بسم الله الرحمن الرحيم .
توتر الكسندر عند سماعه الصوت الحاد للرجل الذي لا يعرفه ، نسي أن ساندرا قوية للغاية بفعل تصرفاتها الأنثوية خلال الأيام السابقة ، وبالتأكيد نسي كون أبناء عمها أقوياء بالطبع .
ردت ساندرا ببرود " لا تتصرف هكذا أمام ضيفي ."
الرجل " ضيفك !!"
ساندرا " أجل ضيفي ."خفت حدة صوت الرجل بعد ما قالته ساندرا قليلاً . اقتربت ساندرا من الأريكة الجالس عليها وجلست بجواره ، جلس الكسندر على الأريكة المقابلة لهما ، وحاول قدر الامكان اخفاء توتره .
بقيت نظرات الرجل القاتلة على الكسندر ، لكنه قال بصوت هادئ لا يدل على غضبه " كيف وجدت هذا الضيف ؟"
ساندرا " لقد ذهبت للصيد كالمعتاد ، ووجدته بالقرب من الجزء الشرقي من الغابة "
الرجل " ما الذي قد يفعله هذا الوغـ- أعني هذا الضيف في الغابة الخطيرة ؟"
الكسندر " أنا لا اعرف ."
ساندرا " اجل انه لا يعرف ، ما الذي تريد الوصول إليه بمثل هذا السؤال ؟"
حاول الرجل تبرير موقفه بسرعة " أنا لا اريد الوصول لشيء ، فقط ان الأمر أن البشر في العادة لا يدخلون للغابة بتهور ."أثناء جدال الرجل وساندرا ، حصل الكسندر على فرصة لن تتكرر مجدداً في الوقت الحالي .
الكسندر بتعجب " لماذا تقول البشر بصيغة أنك لست منهم ."
الرجل " لأني لست منهم من الأساس ."
لم تقل ساندرا شيئاً ، فقد عرفت ما يريد الكسندر الوصول إليه ، وعرفت أنه سيعرف عاجلاً أم أجلاً .
اكمل الكسندر " إذاً ماذا تكونان ؟"
الرجل " نحن مستذئبين ."كانت الصدمة واضحة على وجه الكسندر في تلك اللحظة بشكل لم يستطع تفسيره.
الكسندر " ألم يختفي المستذئبون منذ وقت طويل ."
الرجل " أجل بالفعل."
صرخت ساندرا قائلة " دانييل ، هذا يكفي ، لقد عرف بما فيه الكفاية."
دانييل " حسناً ، حسناً ، لن أخبره فقط لا تصرخي في أذني ."في تلك اللحظة فهم الكسندر سبب تصرفات ساندرا الغريبة ، فقد اخبرته عن أبناء عمها ، وأخبرته أن دانييل شخص صعب الفهم ، ومتشكك وسريع البديهة ، يتصرف كجرو أمامها ولكنه عبارة عن صخرة أمام الآخرين حتى إخوته . ولكنه لم يفهم شيئاً واحداً ، لماذا لا تريد اخباره بمن تكون .
قطع دانييل حبل أفكار الكسندر بقوله " بالمناسبة لماذا هذا الضبف يمتلك هالة مشابهة لنبلاء البشر ؟"
ان دانييل قوي الملاحظة ، بالطبع قد يدرك من يكون الكسندر .
ساندرا " لقد انتبهت على هذا بالفعل ، وقد عرفت أنه بسبب ملابسه فهي ملابس نبلاء مسروقة ."
بالنسبة لساندرا التي تعرف أقاربها جيداً ، فقد اتخذت بعض الاجراءات اللازمة ، ولكن معظمها كانت بلا فائدة أمام دانييل ، فقد رأى هالة النبلاء التي يمتلكها الكسندر رغم الملابس القذرة التي يرتديها .دانييل " اذا فقد ساعدتي لصاً ."
ساندرا " هذا ما يبدو ."
تنهد دانييل بهدوء ، بدا أنه لم يزل شكوكه عن الكسندر ، لكنه لم يسأل أكثر بسبب ساندرا .
