PART 09

289 41 115
                                    

<من يحبك، سيجد أيّ طريقة كي يُسعدكَ بها ويُبعدَ عنكَ الحزن، حتّى ولو بكلمة..>

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

_ مرّ أسبوعين باردين على جودي، إشتدّ الطقس بهما، وأصبحَ الجو شديدُ البرودة، الثلوج لم تتوقف عن السّقوط، والهواء يلفحُ عظامها بقسوة مؤلماً إيّاها

حتّى أنّها في بعضِ الأحيان، تشعرُ بالبرودة تلمسُ قلبها داخلها، لتُثلجه بعنف، مما أدى إلى إزديادِ مرضها، زادَت حالتها سوءاً، وتعبها يزدادُ يوماً بعد يوم

الآثار الجانبية للعلاج ظهرت بالفعل، غثيان، تعب وإرهاق، وفقدان شهية أيضاً، لم يتساقط شعرها، لذا فكرت أنّه قد يبدأُ بالتّساقطِ لاحقاً

وهذا أكثر ما تخافُ حدوثه، هي تُحبُ شعرها كثيراً، ولا تُريدهُ أن يسقط، لكن ماذا ستفعل غيرَ أن تجلسَ في مكانها تُراقبهُ فقط يسقطُ أمامَ عينيها

"جو اليوم جميل ومشمس، ما رأيكِ أن نذهبِ للنزهة اليوم؟ نحنُ بالفعلِ قد إكتئبنا في آخر أسبوعين بسببِ الّطقس.."

"حسناً، فلنذهب اليوم، أنا بحاجة للهواء النقي حقاً.."

أومئ لها مُتّجهاً نحوَ هاتفهِ لينظرَ للسّاعة الّتي كانت تُشيرُ للثانيةَ عشرَ ظهراً، وقد قررَ أن يخرجا فوراً كي يقضيا النّهارَ بأكملهِ في الخارج ويعودا أثناءَ غروبِ الشّمس تقريباً

إتّجهَ نحو خزانةِ الملابس يفتحُ بابها، كي يبحثَ عن ملابسَ جميلة ترتديها جودي، ودافئة أيضاً، فمن المحتمل أن تتساقطَ الثلوجَ مرّةً أخرى

" هل سنذهبُ الآن؟.."

"ليسَ الآنَ تماماً، لكن ستبدأينَ بإرتداءِ ملابسكِ الآن وسوفَ نتجهُ مباشرةً للخارج كي نقضي اليومَ بطوله، نحنُ لا نملكَ الكثيرَ من الوقت، تعلمين تغربُ الشّمسُ باكراً في الشّتاء.."

أومأت له تُشاهده وهو يُخرجُ لها ملابسها، وبعدها يُعيدها للخزانة وكأنّها لم تُعجبه، شعرت بالكسلِ كونها سترتدي الملابس، لا تشعرُ بأنّ لديها طاقة، لكنّها تودُّ أن تخرج

"ما رأيكِ بهذا القميصِ الأبيض، وسترتدينَ فوقهُ سترة جلدية تُدفئك؟.."

نظرت نحو القميص، متخيلةً نفسها ترتديه، لن يُدفئها جيّداً، درجة الحرارة تحتَ الصّفر حتماً، ولم يُعجبها أيضاً

"لا، يبدو أنّهُ غيرُ دافئ.."

أومئَ لها مُعيداً القميص للخزانة الّتي تحولت لفوضى عارمة بالفعل بسببِ آدم، وأيضاً لا يُوجدُ ملابسَ كثيرة ومع ذلك أصبح المكانُ فوضى

"ما رأيك أن أذهبَ للمنزل وأجلبَ لكِ ملابساً من هناك؟.."

"لا بأس، أفضل من الملابسَ الّتي موجودة هنا.."

لعنةُ الخيالWhere stories live. Discover now