تبادل التوأمان خلفه النظرات ليبتسما بخفة وينظرا أرضاً محاولين كبت ضحكهما، قلبت ديفا عينيها لتعود وتجلس بلا اهتمام لما يحدث. عقد الرجل حاجباه وهذه المرة بدى غاضباً حقاً، وفجأة أصبح الجوّ ثقيلاً ليقول جونا محاولاً ردع الآخر، "أوروين، توقف انها فتاة صغيرة.."

لكن الآخر تجاهله كلياً. ماذا؟ ماذا سيفعل؟ ظهر شق بالهواء بجانبه فجأة، شق مظلم بدأ بالتوسع ليخرج منه شيء ما ببطء. اتسعت عيني بدهشة، كان هيكلاً عظمياً أسود اللون أحاط به ضوء ذهبيّ جعل من الرموز التي تملأ عظام ذراعيه واضحة.

وكلما خرج من ذلك الشق، بدى أكثر هولاً. أرتجف قلبي بخفة، وشعرت بشعورٍ غريبٍ للغاية! ظننت بأنه الخوف لكن تلك الفكرة اختفت بسرعة ما إن صدح بأذنيّ همس بدى أنني الوحيدة التي سمعته، "ليليث.. ليليث.. افعليها.. ليليث.."

بدى الهمس مختلطاً عدة أصوات، وشعرت بأنني أسحب لمكانٍ عميق. جميع من حولي ينظرون لأوروين هذا والروح التي أخرجها بتوترٍ وارتباك شديد، حتى المرأة الشقراء التي يبدو انها زوجته ابتعدت بتعبير خائف عنه.

"ليليث!" عدى ألثيا، التي لمست ذراعي لتنطق باستغراب مشوب بالقلق، الا انني لم أٍتدر لها.. لسببٍ ما، أنا لم أفعل.

أبتسم الرجل محدقاً بي بسخرية قائلاً، "لما خطفت ملامحك فجأة؟ الم تعودي قادرة على الحديث الان؟"

اتسعت ابتسامتي ليصيبهم الاستغراب، نظرت له بقوة لأنطق بنبرة خرجت ساخرة وثابتة للغاية، وكأن جسدي يعلم ما سيفعله بشكلٍ طبيعي!

"اسمك كاليبسو.." اتسعت عينيّ أوروين بصدمة ما ان نطقت بالاسم. قهقهت لرد فعله، رفعت كفّ يدي ناحية الهيكل العظمي مكملة بنبرة آمرة لم أعلم سابقاً بأنني أملكها، "كاليبسو.. أطعني."

شعرت بالقوة تسحب من جسدي شيئاً فشيئاً، ليظهر خيط أحمر لم يره غيري وأوروين ذاك، كان متصلاً بين الهيك العظميّ أسود اللون وبينه. وبدأ بالتلاشي تحت نظرات أوروين المصدومة.

تقدم كاليبسو ناحيتي ليتوقف على بعد خطوتين، مد يده السوداء الطويلة ليضعها على رأسي لبضع ثواني، ظهر فجأة خيط أحمر أحد طرفيه متعلق بالقلق بالأحمر الواضح بين ضلوعه. لست متأكدة كيف لا زال بمكانه هناك دون ان يسقط لكنه أقل شيء سأشعر بالاستغراب ناحيته.

أعني، هل يوجد أي شيء كعظام سوداء حتى؟!

أما الطرف الآخر فامتد حتى داخلي. فتح شق أسود خلف الهيكل ليعود مختفياً بداخله. ثم عمّ الصمت الشديد، ويسرني انهم وضعوا شيئاً على وجوههم غير تلك التعبيرات الباردة والجامدة.

عدت لصوابي لأحدق بالهواء بغرابة، ما الذي فعلته الان؟ ماذا حدث؟ هل سرقت الروح التي تعاقد معها هذا الرجل لتوي؟ كان هذا شعوراً مذهلاً وشديد الغرابة بذات الوقت.

Ice Rhythm || إيقاع جليديWhere stories live. Discover now