تهادتْ نسماتُ الهواءِ في هذا المساء برفق، محركةً أنفسًا اشتاقت أن تبارك للفائزين.
هل هبّت عليكم تلك النسمات؟ وما أخبارُ الصيفِ معكم؟
نحنُ في الربيعِ العربي لا يمرّ علينَا سوى فصلُ واحدٌ يشابه اسمنا، فصلٌ تتفتحُ فيه ورودٌ جميلةٌ لا تذبلُ أبدًا، تلكَ الورود فواحةٌ لا يختفي عبيرها أينمَا سارت بنَا الحياة، واليومَ ها إننا مجددا نشهد تفتّح وردةٍ أخرى، وردة صغيرة ستكبرُ رفقتكم وتستمر طويلا في ذاكرتكم.
فِي هذهِ الحياة لكلّ إنسانٍ كينونتُه الخاصة، بل جميعُ المخلوقات فيها شيء من السر الذي يميزها، ولها شخصيات متفردةٌ. أحيانًا نتذكرُّ الناس لأجل صفةٍ مميزةٍ من صفاتهم أو بمزيج عجيب منها يخلق منهم أحجية نادرة وغريبة، أو هي ربمَا طريقة تفكير أو أسلوب تحليل خارج عن الصندوق أو ردات فعل غير مألوفة تعطيهم كيانهم الفريد.
وكذَا في العملِ الأدبي، حُسنُ بناءِ الشخصيات يعطيها حضورا خاصا، كيانًا تبرزه بصفاتٍ مميزةٍ تجعلُ القارئ يحبّ الشخصيةَ فتعلق في دواخله زمنا طويلا. إن أكثر ما يمنح الحياة للروايات شخصياتها، وقدر ما كانت هذه الشخصيات فريدة، نادرة، خارجة عن الاعتياد قدر ما كانت مؤثرة وقدر ما زادت للعمل من القيمة الفنية قدرا غير هين.
ما الذي يجعل رواية زوربا خالدة عصرا إثر عصر لو لم تكن شخصية زوربا نفسها برقصاتها العشوائية الساخرة من كل آلام الحياة؟ وهل كان عبق رواية العطر سيظل عالقا في أنوفنا كل هذا الوقت لو لم يكن جان باتيست غرونوي غريبا إلى ذاك الحد؟ وكيف عاش دراكولا وفرانكنشتاين كل هذا الوقت معنا كمصدر رهيب للإلهام؟ وما الذي جعل هؤلاء بهذا العمق والحضور الطاغي رغم كونها شخصيات خيالية ورغم مرور العصور منذ زمن كتابتها؟ إنه ذاك المزيج الفريد بين بنيتها الجسدية المبتكرة وقدراتها المتباينة بين قوة خارقة ووهن بارز وتركيبتها النفسية المعقدة وملامحها غير المكررة. كما لا يمكن أن يكون هناك شبيه لميرسولت غريب ألبير كامو أو غريغور سامسا مسخ كافكا لا يجب أن يكون هناك شبيه لشخصياتكم إن أردتم يوما ملامسة سقف الإبداع ولابد وأن تفكروا في هذه الشخصيات بناء على أصعدة عدة، كما لو كانوا أشخاص حقيقيين أمامكم، ما هي مميزاتهم؟ ما هي عيوبهم؟ وكيف لا يكونون نسخا مكررة؟ تذكروا، المثالية المفرطة تقتل شخصياتكم ولا تجعلها استثنائية!
أخبرونَا إذا عن شخصيةٍ صنعتموها وكتبتم عنها في إحدى رواياتكم، لماذا تظنون أنها فريدة لا مثيل لها ولا شبيه؟
وبالحديث عن الكيانات الفريدة المميزة، تندرج روايتنا الفائزة اليوم في ذات هذا السياق لذا ودون مقدمات طويلة إضافية:
القصةُ الفائزةُ لهذَا اليومِ هي روايةُ «كيان» للكاتبةِ الجميلة Anfal_writer.
أنت تقرأ
أسوة ٢٠٢٠
Randomنعتلي درجات النجاح رويدًا رويدًا! قد لا ننجح في المرة الأولى، لكننا نثابر، لأننا نملك الهدف وهل أعظم من هدفِ أن نكون أسوة وقدوة؟ هذه المسابقة أعدت لاستكشاف الكنوز الروائية الشبابيّة! شارك واغتنم فرصتك نحو التألق.
