التاسع(مفترق الطريق)

409 40 21
                                    

الفصل التاسع من رواية تائه في عيون عوراء.
ظلت تفكر كيف تتخلص من جثمان والدتها،
ارتدت النقاب من جديد ومع أذان الفجر قامت بالخروج من المنزل، تريد الهروب، لكنها غفلت عن رؤيتة الجيران لها، ودلوفهم إلى المنزل الذي تركته مفتوح ورؤيتهم لجثمان والدتها.
وقفت للحظة وهي تستمع إلى الأذان، ارتعش جسدها لوهلة. حاولت أن تنفض أفكارها وكأنها تصمم على السير في طريق الباطل.
استوقفها وجود الناس الذين أمسكوا بها.
أحكموا الامساك بها حتى أتت سيارة الشرطة. حاولت الهروب لكنهم قد أحكموا امساكها جيدًا. ظلت تصرخ وتصيح وتسبهم تارة وتارة أخرى تترجاهم ليتركوها.
فهي مازالت ترى أنها ضحية ليس إلا!
شعرت بأن هناك شيء يسري في جسدها، فأيقنت أن خالد لازال على قيد الحياة، وأن الاتصال الروحي من جعلها تشعر بهذا.
وُضعت بالسيارة، وهي تصرخ وعبراتها تتسابق في الهبوط.
وضعت يدها على وجهها، وهي تنحب بأسى، ثم انتقلت بيدها إلى قلبها، ووضعتها عليه، ارتعشت ملامحها، وشعرت أن كل الفرص قد تم استنزافها. علمت للتو أنها لم تكسب أي شيء من تلك المسرحية التي قامت بصنعها.
زاد صوت بكائها أكثر حينما مرت في مخيلتها ذكرى قد مر عليها أربع سنوات من الزمن، لكن أثرها قد ترك من الندوب الكثير والكثير.
كانت تحاول جاهدة في كتم شعورها تجاه خالد الذي سيتم زفافه على ابنة خالتها ليلى.
كرهت حينها ليلى رغم أنها كانت تعتبرها شقيقة لها.
جلست بجسد مرتعش، كأرجوحة على وشك السقوط، ثم وقفت ثانيًا، وقررت أن تلك الزيجة لن تتم.
ذهبت سريعًا إلى الغجرية التي ترددت من الذهاب إليها كثيرًا، لكن الطرق جميعها موصدة، وهذا الطريق متاح لها.
وصلت إليها، وأخبرتها بأنها تريد عمل السحر له، ولها حتى يصبح إليها وحدها.
ابتسمت الغجرية وهي تردد على مسمعها بعض الاقتراحات،  هل تريد أن يصيبها المرض، الضيق، والكثير من الأعمال التي تعبس من خلالها الحياة في وجه صاحبها.
ابتسمت نهى بحقد حينما استمعت إلى كلمة مرض.
أمسكت الغجرية الصور الخاصة بليلى، وظلت ترسم عليها بعض الرسوم الهندسية غريبة الشكل، وكتبت عليها المرض.
ثم انتقلت إلى صورة خالد، وكتبت عليها الضيق.
أمسكتها نهى بأيدي مرتعشة، وأهتز جسدها حينما أخبرتها الغجرية أن تقوم بدفن تلك الصور في المقابر الخاصة بليلى، وأعطتها مسحوق أبيض اللون، وأخبرتها أن تضعه لخالد قبل أن يدخل لليلى في يوم الزيجة.
أومأت إليها بالايجاب، ولاذت إلى المقابر، وأعطت لحارسها الكثير من الأموال، لكي يسمح لها بفعل تلك البشاعة، وتدنيس التراب به.
انتهت من ذلك، واتجهت إلى خالد الذي فرح كثيرًا لحضورها، وأخبرها أن تظل بجانبه في مثل ذلك اليوم، ابتسمت بهدوء مغاير لنواياها السامة، وهي تعطيه كوب من العصير.
أخذه خالد منها بلا تردد وهو يدعو بها بصلاح حالها!
استفاقت من تلك الذكريات إثر لكمة من إحدى القوات التي قامت باحضارها.
الجميع ينظر إليها بازدراء، فهي قتلت والدتها وقررت بكل جحود وضعها في حقيبة ودفنها بيدها!
كانت قد وصلت إلى المكان الذي سيتم به احتجازها.
سارت بخطوات تشبه الدمى، ثم وقفت بشكل مفاجئ، وشهقت فعلمت حينها أن خالد قد استفاق. ابتسمت بخبث حينما أدركت أن قدرتها بالتحكم به قد عادت من جديد، رغم وجودها هنا إلا أنها تستطيع أن تفعل الكثير من الأشياء!
& بقلمي شيماء عثمان
...............................

تائه في عيون عوراء(مكتملة)Where stories live. Discover now