- يوم عيد ميلادي -

7.7K 471 693
                                    

الأفكار لا تتشابه. لذلك أبدا في تحقيق ما يجول في بالك.

- الآن.

____________

إن كنت تظن أن حياتك صعبة فأتمنى أن تغير رأيك بعد قراءتك لقصة حياتي.

فلا يوجد أصعب من حياة الابنة الوحيدة لدوق، تعيش مع جدتها ذات الأفكار القديمة. عيد ميلادها العشرين بعد شهر ولم تجد رفيقا لها يأخذ مسؤولياتها عن اللقب الذي سترثه - لأن الفتيات لا يمكنهن تحمل مثل هذه المسؤوليات -.

لهذا السبب الخدم يعملون منذ أسبوع بجهد أكثر، يجهزون الغرف، قائمة المدعوين، الحديقة وقائمة الطعام، بالرغم إن على عيد ميلادي - كما قلت - شهر كامل!؛ لكن جدتي تصر على أن يبدأ التجهيزات باكرا حتى يكون الحفل على طرف لسان كل المدعوين وبل يصل لمن لم يأت له حتى.

أما أبي فهو يساندها فقط لأن منزلا بثلاثة طوابق وحديقة تضم غابة متوسطة الكبر تحتاج لتجهيزها قبل المناسبة بفترة لذلك فضلت الصمت وعدم النقاش أكثر والبقاء في الشرفة أشاهد الخدم يتحركون هنا وهناك مع محاولات لطرد الصداع الذي رافقني بعدما بدأت جدتي خطابها المعتاد، لكن هذه المرة قد استمر لساعات ظننت إني سأموت قبل نهايته.

وأقسم إني أدين بفضل نجاتي من باقي الخطاب الذي لم ألمح نهايته، هو كبير الخدم- ليو- الذي طلب من جدتي أن تراجع قائمة المدعوين.

لكن الهدوء الذي أنا فيه لن يستمر- كما كنت آمل- بعد سماعي لأبي يرحب ب ميلي صديقتي التي لا تختلف عن جدتي إلا بملامحها المصرية.

تزوج والد ميلي بأميرة مصرية وميلي قد ورثت كل ملامحها؛ من أعينها السوداء الكبيرة، بشرتها الحنيطة وطول رقبتها الذي جعل كل عقد ترتديه يزداد جمالا.
صوت فتح باب الشرفة الزجاجي بعد مده من سماعي الترحيب جعلني أدير بجسدي لأقابلها بدل الحديقة، ابتسمت لي بأسنانها البيضاء المرتصة بشكل رائع لأبادلها الابتسامة.

رغم معرفة عقلي إن القادم أسوأ.

لم تكن ميلي ترفض أفكاري لكنها توافق جدتي بأمر واحد- إن الذكر مهم في حياة المرأة ولا يمكن نكران ذلك-.

رغم إني قد وضحت ألف مرة لها إني لا أرفض الزواج لكني فقط أريد أن أكمل دراستي وتحقيق أحلامي قبل أن أتزوج.

هذه الأمور ليست صعبة المنال أو التحقيق لكن معهما إنها كالوصول للقمر.

جلست بجانبي ولم تزل تلك الابتسامة لكنها تبدلت من مرحبة وودودة، لواحدة خبيثة جعلتني أزيل خاصتي ببطء وعقلي يردد شيئا واحدا - موجة صداع أخرى ستحل بي عما قريب - ولن ينقذني أحد منها هذه المرة.

فيولا ألكسندرWhere stories live. Discover now