مرحبا !
........................
حتى بعد مغادرة سديم بقيت كلماته ترن في رأسي ، تسبب لي الصداع .
لدرجة أني غفوت على الاريكة دون إدراك مني .
إستيقظت بفزع بسبب صوت رنين هاتفي .
وجدت أن أحدهم قد خلع حذائي و حلقي و قام بتغطيتي أيضا .
حملت الهاتف الذي لم يتوقف للحظة عن الاهتزاز ، و قد كان سديم .
هل يتصل بي كلما عانى من الارق ؟
" لما تتصل بي في مثل هذا الوقت ، ألا تنام أنت ؟"
بصوت مليئ بالخمول و بحة النوم و شيء من الحدة قد نطقت .
" هل نمتي حقا ،لم أتوقع انك ستنامين و اليوم قد أصبحتي خطيبتي ، ظننت أنك ستسهرين طوال الليل من شدة سعادتك ، للأسف خاب ظني "
تنهدت بملل و قمت أجر ساقاي نحو غرفتي .
ألقيت الهاتف على الوسادة فاتحة مكبر الصوت ثم دفنت نفسي في أغطيتي الدافئة .
همهمت براحة و قد سمعني .
" ستنامين ؟"
بصوت خافت نطق ما جعلني أجيبه بنفس النبرة .
" أجل ، سأعود إلى النوم "
همهم فحسب ، فجأة تذكرت أمرا جعلني أستقيم .
" سديم ،لما لم يرافقك والداك اليوم؟"
سألت بغطرسة كأني لي كامل الحق لفعل ذلك .
" انهما متسطحان جنبا إلى جنب ، في القبر "
وضعت يدي على فمي بشيئ من اللوم و العتاب ، من سيرفض احضار والديه في خطبته بحق السماء من أين لي بهذا الغباء .
تنهدت بندم لأنظف حلقي أكمل الحديث.
"حسك في الفكاهة ثقيل، اسفة لذكر الأمر"
كأنه لم يستمع لأي مما تفوهت به قد نطق بمهل .
"بالمناسبة، كنت تبدين جميلة"
شعرت بخداي يحترقان ، مالذي علي قوله هل يجب أن أخبره بأنه كان يبدو وسيما أيضا ؟
"شكرا ، لكن لا تحاول أن تكون رومنسيا و تظن أن بضعت كلمات معسولة ستجعلني أنسى أنك تجبرني على الخوض في كل هذا ."