدها مجدداً .

*******

انتهى اليومان الكئيبان اللذان مر بهما الجميع ، وحان يوم التتويج والحرق . وُضِعت منصة خشبية كبيرة في منتصف المدينة ، وعُلِّق عليها خشبة طويلة وحبل ، حان الليل واجتمع الناس حولها .

تم تحضير منصة أخرى أعلى منها وُضع عليها مقعد يشبه العرش ، ليجلس عليه الكسندر . بدأ الناس بالهتاف بالشتائم واللعنات فور سماع صوت البوق المنذر بقدوم الساحرة .

كان الكسندر جالساً على مقعده منتظراً انتهاء كل شيء بينما يجر الحراس ساندرا المغطاة الرأس ، لم ير أحد وجهها ولم يهتموا استمروا بالهتاف بما يهتفون به ، ربط الحراس ساندرا بالخشبة وأشعلوا النار فيها ، أُحرقت ساندرا بهدوء دون صوت فقط صوت النيران وصوت هتافات الناس .

نظر الكسندر للفتات الباقي على الأرض ، وقف من مكانه ، وقال " لقد حرقنا الساحرة !!"
زادت هتافات الناس مع صوته ، وبعدها تُوِّج الكسندر ملكاً .

------------------------------------
لم يتبق سوى البارت الأخير ، سأقوم بتنزيله غداً أو بعد غد ان شاء الله .

السّاحرة النّقيةOn viuen les histories. Descobreix ara