المقدمة

3.7K 118 154
                                    

بعد انتهاء معركة الأرض والسماء.. ومع بدايات إحلال السلام...

كانت أيام عريفنا الأولى صعبة جداً.. من الناحية النفسية والجسدية.. فقد خسر الكثير خلال هذه المعركة.. خسر عيناً وإصبعين.. خسر المشي بطريقة سليمة.. والأهم.. خسر هانجي.. ولكن مهما كان حجم خسارته فهي لا تعادل شيئاً أمام خسارة البشرية لثمانين بالمئة من سكانها...

اضطر إلى قضاء سنته الأولى في المشفى خاضعاً للعلاج الطبي.. ومن ثم الفيزيائي من أجل علاج قدمه حتى استطاع المشي عليها.. ولكن ليس بشكلٍ تام.. ما يزال يعرج عليها قليلاً وسيبقى كذلك طيلة حياته.. وفي حالات الألم الشديدة قد يستخدم عكازاً لمساعدته...

كان أعضاء التحالف يزورونه بشكلٍ يومي بصحبة غابي وفالكو.. يقوم آرمين باطلاعه على أهم المستجدات ويأخذ بنصائحه عما سيفعلونه....

غالباً ما كان يؤلمه رأسه من ثرثرة غابي التي لا تنتهي.. -وما يزال حتى الآن-.. ولكن يكفيه أنها تذكره بها بصخبها ذاك...

بعد مغادرته للمشفى عاش مع أونيانكابون لبضع سنوات.. كان خلالها كلاً من غابي وفالكو لا يتوقفوا عن زيارتهم منذ الصباح وحتى المساء.. حتى قررا العيش معهما ولكنه رفض إلى أن ينتهي من بناء منزلٍ أكبر...

كأحد المنقذين للعالم الذين حصلوا على مكافآتٍ كبيرة.. اشترى أرضاً صغيرة على أطرافِ إحدى ضواحي مدينة لندن.. وقرر أن يبني عليها منزلاً ومقهى.. أما غالبية المال الذي حصل عليه فقد وضعه في إعمارِ مبنىً لأيتام الحرب...

بعد مرور ثلاث سنوات.. كان المنزل جاهزاً والمقهى كذلك.. وانتقل إليه برفقة غابي وفالكو.. أما أونيانكابون كان يسكن في منزلٍ قريبٍ منهم...

كان المقهى هادئاً ونظيفاً جداً.. وصغيرٌ بعض الشيء.. بضع طاولاتٍ وكراسٍ حولها.. ولا يقدم فيه إلا الشاي وبعض أنواع الكعك والفطائر التي كان يصنعها.. والتي علَّم صنعها لغابي وفالكو أيضاً...
-كما كانت 50% من أرباح المقهى تذهب لدور الأيتام-

هذا ما كان يحلم به.. منزلٌ دافئ.. مقهى صغير.. وحياة هادئة -مع أن غابي لا تترك مجالاً للهدوء- في مكانٍ ريفيٍّ يدعو للسكينة والاسترخاء.. بعيداً عن الحروب ومعاناتها.. مع الطفلان اللذان يحترمانه ويقدرانه...

مع مرور السنوات.. أصبحا يناديانه بأبي أو والدي.. مع أن والديهما ما يزالان أحياء.. إلا أنهما وعلى مدى سنواتٍ من المعاشرة قررا مناداته بها عوضاً عن "سيد ليفاي" حباً فيه وتقديراً له...

دائما ماكان ينتهي به الحال مع ثنائي مماثل.. فتاةٌ صاخبة ومجنونة وفتىً هادئ ومهذب...

فارلان وإيزابيل.. إيروين وهانجي.. والآن هؤلاء الصغيران اللذان يحاولان ملأ كل الفراغ الذي في حياته...

أحداث روايتنا ستكون بعد مرور عشر سنوات على انتهاء المعركة... أصبح عريفنا بعمر 48.. أما غابي وفالكو بعمر 22...
~~~~~~~~~~

د. جيهان ~ D. Jihanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن