28_حطام عشق

1.7K 114 75
                                    

بدأت سوزي تبتلع ريقها بثقل و وتيرة أنفاسها تتصاعد قليلًا لأنها بدأت تستفيق و تفتح النور على عينيها، لثواني معدودة كان عقلها شبه واعي لذا لم تستنفر لرؤية نفسها موجودةً في سريرٍ غير سريرها، بدأت تقطب حاحبيها بإستغراب و عقلها يُدرك وجود خطأٍ في هذه الوضعية التي هي بها الآن و قد كانت تحاول تذكر آخر لحظاتها قبل أن تنام، إستلقت على ظهرها و هي تفكر بهذه الأمور الأخير ثم رفعت يدها لتفرك عيناها فلاحظت أن كُمَ اللباس الذي ترتديه كبيرٌ على يدها و لا يناسبها مطلقًا، في لحظة أمكنها إدراك أنه قميص رجال أبيض و تذكرت في ومضاتٍ سريعة آخر لحظاتها في الحفلة، شدت أنفاسها بهلع ثم جلست على السرير و ربما
كادت تصرخ لتُنادي على جاك و لكنها إمتنعت عندما وقعت عيناها عليه و هو يجلس مقابلًا للسرير و يسند ظهره على الخزانة، أصابها الإستغراب المضاعف لتواجده
هنا لكنها بعد وهلة أدارت عيناها حول كامل الغرفة فأدركت أنها لجاك، و عليه فهي الشخص الغريب هنا، لذا طرحت السؤال، ماذا تفعل هنا؟ في سريره و مرتديةً ملابسه، ضل الصمت عائمًا في الأرجاء، جاك يجلس طاويًا ركبتيه و ذراعاه فوقهما و رأسه بين ساقيه المفتوحتين، لا يرتدي سوى بنطاله، عكس سوزي الجالسة على السرير تتحسس جسدها العاري تحت قميصه، لم يعجبها البتة منظره و لا وضعيتها و ما زاد الطين بلة هو رؤيتها لملابسها مرميةً على جانب السرير، إبتلعت ريقها بصعوبة و قد قفزت لعقلها فكرةٌ جعلتها بهدوءٍ تبحث عن شيءٍ بين ثنايا الفراش في المنطقة القريبة منها و لكنها لم تعثر على أي شيءٍ غريب من غير شراشف السرير الغير مرتبة و هذا ليس غريبًا لأي شخص ينام ثم ينهض بكل تأكيد لن يضل سريره مرتبًا، و لم تجد حلًا لوضعها سوى بالتجرؤ و سؤال جاك عن الذي يحدث هنا، أبعدت كل الأفكار السيئة عن عقلها و رفعت رأسه له لتسأله بحزم
- ما خطبك جاك؟ لِما أنت تجلس هناك؟ -فتح جاك عينيه
ببطء ثم رفع رأسه نحوها بهدوء و حدق مباشرةً في زرقويتاها بنظراتٍ لا تحمل أي مشاعر ذات معنى، الشرود، البرود، بعض التعب و ربما القليل من الحقد، و لكنها كانت لأول مرة تشاهد هذه النظرات و إستمرت في
حزمها و سألت- لماذا أنا موجودةٌ هنا؟ لِما أرتدي قميصك
و لِما ملابسي مرميةٌ هكذا؟!
بدأت نبرة الغضب تتغلغل في صوتها لا إراديًا لأنها تريد معرفة الحقيقة و قطع الشك باليقين و تريح عقلها من الحرب التي بدأت لتوها، أعاد جاك رأسها للخلف تمامًا و صار يتطلع إلى السقف، إبتسم بألم و تحدث بصوت منخفض يشوبه بعض الجنون
- لم يحدث شيء، لقد شعرنا بالإثارة قليلًا و أصبحنا وقحين...أصبحتِ الآن ملكًا لشخصٍ معين...أصبحتِ ملكي
نظرت له بغير تصديق فهز رأسه مؤكدًا على كلامه لأنه كان قد أخفض عينيه ليرى رد فعلها على كلامه، رأى الصدمة تنتشره على وجهها خاطفةً لون وجهها تمامًا، من
المؤكد أنها فهمت الوضع و هو لا يلومه على رد فعلها و في نفس اللحظة لا يريد أن يراها هكذا و ها هو الندم بدأ ينهش تفكيره، الخيبة التي كانت في أعماق عينيها قتلته، فكرة أن كل هذا الخوف القلق البادي عليها يعود لكونها تملك شخصًا أخر كانت تريد أن تصبح ملكه كانت تفتت قلبه، و أكبر جدارٍ تنتهي عنده هذه الحلقة المغلقة هو جدار حقيقة أنه فعل ذلك و لا مجال للتراجع أو الندم، أخفض رأسه مجددًا فحل الصمت بينهما دون أن يتفوه أيٌ منهما بكلمة، سوزان كانت بالكاد تشعر بنبضات قلبها بسبب تسارعه المفرط، كل شيء كان متداخلًا لدرجة أن عقلها لم يعرف بماذا يجب أن تفكر، هل تفكر كيف ستتعامل مع جاك بعد ما فعله بها؟ أم تفكر في السبب الذي لم يجعل دمًا ينزل منها؟ كيف ستُقنع والدها ذو العقلية المتحجرة بأمرٍ كهذا؟ و هو الذي قد إغتضب ألاف الفتيات العذروات و كلهن نزفن في أول مرة لهن مما يعني أن عقله سيرفض أي حقيقة ما دام طوال حياته يرى العكس! و كيف ستشرح؟ إن تحدثت عن الأمر فهذا يعني أنها مارست و هي بالطبع لا تريده أن يعرف بالأمر! كيف ستتصرف الآن؟ ماذا عليها أن تفعل؟! كيف ستواجه الأمر؟ ستعتبر جاك عدوًا إبتداءً من اليوم فهو قد حطمها دون تفكير، و لكن هل يسعها أن تكره الشخص الوحيد الذي أحبته؟!

Mafia's inferno ⚜️ "2"Where stories live. Discover now