12

13.5K 1.1K 15
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم .

توتر الكسندر عند سماعه الصوت الحاد للرجل الذي لا يعرفه ، نسي أن ساندرا قوية للغاية بفعل تصرفاتها الأنثوية خلال الأيام السابقة ، وبالتأكيد نسي كون أبناء عمها أقوياء بالطبع .

ردت ساندرا ببرود " لا تتصرف هكذا أمام ضيفي ."
الرجل " ضيفك !!"
ساندرا " أجل ضيفي ."

خفت حدة صوت الرجل بعد ما قالته ساندرا قليلاً . اقتربت ساندرا من الأريكة الجالس عليها وجلست بجواره ، جلس الكسندر على الأريكة المقابلة لهما ، وحاول قدر الامكان اخفاء توتره .

بقيت نظرات الرجل القاتلة على الكسندر ، لكنه قال بصوت هادئ لا يدل على غضبه " كيف وجدت هذا الضيف ؟"
ساندرا " لقد ذهبت للصيد كالمعتاد ، ووجدته بالقرب من الجزء الشرقي من الغابة "
الرجل " ما الذي قد يفعله هذا الوغـ- أعني هذا الضيف في الغابة الخطيرة ؟"
الكسندر " أنا لا اعرف ."
ساندرا " اجل انه لا يعرف ، ما الذي تريد الوصول إليه بمثل هذا السؤال ؟"
حاول الرجل تبرير موقفه بسرعة " أنا لا اريد الوصول لشيء ، فقط ان الأمر أن البشر في العادة لا يدخلون للغابة بتهور ."

أثناء جدال الرجل وساندرا ، حصل الكسندر على فرصة لن تتكرر مجدداً في الوقت الحالي .
الكسندر بتعجب " لماذا تقول البشر بصيغة أنك لست منهم ."
الرجل " لأني لست منهم من الأساس ."
لم تقل ساندرا شيئاً ، فقد عرفت ما يريد الكسندر الوصول إليه ، وعرفت أنه سيعرف عاجلاً أم أجلاً .
اكمل الكسندر " إذاً ماذا تكونان ؟"
الرجل " نحن مستذئبين ."

كانت الصدمة واضحة على وجه الكسندر في تلك اللحظة بشكل لم يستطع تفسيره.
الكسندر " ألم يختفي المستذئبون منذ وقت طويل ."
الرجل " أجل بالفعل."
صرخت ساندرا قائلة " دانييل ، هذا يكفي ، لقد عرف بما فيه الكفاية."
دانييل " حسناً ، حسناً ، لن أخبره فقط لا تصرخي في أذني ."

في تلك اللحظة فهم الكسندر سبب تصرفات ساندرا الغريبة ، فقد اخبرته عن أبناء عمها ، وأخبرته أن دانييل شخص صعب الفهم ، ومتشكك وسريع البديهة ، يتصرف كجرو أمامها ولكنه عبارة عن صخرة أمام الآخرين حتى إخوته . ولكنه لم يفهم شيئاً واحداً ، لماذا لا تريد اخباره بمن تكون .

قطع دانييل حبل أفكار الكسندر بقوله " بالمناسبة لماذا هذا الضبف يمتلك هالة مشابهة لنبلاء البشر ؟"
ان دانييل قوي الملاحظة ، بالطبع قد يدرك من يكون الكسندر .
ساندرا " لقد انتبهت على هذا بالفعل ، وقد عرفت أنه بسبب ملابسه فهي ملابس نبلاء مسروقة ."
بالنسبة لساندرا التي تعرف أقاربها جيداً ، فقد اتخذت بعض الاجراءات اللازمة ، ولكن معظمها كانت بلا فائدة أمام دانييل ، فقد رأى هالة النبلاء التي يمتلكها الكسندر رغم الملابس القذرة التي يرتديها .

دانييل " اذا فقد ساعدتي لصاً ."
ساندرا " هذا ما يبدو ."
تنهد دانييل بهدوء ، بدا أنه لم يزل شكوكه عن الكسندر ، لكنه لم يسأل أكثر بسبب ساندرا .
دانييل " حسناً ، سأذهب للخارج قليلاً ، بما أنني اطمأنيت أنك بخير ."
ساندرا " قبل هذا ، ما الذي حدث لإيدين ؟ لماذا لم يأتي هو ؟"
دانييل " لا أعرف لقد أخبرني عمي أني آتي أنا ، ولم يقل شيئاً أخر ."
أومأت ساندرا ببطء دون قول شيء . خرج دانييل للخارج و ذهب بعيداً عن الكوخ على ما يبدو .

بعد أن تأكد الكسندر من ذهابه ، أزال المظهر الخائف عنه وأعاد المظهر المتغطرس لأمير ملكي .
الكسندر " ألن تخبريني الآن من تكونين ؟"
ساندرا " أخبرتك من قبل أنا نصف ساحرة ، والآن قد عرفت أن نصفي الأخر مستذئب "
الكسندر "اذا أستخبرينني أي نوع من المستذئبين ؟"
ساندرا " لماذا تريد أن تعرف هذا ؟"
الكسندر " لما لا أستطيع ؟"
ساندرا " لا تجب على أسئلتي بسؤال آخر ."
الكسندر " انت تفعلين ذات الشيء ."

لم ترد ساندرا عليه وبقيت صامتة .
الكسندر " هل لهذا علاقة بقلادة الجشمت التي أعطتك الملكة اياها ؟"
ساندرا " أجل ، ربما أرادت التأكد اذا كنت مستذئبة ."
الكسندر " ما سبب شكوكها ؟"
ساندرا " عيوني الخضراء ، إنها تميز المستذئبين ."
الكسندر " حسناً ، فهمت ."
صمت قليلاً ، ثم أكمل " و ابن عمك ؟"
ساندرا " بالرغم من أنه أظهر فهمه للأمر ، الا أنه مازال لديه الكثير من الأسئلة التي لن تستطيع الإجابة عليها إن لم ترد أن يعرف من تكون ."
الكسندر " فهمت ."

جلسا بصمت دون فعل أي شيء ، نظر الكسندر إلى النافذة التي خلف ساندرا ، كانت الثلوج البيضاء التي تغطي الشجر تعطي بعض الحياة للكوخ القامت . كان ذلك الجو مختلفاً عن القلعة الملكية القامتة ، لأنها عكس هذا المكان ، فلا يوجد ما يعطيها الحياة ، ذلك ما كان يشعر به منذ أن تم احضاره للقلعة ، وحتى بعد ولادة شقيقاته اللواتي يحبهن ، فكان ذلك الشعور يلاحقه لوقت طويل .

فتح دانييل الباب ببطء ، دون أن ينبث بشيء ، لم تقل له ساندرا شيئاً .
دانييل " أيها الضيف تعال معي ."
شعر الكسندر بالعرق البارد وهو ينزل على ظهره ، بدأت الأفكار الغريبة تخترق رأسه ، نظر لساندرا طالباً النجدة ، لكنها لم تقل أو تفعل شيئاً ، لذا لم يكن لديه خيار غير اللحاق بدانييل بخضوع .

خرج من الكوخ بسرعة بمحاولة منه ألا يرتجف ، لقد رأى الكثير من الأمور المخيفة بسبب العيش مع مشعوذة تحت سقف واحد ، ومعرفته أنها من تقوم بكل تلك الأهوال التي يراها . كان دانييل يقف أمام شجرة كبيرة بالقرب من الكوخ ، لم يلتفت لألكسندر وبقي يحدق بطائر أبيض يجلس على غصن الشجرة .

----------------------------------------

السّاحرة النّقيةWhere stories live. Discover now