غيرة

79K 924 74
                                    

... امسكها من يدها لتحس بقشعريرة في جسدها وتبتعد بسرعة :" ما بك ايها العم هل انت مريض؟"
ازاح تاي عيناه ونهض لتتفجأ بطوله بالنسبة لها : "اذهبي للمدرسة يا طفلة يمكنني تدبر امري "

شعرت سولي بالتوتر وغادرت دون اي كلمة فهي لا تتفاعل مع الجنس المغاير والدها غادر وهي صغيرة و تعيش مع امها ولديها صديقات اناث فقط .

اسرعت سولي للمدرسة خائفة من توبيخ المراقب مرة اخرى فرغم تفوقها الا انها كسولة ولا تصل مبكرا.جلست سولي تستمع للاستاذ بضجر ، كل فترة تمر تضع رأسها على الطاولة لتتذكر لمسة تاي الدافئة ثم تنظر للاستاذ لتتظاهر انها متيقضة لتعيد نفس الحركات مرارا وتكرارا "هل انا منحرفة لدرجة التفكير بلمسة عابرة "
سولي ،ما بك ؟ *صديقتها تارا تنظر بقلق*
"لا شيء لم انم جيدا كنت ادرس طوال الليل" بابتسامة صفراء
بدت اثار الشك على وجه تارا لكن لم تسأل كثيرا .
(كيف اخبرها اني وجدت رجلا ثملا بعمر جدي واحضرته للبيت اقسم ان سمعتي ستصل للحضيض ان لم اعزز دفاعاتي).
خرجت سولي بعد انتهاء الحصص مباشرة دون توديع صديقتها لم تكن تعلم لما ارادت ان ترى تاي مرة اخرى . 
توجهت نحو المقهى اعلم اني لن اجده هناك لكن رغبت فقط في فعل ذلك ربما بطريقة ما ساراه مجددا....
كما هو متوقع لم يكن هناك لا استطيع التوقف عن التفكير به *لتقول بسذاجة*: ربما يشبه والدي لهذا احببته ، انا فقط اشتقت لوالدي .
في منتصف الليل كالعادة لم تاتي ام سولي لتضطر للذهاب لنفس الملهى، كانت امها مستلقية عند الباب فاقدة الوعي من كثرة الشرب ، لم تتحمل سولي المنظر فاجهشت بالبكاء . فجاة سمعت اثار اقدام ، انه صاحب البقالة الذي يعيش امامنا ، "انها امك مرة اخرى دعيني اساعدك "(يالها من فتاة مسكينة )
"شكرا لك "
رفعت سولي امها ومشت وهي تنظر للوراء متأملة في رؤية تاي.

ترمي سولي نفسها على السرير فاقدة الامل ليس الامر متعلقا بوالدتها بل بتاي ."هل سافكر به هكذا للابد ،لم اسأل عن اسمه اصلا ،انا عديمة الفائدة .كم اتمنى ان يعود والدي "

تمضي سولي الليل تفكر دون توقف.

في اليوم التالي :

" امي لم اعد اتحمل تصرفاتك الطفولية احس اني امك ولستي امي ، على الاقل اشربي في المنزل لااريد ان احرج كل يوم بسببك..."
" هل تريدين الان ان تخبريني بما افعله ؟ لم اطلب منك ان تاتي الي اتركيني في الشارع يا لك من ابنة عاقة !"
"اضن ان كثرة الشرب افقدتك عقلك ، لستي الوحيدة التي فقدت والدي انا ايضا اتالم "
خرجت سولي والدموع تاخذ مجراها .

عندما احزن اصبح كالمجنونة ابكي واصرخ ولاارى امامي الا نفسي كنت امشي فقط حتى قابلت ذلك الرجل مجددا لااعلم كيف لكن اختفى غضبي و اردت فقط ان اتحدث معه ،مهلا من يقف امامه ،امراة ذات نهود  و مؤخرة كبيرة عكسي تماما هل هي زوجته ام حبيبته يالاهي اني مسطحة  . فجاة رأيته يحدق بي نضراته تصيبني بالقشعريرة لا استطيع مواصلة التحديق ،ازحت بعيني ارضا.

"هاي يا صغيرة يبدو ان الصدفة جمعتنا مجددا "

"اوه.. انه انت .. ذلك العم .. هل انت بخير ؟ ارى انك عدت مع حبيبتك بعد تلك الليلة المؤلمة "

*يقرص وجنتيها*" مالذي تتحدثين عنه؟ هل انتي بخير  عيناك متورمتان "

انتهزت سولي الفرصة لتصطنع وجها طفوليا :" كنت مريضة قليلا لكنني بخير الان، الى اين انت ذاهب "

" لدي عمل في الملهى"
"عمل في ملهى؟ تقصد قضاء وقت "
" اوه لم اخبرك اني صاحب ذلك الملهى"
رؤيته اصابتني بالسعادة ، لم ارد رؤيته يغادر هكذا فقط .
" ايها العم هل يمكنك ان تعطيني رقم هاتفك ، امي دائما تاتي للملهى واضطر للبحث عنها طول الليل ،احيانا اقضي الليل بحثا في الملهى كما تعلم انا فتاة قاصر  وذلك غير آمن  ..."
(كنت اكذب الامر لم يكن معقدا هكذا لكن اريد رؤيته اكثر ، ما الخطأ في رؤية شخص يصيبك بداء السعادة *تبتسم بغباء*)

ينظر اليها تاي و يضع يديها على وجنتيها مجددا يبتسم بخبث :" حسنا يمكنك اخذ رقمي لكن لدي شرط"
"ما هو؟"
" يمكن ان تزورك منظمة حقوق الاطفال وينزعوك من امك اذا حصل ذلك اخبريني لاتبنيك ،اسف لقول هذا لكنها الحقيقة فطريقة امك غير صحيحة وتشير الى وجود خلل فيها بالتالي لا يمكنها تربية قاصر "

تظاهرت بالحزن لكن اردته فعلا ان يتبناني ،امي فاقدة لوعيها ....

اميرة دادي 💜حيث تعيش القصص. اكتشف الآن