بدى أن كارفيوس غير مهتم كلياً بالإجابة لذا نظرت لهاركين منتظرة أن يجيب. وبالفعل رد قائلاً، "كون الأشخاص هناك لا يعلمون بشأننا يجعل دخولنا لهناك أكثر سهولة. سيكون من المستحيل التسلل للداخل دون أن يرانا أحد، لذا يجب أن ندعي بأننا هم دون أن يشك بنا أحد."

أومأت بخفة ليرد كارفيوس بنبرة جادة، "سيكون علينا تجنب التواجد بذات مكان أشباهنا والا ستتعقد الأمور. أكثر الخطط أماناً هو أن يفترق ثلاثتنا، اثنان منا يبحثان عن المتحكمة والآخر يتأكد بأن أشباهنا بعيدون."

عقدت حاجبيّ بتفكير، كلامه صحيح. أي شخصٍ سيرانا نحن الثلاث معاً سيشعر بالغرابة حتماً، وخاصة بما أن شبيه هاركين مجنون والآخران لا نعلم ان كانا مجانين مثله وما هي علاقتهم ببعضهم. نظرت لهاركين بطرف عيني بصمت وبدى بأن الفكرة لم تعجبه لكنها ضرورية لذلك لم يقل شيئاً. "إذاً بما أنك أنت من سيقوم بنسخ قواها أنت من ستبحث عنها!!"

نظر كارفيوس نحوي ليرد بتأييد، "هذا صحيح وبما أنك لستِ مستذئبة ولا تملكين حواسنا القوية لمراقبة نسخنا الثلاث ستبحثين معي ايضاً. والزعيم هنا،" نظر لهاركين بسخرية قائلاً، "سيحمي ظهورنا."

"وما الذي يؤكد لي بأنك لن تتركنا خلفك؟!" سألت باستنكار لأرفع حاجباً منتظرة أن يجيب.

اتسعت ابتسامته ليضحك قائلاً، "أعلم ما تحاولين قعله ليلي، تريدينني أن أنكر ذلك لتكتشفي إن كنت أكذب أم لا." اللعنة على هذا السافل لابد أن ما حدث قبلاً مع لوسيفر جعله يشك بالأمر.

نهض كارفيوس ليعتدل على السرير ويبتسم بخبث قائلاً لي، "لا تقلقي ليلي لن اتركك خلفي، هل نسيتِ بأنك ستفعلين ما وعدتني به سابقاً؟!" ثم غمز لي بعينه الياقوتية. تباً، لهذا اللعين هو يفعلها مجدداً.

ابتسمت بجانبية لأرد بسخرية، "جيد بأنك تعلم لمن اليد العليا بهذا المكان، وإن تركت أي منا هنا لا تحلم بالأمر حتى." ربما هو لم يوحي بذلك لكن أياً كان ما رغب بطلبه مني فهو مستميت له، وهذه نقطة ضعف له.

نقر هاركين لسانه لينظر كلانا له. وفي لحظة اختفت ابتسامتنا، وشاب الجو حولنا الصمت الثقيل وغير المريح. كان هاركين يجلس على السرير يضع أحد ذراعيه على قدمه والأخرى يرفعها بخفة واضعاً أصابعه قرب شفتيه وينظر لنا ببرود شديد اقشعر لها جسدي.

كانت عينيه حادة وباردة، مخيفة للغاية وكأنني أنظر لمفترس يترقب فريسته!

.

.

.

حرك جسده قليلاً ما ان شعر بتخدره. ابعد عينيه الزرقاوين عن النافذة، التي اتضح خارجها منظر الغيوم الكثيفة التي تحجب أشعة الشمس، لينظر لساعة الجدار.

تنهد ليرفع يده ويضعها على وجهه بتعب، هو حتى لم يشعر بالوقت يمرّ. فتح الباب ليقاطع خلوته ولم يبدو بأنه سعيد بذلك، ليعقد حاجبيه بانزعاج طفيف ولم يبدي أي اهتمام ليقول أي شيء أو حتى لينظر للشخص الذي دخل.

Ice Rhythm || إيقاع جليديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن