الفصل السادس والعشرون 🍒🎶

1.1K 51 8
                                    


الفصل السادس والعشرون

" ماذا تعني بأنكِ لا تريدي القدوم معي للطبيب "
لتجيبه ويديها تتابعان تقليب الطعام..
" لا أريد يا سامي.. إن كنت ترغب في الذهاب اذهب بمفردك.. "
فيقترب منها خطوة أخرى غير راغبا في إبداء لهفته القوية لمجيئها..
" لماذا رفضك.. أنتِ من عرضتِ الأمر "
تلتفت عنه تأتي بشيء ما من الخزينة العلوية ثم تجيبه..
" والآن تراجعت عن عرضي.. بإمكانك الذهاب إن رغبت أو عدم الذهاب إن لم ترغب.. "
وتساؤله العنيف خرج غاضبا دون إرادة منه
" وسنظل هكذا.. "
تركت ما بيدها ملتفتة إليه متسلحة بأكبر قدر ممكن من البرود.. ثم يحلق همسها المترفع بينهما..
" لست متضررة في شيء وكما سمعت مني عندما سألتني أمي هل تمت ليلة الزفاف أخبرتها أن كل شيء بخير "
ثم أضافت بعد أن التفتت ثانية عنه تتابع عملية تسخين الطعام التي تلهيها..
" يمكنك تدبر أمرك "
وبرودها كان فوق احتماله ليمسك مرفقها بقوة جعلتها تنتفض وهو يديرها له..
" ماذا حدث لك.. ماذا جرى "
فتجيبه محاولة أن تكون طبيعية.. ولكنها كانت طبيعية أكثر من اللازم بشكل أثار حفيظته..
" لم يحدث شيء يا سامي.. الموضوع لا يهمني متي يتم.. "
ليهزها ثانية قائلا من بين أسنانه..
" ولكن أنا يهمني.. تعلمين أني مُجبر على السفر بعد يومين لانتهاء إجازتي ولن أعود إلا بعد ثلاثة أشهر "
تتصنع ابتسامة متحفظة حتى لا تثير شكوكه..
" لا يهم.. وإن لم يحدث ما تريده الآن يمكن أن يحدث بعد عودتك.. "
لينفض مرفقها بعنف وكأنه لا يطيق لمسها.. وسؤاله المستنكر خرج كالطعنة ليصيب قلبها..
" ما سر تلك اللامبالاة.. ماذا حدث لك "
لتقابل صياحه بصياح أعلى وكأنها ما عادت قادرة على تمثيل اللامبالاة وخاصة مع تردد كلماته التي دارت بينه وبين والدته منذ أيام..
منذ أيام وهو يحاول تنفيذ ما اتفق عليه مع والدته..
" لماذا.. هل لأني لا أجبرك على معاشرتي أصبحت لامبالية..
سامي.. فلتُغلق الموضوع الآن صِدقا أنا مرهقة للغاية..
اقترب منها محاولا استرضائها ولكنها نفرت منه قائلة وهي تتراجع خطوة للوراء..
" أخبرتك أني مُرهقة.. "
والزجر بصوتها جعله يغلي.. وإحساسه بالنقص جعل الدماء تغلي في رأسه ليجذبها إليه بعنف هادرا بها..
" وأنا لست مرهقاً .. وأريدك الآن.. وحالا.. "
لتسحب نفسها بعيدا عن قبضته وتعالت الهيستريا بصوتها وانفعالها مرددة بصراخ وهي تمسك بمقدمة قميصها البيتي تجذبه لتنفتح أزراره كاشفة عن مقدمة صدرها وصراخها يعلو..
" حسنا هيا.. خذني كما تريد.. "
ونهاية كلماتها وازت صفعة مدوية جعلتها تخرس فجأة..
ثم توالت الضربات لجذب من الشعر لتشعر بجذوره تكاد تنخلع..
وصراخها لم يمنعه من سحبه لها لغرفة نومهما راميا لها على الفراش وبحركة واحدة كان القميص يُقطع من الأمام لنصفين..
ليبدأ الانتهاك بمعناه الشرعي..
تحت مسمى كونه الزوج.. وبرباط شرعي تحت مسمى عقد زواج..
والشرع هنا يتبرأ مما يُنسب له زورا وبُهتانا..
فليس من الشرع الضرب ولا الإهانة ولا السب..
مال تجاهها محاولا ومحاولا حتى تم الإعلان الصريح عن عجزه
فيبتعد عنها صافعا إياها بقوة .. قائلا باشمئزاز رغم ارتجاف صوته..
" أرأيتِ.. لقد عافتك نفسي ببرودك وتصلبك تحتي.. "
لم تُجب..  بل نظرت له نظرة لو كان أدرك معناها لعلم.. 
لعلم أنه خسر حتى صلة الدم بينهما كابن خالتها.. 
لَعلِم أنه لم يكسرها كصفا فقط.. 
بل كسر فيها روح تعافر دوما للبقاء.. 
راقبته يرتدي ملابسه على عجل مغادراً الغرفة تحت نظراتها الميتة..
فاستقامت ململمة ملابسها لتستر عريها الذي فضحه دون رحمة..  ثم اتجهت للحمام الملحق بالغرفة
وبالداخل.. 
وحدها.. 
لا يناظرها بشر..  ولا يراها غير خالقها.. 
هنا..  وفي هذه اللحظة.. 
سمحت لنفسها بالبكاء الصامت.. تتحسس جروحها جرحاً جرحاً..
تملس على شفتها المشقوقة بدمائها الرطبة..
وكدمة وجنتها اليمنى والتي تحفر في عظام وجهها شرخا من نار..
كدمة أعلى رأسها نتيجة اصطدامها بمسند الفراش الخشبي..
أغمضت عيناها بوجع مدركة أن الوجع أكبر بكثير من مجرد جروح..
الوجع سيظل ملازما لها لفترة لا تدرك ماهيتها..
والمؤلم لها أكثر أنها لا تعلم ماذا تفعل..
وإلى من تلجأ..

قلب بين شقيّ رحى ج٣ من سلسلة والعمر يحكي بقلمي راندا عادل Where stories live. Discover now