دانييل " حسناً ، سأذهب للخارج قليلاً ، بما أنني اطمأنيت أنك بخير ."
ساندرا " قبل هذا ، ما الذي حدث لإيدين ؟ لماذا لم يأتي هو ؟"
دانييل " لا أعرف لقد أخبرني عمي أني آتي أنا ، ولم يقل شيئاً أخر ."
أومأت ساندرا ببطء دون قول شيء . خرج دانييل للخارج و ذهب بعيداً عن الكوخ على ما يبدو .بعد أن تأكد الكسندر من ذهابه ، أزال المظهر الخائف عنه وأعاد المظهر المتغطرس لأمير ملكي .
الكسندر " ألن تخبريني الآن من تكونين ؟"
ساندرا " أخبرتك من قبل أنا نصف ساحرة ، والآن قد عرفت أن نصفي الأخر مستذئب "
الكسندر "اذا أستخبرينني أي نوع من المستذئبين ؟"
ساندرا " لماذا تريد أن تعرف هذا ؟"
الكسندر " لما لا أستطيع ؟"
ساندرا " لا تجب على أسئلتي بسؤال آخر ."
الكسندر " انت تفعلين ذات الشيء ."لم ترد ساندرا عليه وبقيت صامتة .
الكسندر " هل لهذا علاقة بقلادة الجشمت التي أعطتك الملكة اياها ؟"
ساندرا " أجل ، ربما أرادت التأكد اذا كنت مستذئبة ."
الكسندر " ما سبب شكوكها ؟"
ساندرا " عيوني الخضراء ، إنها تميز المستذئبين ."
الكسندر " حسناً ، فهمت ."
صمت قليلاً ، ثم أكمل " و ابن عمك ؟"
ساندرا " بالرغم من أنه أظهر فهمه للأمر ، الا أنه مازال لديه الكثير من الأسئلة التي لن تستطيع الإجابة عليها إن لم ترد أن يعرف من تكون ."
الكسندر " فهمت ."جلسا بصمت دون فعل أي شيء ، نظر الكسندر إلى النافذة التي خلف ساندرا ، كانت الثلوج البيضاء التي تغطي الشجر تعطي بعض الحياة للكوخ القامت . كان ذلك الجو مختلفاً عن القلعة الملكية القامتة ، لأنها عكس هذا المكان ، فلا يوجد ما يعطيها الحياة ، ذلك ما كان يشعر به منذ أن تم احضاره للقلعة ، وحتى بعد ولادة شقيقاته اللواتي يحبهن ، فكان ذلك الشعور يلاحقه لوقت طويل .
فتح دانييل الباب ببطء ، دون أن ينبث بشيء ، لم تقل له ساندرا شيئاً .
دانييل " أيها الضيف تعال معي ."
شعر الكسندر بالعرق البارد وهو ينزل على ظهره ، بدأت الأفكار الغريبة تخترق رأسه ، نظر لساندرا طالباً النجدة ، لكنها لم تقل أو تفعل شيئاً ، لذا لم يكن لديه خيار غير اللحاق بدانييل بخضوع .خرج من الكوخ بسرعة بمحاولة منه ألا يرتجف ، لقد رأى الكثير من الأمور المخيفة بسبب العيش مع مشعوذة تحت سقف واحد ، ومعرفته أنها من تقوم بكل تلك الأهوال التي يراها . كان دانييل يقف أمام شجرة كبيرة بالقرب من الكوخ ، لم يلتفت لألكسندر وبقي يحدق بطائر أبيض يجلس على غصن الشجرة .
----------------------------------------
YOU ARE READING
السّاحرة النّقية
Paranormalفوريت ديفير أو غابة الشتاء ........ كاسمها فهي غابة لا يتوقف فيها الشتاء طوال العام ......... فما نوع الأسرار التي تغطيها الثلوج ....... فقط الساحرات النقيات من يعرفن ......... لكن الساحرة النقية الأخيرة لا تعرف أي شيء....... Start :(10/9/2021) End...