التفتت ساندرا لمصدر الصوت ، لترى رجلاً يافعاً ، بشعر كستنائي قصير وعيون سوداء حادة .
ساندرا " من هذا ؟"
الكسندر " إنه أدريان ، أحد أهم مساعديني بعد روبرت "
وجهت ساندرا كلامها لادريان قائلة " لو عرف أبناء عمي أنكم ضربتموني على رأسي وخطفتموني ، لأطعموكم للدببة أحياء ، لذا فإن قطع الأيدي لا شيء."
لم يقل أدريان أو أيٌّ من الاثنين الآخرين أي شيء ، لكن ألكسندر حاول كتم ضحكته قدر الإمكان .
ساندرا " من الآخرَيْن ؟"
الكسندر " إنهما ميكاييل وسيباستيان ."

اقترب أحدهما خطوة للأمام وانحنى قائلاً " تحياتي ، أنا ميكاييل ."
كان فارع الطول بعض الشيء ، وعلى وجهه ندوب صغيرة واضحة . انحنى الآخر بهدوء دون أن يعرف عن نفسه بما أنه واضح من يكون .

ساندرا " ما هي فائدتهم في رحلتنا ؟"
الكسندر " لا شيء مميّز ، سيبقون عند أطراف الغابة ، ليسرعوا بإخباري إن حدث شيء ما . "
أدريان " يمكنك الاعتماد علينا ، آنستي "
ساندرا " أجل ، أجل اعتمد على كلب . "
سعل الكسندر بقوة بمحاولة منه لإقاف ضحكته .
*
*
*
وصلوا لأطراف الغابة ، بعد السير في الطريق المختصر بين القلعة والغابة . كما قال الكسندر فقد انتظر مساعديه بهدوء عند الأطراف ، وأكمل الكسندر الطريق معها مشياً ، لأن الأحصنة لا تستطيع السير في الثلوج الغزيرة .

ساندرا " بالمناسبة ، ما الذي فعلتموه بضحية المشعوذة ؟"
الكسندر " تمّ حرقها وحرق كل شيء تناثرت عليه دمائها بعد الحفلة مباشرةً ."
ساندرا " فهمت ، ماذا قال الملك عن هذا ؟"
الكسندر " كما يفعل بالعادة ، أمرني أن اجد المشعوذة بسرعة قبل أن يثور الشعب ."
ساندرا " لماذا لا يبحث الملك بنفسه ؟"
ضحك الكسندر ضحكة خفيفة ، وقال بسخرية " لانه مشغول كما يقول ."

تابع الكسندر كلامه بهدوء " لقد أخبرتيني أنه لا مشكلة إن خرجنا في وقت متأخر ، مادام أنه لن يكون بعد غروب الشمس ، لماذا ؟ ألن يشك أبناء عمك بمكانك ؟"
ساندرا " لا ، أستطيع أن أقول لهم أني كنت أقوم بالصيد ."
الكسندر " ولماذا ليس بعد غروب الشمس تحديداً ؟"
ساندرا " لا أعرف ، أنا فقط أعرف أنه ممنوع ، على أي حال أنا لا أهتم ."

صمت الكسندر قليلاً ، ثم أكمل " من برأيك سيأتي منهم ؟"
ساندرا " على ما أعتقد أنه ابن عمي الصغير إيدين  ، لأنه في العادة هو من يأتي ."
الكسندر " أليسوا مقربين منك كثيراً بالنسبة لأبناء عمومة ؟"
ساندرا " أنا بالنسبة لهم كشارلوت بالنسبة لك ، أي ك-"
قاطعها الكسندر قائلاً " كأختٍ لم تلدها أمي ."
ساندرا " لكن بينكما قرابة دمٍ بالنهاية "
ابتسم الكسندر " أجل ."

في طريقهما وقفت ساندرا أمام شجرة مقطوعٌ جذعها ، نظر إليها الكسندر باستغراب .
الكسندر " ما الأمر ؟"
ساندرا " يبدو أن ابن عمّي قد وصل منذ وقتٍ بالفعل ."
الكسندر " ما الذي تقصد--- انتظري "
مشت ساندرا أسرع من قبل ، لذا لم يستطع الكسندر انهاء جملته بشكلٍ صحيح .

توقفت ساندرا بالقرب من كوخ صغير في منتصف الغابة ، لحقها الكسندر بسرعة ، حدق في للكوخ ، ثم قال " هل تعيشين هنا ؟"
تجاهلته ساندرا واقتربت من الكوخ ، فتحت الباب بهدوء ، كأن هناك شخص نائم لا تريد ايقاظه ، ولكن كان هناك رجل نائم على الأريكة التي كانت في حلم ساندرا .

القى الكسندر نظرة على الرجل ، برز شعره الأشقر الطويل المظفر قليل من خصله ، ووجهه الشاحب كوجه ساندرا . استيقظ الرجل على صوت صرير الخشب الذي تحت أقدامهم ، وظهرت عينيه الخضراء كغابة مزدهرة باخضرار أكثر من ساندرا .

ابتسم الرجل بسعادة عند رؤيته لساندرا ، ولكن عبس وجهه عندما التقت عينيه بعيني الكسندر ، وقال بصوت حاد جفل الكسندر عند سماعه " من هذا ؟" .

----------------------------------------

السّاحرة النّقيةWhere stories live. Discover now