الجزء الثاني

1 0 0
                                    

↰تذكير:ليس لي دخل في حياتها فأنا لن اقابلها مجددا لكي أسألها.

"بعد أسبوع "
نهضت سراب باكرا توضأت وصلت صلاة الفجر و استعدت للذهاب إلى العمل كالعادة لبست بدلتها الرسمية الزرقاء و حجاب اسود يليق ببشرتها البيضاء وملامحها السوداء الحادة و كعب عالي أسود اللون يتطابق مع لون حقيبة الجلد الفخمة وبعض الاكسسوارات،وخرجت من المنزل استقلت تاكسي و ذهبت إلى ذلك الجسر الخالي من البشر فلا احد يذهب الى هناك ما عدا اولئك الذين يودون الانتحار ، و جلست في المقعد و بدأت تناظر أمواج البحر و هي ترتطم ببعضها البعض حتى شردت و نفحات الهواء العليل تلك تصطدم بوجهها الجميل حتى أن سمعت شخص يلقي عليها التحية .
_شوقا: سلام.
فاستدارت سراب بهدوء كما لو أنها كانت منتبهة فرأت شوقا أمامها فقالت:
_سراب:انه انت هل جئت هنا لتكرر فعلتك؟
_شوقا:لا فقط اعجبني المكان المرة الماضية وقلت أن آتي إلى هنا، لأغير الجو.
_سراب:هل علي أن أصدق كلامك إذا؟
_شوقا:نعم بطبيعة الحال فأنا نسيت فكرة الانتحار بفضلك.
_سراب:إذا هل عليك شكري على الأقل و الاعتذار لي لأنني تأخرت عن العمل بسببك ذلك اليوم.
_شوقا: نعم شكرا لك وأنا اعتذر كثيرا إن كنت قد سببت لك مشكلة في عملك.
_سراب:على أي حال مع السلامة علي أن أذهب.
_شوقا: سأدعوك لتناول وجبة الإفطار معي هل يمكنك قبول الدعوة؟
_سراب:نعم سأعتبرها رد الجميل .
_شوقا:هل نذهب إلى ذلك المطعم الذي جلسنا فيه المرة السابقة؟
_سراب :حسنا.
(بعد ان وصلوا جلسوا متقابلين ،طلب شوقا شطيرة و كوب شاي،و طلبت هي عصير البرتقال وسلطة الخضار )
_شوقا: هل تعلمين يا آنسة أنني لا أعرف اسمك حتى ؟
_سراب:اسمي سراب.
_شوقا:تشرفت بمعرفتك.
_سراب:أوه لقد وصل الطلب (فشكرت النادل بابتسامة لطيفة)
_شوقا:بما أنني أنا من دعوتك فأنا من سيقول لك تفضلي.
_سراب :شكرا تفضل انت أيضا.
(امسكت سراب الشوكة و قالت :[بسم الله] ثم بدأت الأكل.
_شوقا:أي لغة هذه تحدث بها؟
_سراب :العربية.
_شوقا: وماذا يعني الكلام الذي قلتيه هل شتمتني ؟
_سراب :(بدأت تشرح له بالكورية معنى الجملة وماذا نعني بها نحن المسلمين)
_شوقا:آه فهمت الآن.
_سراب :فلننهي الكلام و نأكل.
(بعد أن انتهوا من الطعام)
_شوقا:هل يمكنني أن أطرح عليك سؤالا ؟
_سراب:تفضل.
_شوقا:حسنا،ماذا كنت تفعلين مجددا عند الجسر إن ذلك المكان خالي من الناس وليس وجهة سياحية حتى؟
_سراب : هل تشعر بالفضول لهذه الدرجة،أنا أذهب إلى هناك يوميا منذ أن جئت إلى كوريا فأنا أحب الأماكن الفارغة والهادئة لذلك اخترت ذلك المكان لأستمتع فيه،هل اقتنعت الآن بعد معرفتك السبب.
_شوقا:لكنني أظن أنك لم تكوني تستمتعين لقد كنت شاردة الذهن فقط هل هذا هو السبب الوحيد أم هناك شيء آخر.
_سراب(ابتسمت بسخرية وقالت) : لقد أخبرتك ألا تتدخل في شؤون الآخرين.
_شوقا: اووه حسنا، بالمناسبة فلغتك الكورية جيدة كيف تعلمتيها؟
_سراب: تعلمتها بنفسي في البيت عندما كنت في 15 من عمري عن طريق المسلسلات والأفلام.
_شوقا:كم عمرك الآن؟
_سراب : 24 سنة و بالتاريخ الكوري 25 .
_شوقا(بتفاخر): إذا عليك مناداتي بأوبا لانني اكبر منك ب 14 سنة .
