"اقتَربِ فرَاشتِي، لِي وَصية عليكِ حَفرهَا بذَاكرتكِ" نَبسَت عجُوزٌ مُقهقَرَة خَط الشَيب غَدائِرهَا بنَبرة خفِيضة مُمسِكةً بينَ كفتَيهَا العجُوزتَان يَد طِفلة لاحَت مَلامِحهَا عَلىٰ عدَم تخَطِيهَا رَبيعهَا السابِع، دَنت بخُطوَاتٍ صغِيرَة ثُمَّ قَرّبَت مَسمعهَا نَاحية الكبرىٰ التِي ألقَت بمَهامِسٍ لم يَسمع مَضمونهَا غَير الصَغيرة، هَزت رأسهَا مُومئَةً ثُم ابتَعدت بَعدمَا طَبعَت قُبلةً علىٰ وجنَة من برُد جُثمانهَا وسَكنَت أنفَاسُها، بأعيّن خضرَاء واسِعة اغرورَقت باللآلِىء، شَعرت برُوح جَدتها غَادرَت عَالمهُم.
"آنابِيث دعِينا نَذهب للحدِيقة لنُطعِم الحمَام؟ جدتكِ تَحتاج للرَاحة الآن" فَاهَت امرَأة يُرىٰ عَلىٰ هَيئتهَا انهَا مُقبلة عَلىٰ عِقدهَا الثَالِث، سَحبت الصغِيرة برِفق والتِي كانَت تَمسحُ بَللَ وَجنتَيهَا بكَم فستَانها الطوِيل.
"جدتِي مُرتاحة الآن بالفِعل مَعهُمَا"
ببَسمَة استَرسَلت وحَدقتَيهَا قَد برَقَت، تشُد عَلىٰ القِلادة الحَمراء التِي تتَوَسط عنقِها، معَ صِغرِ عُمرهَا وَعَت مَا يَحدثُ بمُحيطِهَا.
سَحبت الآنِسة ذَات المَلبَس الأنِيق آنَابيث لخَارج الغُرفة تُعانِق كَفتهَا الصغِيرة بَين خَاصتِها الرَفيعَة فقابَلوا بَاقِي الأفرَاد يتَحركون يمِينًا شِمالاً بجَزعٍ وسُرعَان مَا هَرعوا نَحوهُما بَعد لمِحهم لهُما، نَفت بتَحريك رأسِها للجِهتين فأخَذت دمُوع البَعض حُلة عَلىٰ مُحيَاهم، والبَعض الآخر فَغرَ فَاهه يكذِب الوَاقِعة.
أن البَارونة توفَت.
---
الآنِسة الأنِيقة تَحتل مَركز الغُرفة بوَجه ساكِنٍ بَينما الصغِيرة تَختَبىءٰ خَلفها تشِد عَلىٰ فُستانهَا بجَزعٍ، تُبصِران مَن بغَضبٍ هَيسترِي حَطم كل جمَادٍ كَان لهُ فَوق مَكتبه موضِعًا.
"غَيرُ مُمكِن، لستُ أسمَح بذَلك، كَيف يُعقل أن تَنقل جمِيع مُمتلكاتِها لشَخص غَير ابنِها؟ لفتَاة نكِرة لم تَتعدىٰ السَابعة!" أخَذ يصِيح بإنفِعال يعِيد خُصلَه الشقرَاء للخَلف بخشُونة ثُمَّ عَدّل يَاقة لبَاسه الرَسمي.
"تُدعىٰ آنابِيث برِينس" استَرسَلت الآنِسة بنَبرة جَادة " وتَكون ابنَة الرَاحل أدريَان برِينس الابن الأكبَر وحفِيدة البَارونة كرِيستِينَا برِينس، ولأذَكركَ سَيد ادمُوند، أنتَ لم تبذُل جُهدًا في التَصرف علىٰ أنكَ ابن البَارونة الأوحَد بَعد وفَاة السيّد أدريان، بَل ولم تَكن مُتواجدًا طِيلة هَذه السَنوات فكَيف تَتوقع أن تَحصل عَلى المِيراث بظهُوركَ بَتدمَا شَاعَ خَبر اشتِداد مَرض البَارونة الرَاحلة"
YOU ARE READING
فرَاشة البَالِيه.
Teen Fiction"أن يَمتلِكَ المَرء حُلمًا يَفرضُ عَليه نفُور الرَاحة، فالحَالِم سبّاقٌ لتَحقِيق مَا خَطه فِكرهُ الشَاسِع". -فَتاتُنا اليَافعة هُنا ستُسابِق الرِيح لو أمكَن لتَعِيش حُلمهَا واقِعًا، لكِنه ثَابت مُصرٌ عَلىٰ اقتِلاع جنَاحَي فرَاشة البَاليه، مَا العَم...
