35_كل شيءٍ ينتهي هنا (تابع)

2K 122 296
                                    

لمدة دقائق كانت كافية لتُشرق الشمس بأكثر من نصف قرصها، بقي هو يفكر و يتطلع بعيدً، للعدم، إلى نقطةٍ
وهمية تحت نظرات إيملي التي سيطرت عليها جملةً لا متناهية غير مرتبة من المشاعر طغى عليها التوتر عندما سمعته تحدث بصوتٍ كئيب فيه غضة و ما زال شاردًا في تلك النقطة الوهمية البعيدة
- هذا يعني...أنكِ فضلتِ بستانيًا سافلًا عليَ أنا...حتى...
و أنا زوجكِ و والدٌ لأطفالكِ الخمسة...أنتِ...أنتِ لا تعرفين أيَ شيءٍ عانيت منه حتى أبقى نظيفًا من أجلك...في بعض الليالي كدت أفقد رشدي...لكن...هو...
ماذا فعل؟...في ما هو أفضل مني؟!
تسائل بألمٍ في نهاية كلامه ثم تنهد بعمقٍ لكن صعوبة بيحاول التحكم في كلامه فقد وجد أنه إن أصر قد يسمع منها تفسيرًا أو حججًا تجعله ينكسر أكثر و ربما لن
يتحمل و يسحب المسدس الذي على خصره و ينهي كل شيء، لكنه لم يكن يدرك أن الأخرى قد نست كيف تتحدث، بطريقة أو بأخرى شعرت بلسانها مشلولًا، ملامحه الباهتة، نظراته الخاملة، صوته الذي يدل على خيبة الأمل، حتمًا جعلتها تُدرك فضاعة الخطوات الغير مدروسة التي قامت بها، هي لم تتوقع أنه ما زال يحبها كالسابق أبدًا، ظنت أنه تجاوزها منذ مغادرته، لم تصلها أي أخبار لكنها كانت تتوقع أنه تزوج و أنشأ حياةً أخرى ماحيًا إياها بكل سهولة و لكن العكس حتمًا ظهر لها الآن،
بعد أن تنهد حادجها بنظرةٍ طويلة عميقة جعلت الأسئلة في عقلها تتزاحم، هل هو حقًا حقًا يقارب على البكاء بسبب ما فعلته؟! أ لهذه الدرجة أثرت كذبتها عليه؟! ما الذي كان يقصد بأنه كاد يفقد رشده في بضع ليالي؟! كيف بقي نقيًا من أجلها؟! أ يُعقل أنه لم يقترب من فتاةٍ أخرى من بعدها؟!

إنفرجت شفتاها و قد إستعدت لتسأل عن كل هذا و لكن
هذا لم يكن من نصيبها فقد تقدم من جون أحد الحراس و طلبه لأمرٍ ما، الأول، حدق بها جيدًا، كأنها آخر مرةٍ سيراها في حياته ثم إستدار راحلًا و الخيبة تحتله بالكامل، دون شك، جعل إيملي تفقد نصف روحها معه، هي كذلك إتجهت لتعود لغرفتها و لكنها كادت تُجن في الطريق من التفكير، بحق السماء لماذا قالت مايكل؟! جون الآن قد يقتله دون سبب، أو قد يتشاجر معه بسبب
هذا الأمر و هو غير صحيحٍ أساسًا، قد ورطته في مشكلتها، الشيء الوحيد الذي فعلته هو محاولة حل مشكلةٍ بمشكلةٍ أخرى أسوء بكثير، الآن بسببها جون صار
مستاءً و يائس، و لكنه أيضًا غير متقبل، ربما تحطم أمامها و لكنه حتمًا سيرد لها الصاع صاعين. عندما وصلت إلى غرفتها، شيءٌ أشبه الضوء ضرب عقلها لتُردك بعد دقائق طويلة من الغفلة أنها حكمت على نفسها بالموت، هما متزوجان، ما زالا كذلك، و هي قالت إنها نامت مع شخصٍ غيره، هذه خيانة واضحة، و اللعنة
حتر الرضيع يعرف أن كل شيءٍ مقبول غير الخيانة،  التفكير بالأمر وحده تركها تنهار، أضف أمورًا أخرى كإنتشار الموضوع للجميع، أخوها، أولادها، عائلة جون، جعلها هذا حتمًا تسقط منهارةً باكيةً على الباب خوفًا
من الحالة التي أَلَ إليها الوضع، و إلى ماذا سيؤول فيما بعد

Mafia's inferno ⚜️ "2"Where stories live. Discover now