عدل نظاراته الطبية، متحركا بهدوء امام جماهير مشاهدة لتحركاته .
امسك لوحه الالكتروني ناظرًا لرسالتين أمامه ، عن قصة مترابطة الأفكار ، متشتتة المعاني، والقليل من الحزن البائس
" ما الذي يجعل العظيم عظيمًا؟"
أردف سؤاله علي الجمهور الصامت ، والمتعجب من رعشة صوته الهادئ
"كالعادة صامتون"
أزال نظارته و وضعها علي المكتب الذي امامه، كان مستقر قبل تلك النظارات ذلك اللوح الالكتروني
"ما الذي يجعل المضحي عظيما؟لكن لا اريد صمت ، ارغب بإجابة"
لكن كل رغبات البشر غير متاحة...
تنهد، ورفع رأسه فرأي الجمهور عينيه الدامعة
ابتسم بهدوء وأدار نفسه كأنه يخفي نفسه من عيون المشفقين
تكلم بهدوء أكثر ، يحمل بين يديه لوحه
"مر الزمان، لكن أثر تلك الحروف لم يمر، مرت الايام لكن لم يمر الالم"
"رسالتان، أحدهما تحمل الحب بعينه، والاخري تحمل الكره بعينه"
انزل جهازه بعد ضغطة أظهرت وثيقتين مرتبطتين في الحب والكره
قبل أن يُسقط نظارته في الارض حتى تكسر زجاجها
فيحمله يصيب به شرايين يديه، بل لم يكتفي
صرخ صرخة عالية عكس هدوءه المميت
وها هو، يرفع ذلك السكين الصغير المخفي في جيبه ويغرزها في قلبه مباشرة
ليسقط بلا روح .
طبيب نفسي يسقط منتحرًا.
طبيب نفسي لم يستطع أن يفهم نفسه كما يفهم مرضاه
فسقط خاسرًا أمام عجزه.
