25_إلى المكسيك

2.4K 137 115
                                    

و ها هي الأشهر تتعاقب كعادتها، ينتهي الصيف و يبدأ الخريف فيحل الشتاء ليتبعه الربيع ثم يعود الصيف مجددًا، 22 شهرًا مر على الأحداث الأخيرة، الساعة تقارب الخامسة صباحًا، مدينة طوكيو تقريبًا فارغة فقد
بدأ الفجر بالبزوغ الآن و رغم ذلك، تلك الشقراء تركض حول محيط المنزل لمرة الخامسة، إنه نفس المنزل الذي إستقرت به مع أيس من أول يومٍ للتدريب، لقد كان آن ذاك تُيارب ال16، الآن، هي تبلغ ال19 من عمرها، لقد أصبحت شابةً يافعة، تقدمها بالعمر لم يزد سوى من جمالها و جاذبيها، شعرها الأشقر الذي تعرض لذلك الحادث المأساوي أصبح بالفعل يصل إلى أسفل ظهرها و
لونه يشرق مع الشمس أكثر، وجهها و جسدها صار أكثر إمتلأً، ملامحها الطفولية الظريفة جعلت منها صاحبةً لوجهٍ فاتن فبين الطفولة و البلوغ تقف ملامحها في الوسط

عندما دقت الساعة التاسعة كانت ماريا قد أكملت
جولتها الراكضة حول المدينة و عادت إلى المنزل، دخلت
بتعب لترمي نفسها على الأريكة بلامبالاة منتظرةً قدوم أيس بعد سماعه لصوت فتحها للباب و تمامًا كما توقعت حيث بعد بضع دقائق سمعت صوت وقع أقدامه نازلًا من
الدرج، أيس هو الأخر صر أوسم بعد هذه الفترة و لكن الشيء الذي يزيد من إشراق وجهه هو علاقته الممتازة بماريا و التي زادت متانتها بمرور الأيام التي زادت بدورها من نضوج عقل ماريا مما تركها تفهم أكثر عن علاقتها بأيس و بعض الحالات الخاصة من علاقتهما

جث بجانبها حيث كانت هي مستلقيةً على ظهرها و هو جلس بجانب رأسها لتسنح له الفرصة لملاطفة شعرها، إبتسمت عندما شعرت به جلس بهذه الطريقة فهي كانت
مغمضت العينين، قرب يده من شعرها و لمسه بهدوء ليتوقف في ظرف ثانية و يقول
- شعركِ رطبٌ للغاية...إذهبي للإستحمام ثم جففيه كي لا تمرضي
إبتسمت على كلامه لتفتح عينيها ببطء متمتمةً
- لا داعي لتخاف علي بهذا القدر، صرت كبيرة الآن
ضحك عليها أيس بينما إصبعه كان يمسح على جبهتها ليُجففها و ما إن توقف عن الضحك حتى قرب شفتاه من جبهتها ليقبلها قبلةً صغيرة سطحية ثم يهمس
- لا يهم...أنتِ صغيرتي إلى الأبد
تطلعت ماريا إليه عن قرب و إبتسمت بخجل، برغم أنها تخلصت من خجلها الزائد من تلك الأشياء الغربية كالحديث عن أمور الكبار أو أمور البنات الشخصية إلا أن
أيس ما زال قادرًا و بسهولة على جعل خديها تتوردان و شفتيها تتقوس لتشكل إبتسامة الخجل الذي تزيد من لطافتها، نهضت ماريا بعد ذلك و أخبرته أنها على وشك تنفيذ طلبه ثم صعدت إلى الحمام بالأعلى لتأخذ حمامًا خفيفًا تزيل به تعب المشوار و القلق اليومي، في حقيقة الأمر هي لم تصبح بعد في عمر ال19 بل ستصبح كذلك بعد شهرين فهم الآن في شهر أبريل/أفريل لذا ما زال الوقت لذكرى ميلادها و رغم ذلك بدأ التوتر يسيطر عليها، كل يومٍ يمر يعني أن العد التنازلي لمهمة بلوغها ينقص، بقيت بالضبط سنةٌ كاملة و شهرٌ كامل و 27 يومًا
بما أنهم في اليوم 18 من الشهر الحالي و مهمة البلوغ ستُقام يوم ذكرى ميلادها في ال16 من شهر جوان/
يونيو من السنة القادمة مما يعني أن ذكرى ميلادها القادمة ستكون آخر ذكرى قبل المهمة فالذكرى ال20 سنة ستكون ذلك اليوم المصيري، لا يمكنها توقع المهمة التي سيتم توكيلها إليها فحتى بعد قرأتها لكل المهمات السابقة لزعماء السابقين لم تجد بينهم أي تطابق أو تشابه ما عدى الصعوبة الكبيرة و المهام الجنونية، تحاول إفراغ طاقتها في الركض كل صباح بدل البقاء و التفكير بمثل هذه الأمور التي تسبب لها الصداع

Mafia's inferno ⚜️ "2"Where stories live. Discover now