ونعم، بدى ان وقع كلام ديفا كان أسوء من تعليقي عليها. لتخرج بخطوات مسرعة دون أن تضيف أي حرف آخر. هل تعيش فابيولا هنا؟ معهم؟

قاطع استغرابي تعليق ديفا بذات نبرتها السابقة وهي تحدق بي بعينيها الخضراء الباردتين، "وأنتِ، هل هذا ما ترتدينه عادة؟ ألم يعلمك أحد كيف تختارين الثياب المناسبة أم انك لا تمتلكينها؟"

انا أتيت هنا وانا بالفعل أستشيط غضباً، وهي فقط تزيد الأمر سوءً. ابتسمت بتكلف واضح لأرد، "لا فقط في المناسبات المهمة أرتدي هكذا." فلتكوني شاكرة بأنني لم آتي دون غسيل وجهي وتنظيف أسناني.

وقفت ألثيا لتقول بتوتر حاولت اخفائه، "حسناً، يبدو أن الوقت انتهى سنغادر فحسب وداعاً." ثم سارت نحوي بخطى مسرعة مشيرة لي بتعابيرها ان التف لنغادر بينما تسنح لنا الفرصة.

كان عمي جونا يجلس بجانب مقعد ديفا وهو ينظر لنا بقلق، وبدى ان فكرة رحيلنا بأسرع وقت راقت له. بجانبه الآخر جلست امرأة بشعرٍ بنيّ داكن وعينين بذات اللون، الا ان الإرهاق كان واضحاً عليهما، وكل ما بدى على محياها كانت تعابير مشابهة لعمي جونا. وخلفهما وقف شاب طويل بخصلات شعرٍ مرتبة بنيّة اللون وعينين خضراوين كعمي جونا، يضع تعبيراً فارغاً على وجهه.

بدى وكأنه تحفة للرجل تاريخي في متحف ما، ولم يبدو انه يلقي أي لعنة لم يحصل. وبجانبه فتى صغير بعينين خضراوين وشعرٍ أصهب يشبه بملامح ديفا، يمسك بطرف قميص الشاب بجانبه.

في الجهة المقابلة، جلس رجلان آخران، ينظران لي ببرود. وعرفتهما كأخويّ جونا الأصغر سناً. أحدهما كان نحيلاً للغاية والآخر طويلاً وقويّ البنية. النحيل تجلس بحضنه فتاة صغيرة تربط جديلتين وتعبث بخاتمه الذي يضعه في اصبعه. والآخر تقف امرأة شقراء بجانبه، تضع يدها على كتفه بابتسامة بدت مغرورة.

خلفهما وقف شابين اثنين يبدوان طبق الأصل عن بعضهما، يملكان شعراً أصهب ناعم وعيون زرقاء من الواضح انهما ورثاها عن تلك الشقراء.

أشعر بأنني أقف أمام لوحة، وتعابيرهم حقاً لا تساعد. "توقفي،" أوقفها صوت الرجل ذو الجسد المبنيّ، ما كان اسمه مجدداً؟ انا حقاً لا أذكر، لم نكن نتفاعل كثيراً. ديفا وجونا أذكرهما لأن الأولى كانت تحب التعليق على كل شيء فييّ، والآخر يتصرف كعم طبيعي.. نعم كان يتصرف كما يجدر بالأقارب عادة أن يتصرفوا.

أكمل ما أن توقفت ألثيا مكانها، "عودي لمكانك." خرج صوته بنبرة آمرة، وكأنها تعمل لديه. وهذا حتماً جعل ألثيا متوترة أكثر. تنهدت بانزعاج لأقول، "لا تجلسي، سنغادر." وكلامي جعله منزعجاً، بدى انه يرغب بلكمي.

وقف ذاك الرجل محدقاً بي ببرود كبير ليقول بنبرة منزعجة، "انا لن أكرر كلامي." ضحكت لأرد محاولة تقليد نبرته، "وانا لن أقولها مجدداً."

Ice Rhythm || إيقاع جليديWhere stories live. Discover now