_سراب:أعرف،لكنني لن أناديك ب أوبا لأنك كبير في العمر فقط أما العقل فأنت لا تملكه أبدا.
_شوقا:لماذا؟
_سراب:هل يوجد شخص كبير و عاقل سيفكر في الإنتحار هل أنت مراهق (و ابتسمت بسخرية).
_شوقا:هل توبخينني الآن؟يااااا إنك جريئة جدا بالرغم من إنك صغيرة إلا أنك ناضجة.
_سراب: حسنا كفى لا تقل لي مثل هذه الأشياء السخيفة .
علي أن أذهب الآن قبل أن أتأخر مجددا لا أريد أن أسمع صراخ مديري في العمل إنه يزعجني.
_شوقا:حقا فأنا لدي الكثير لأسألك عنه.
_سراب: احتفظ بأسئلتك لنفسك.
_شوقا:سنلتقي يوميا من الآن فصاعدا لأزيح عني الفضول.
_سراب:يالك من مزعج ، ادفع ثمن وجبة الفطور.
_شوقا:سأدفع الآن لنغادر سويا.
_سراب:حسنا .
(بعد الخروج من المطعم توجهت سراب إلى الشارع لكي تستقل التاكسي وهي تنظر إلى ساعتها بإستمرار،لكن لا توجد حركة في الأرجاء، لقد ظل شوقا يناظرها)
_شوقا: هل تأخرت مجددا؟
__سراب : نعم قليلا.
_شوقا: هل اوصلك بسيارتي إنها قريبة من هنا؟
_سراب: هل علي أن أثق فيك إذا ؟
_شوقا:نعم لا تقلقي فأنا لست منحرف.
(ذهب شوقا لإحضار سيارته و عاد بسرعة ،فتح الباب لها ،ثم صعد هو الآخر و شغل محرك السيارة)
_سراب: لقد تأخرت عن العمل لذلك ركبت معك،ليكن في علمك .
_شوقا: اعرف،أعرف ،إلى أين سأوصلك إذا؟
_سراب:شركة ***** لهندسة الديكور.
_شوقا:هل أنت مهندسة ؟
_سراب: انك كثير الأسئلة،نعم أنا مهندسة .
_شوقا:مهنتك مريحة .
_سراب:أبدا انها ليست كذلك.
_شوقا:انك فقط تصممين الديكور و ترسمين الخطوط و تحسبين القياسات اليس كذلك؟
_سراب:نعم عملي سهل لكنه غير مريح أبدا.
_شوقا: هذا شيء لا يهم .
_سراب: في نظرك إنه غير مهم لكنني أنا المعنية بالأمر.
_شوقا:كيف لم أفهم؟
_سراب: كفاك أسئلة .
_شوقا: حسنا سأغلق فمي.
(وضعت رأسها على زجاج النافذة كما لو أنها تتأمل البنايات الطويلة ،والأزقة الراقية..، لكنها لم تكن تتأمل بل كانت شاردة بعينين كئيبتين، فلاحظ شوقا الأمر و ناداها باسمها فلم تجبه ، وأراد أن يلمسها لكنه تذكر انها مسلمة ، فناداها مرة بعد الأخرى و هو قلق)
_شوقا: سراب.
( فاستدارت إليه وهي خائفة و احمر وجهها وانقطعت أنفاسها،ليتوقف شوقا في جانب الطريق ناولها قنينة الماء)
_شوقا:هل أنت بخير ؟
_سراب:(قالت بصوت منخفض و هي بالكاد تتنفس جيدا)نعم أنا بخير
_شوقا:حالتك ليست جيدة ،اتصلي بالمدير واخبريه انك لن تذهبي إلى العمل .
_سراب: إنها ليست المرة الأولى(فتذكرت ما قالته وقالت): أقصد أنني بخير يمكنني العمل .
فقاطعها شوقا قائلا بغضب: كيف لك أن تفكري في العمل وانت مريضة (فتغيرت نبرة صوته وقال بلطف): أرجوك اسمعي كلامي .
_سراب: حسنا .
(سحبت هاتفها من الحقيبة وركز شوقا على صورة الفتاة الجميلة التي تضعها في الشاشة فهي لا تشبه الفتاة القابعة أمامه ، تكلمت سراب مع المدير وأخبرته أنها لا تستطيع العمل لأنها مريضة فأغلقت الخط)
_سراب : هل انت مرتاح الآن لقد فعلت ما طلبته مني هل يمكنك أن توصلني إلى محطة الحافلات على الأقل؟
_شوقا : ألن تذهبي إلى المستشفى؟
_سراب:لا أنا بخير ، شكرا لقلقك علي.
_شوقا: إذا علي أن اتصرف بطريقتي الخاصة .
(شغل شوقا المحرك واستدار بسرعة )

يتبع.......
رح أنزل الجزء الثالث إذا لقيت تفاعل☺☺💜💜

ازهرتني من جديدWhere stories live. Discover now