PART 06

290 43 79
                                    

<كانت كالجو البارد في فصل الصيف، مختلفة و منعشة رغم عدم انسجامِ البرد والصّيف مع بعضهم>

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

_جلست جودي تُراقب آدم وتُراقبُ الفتاة الّتي تُعدلُ من شعرهِ وتُسّرحهُ له بينما يتّجهزُ العارضونَ الآخرون ويرتدونَ الملابسَ الّتي سيعرضونها، إذ أنّ لديهِ عرض أزياء وهي أصّرّت عليه أن تحضرَ عرضَ أزياءه حتّى لو كانت مُتعبة أو مريضة

بدأت الفتاة بوضعِ بعضٍ من مفتحِ البشرة على وجهِ آدم فالمكياجُ ضروري لتظهر صورتهُ في العرضِ مثالية ولكي تبدو بشرتهُ خالية من العيوب

'رغمَ أنّ الأنظارَ ستكونُ على الملابسِ لا وجوههم' هكذا عارضت جودي وضعِ المكياجِ في عرض الأزياء للرجال لطالما كرهت هذا الشّيء، لكن وللأسفِ هذا عملهُ لآدم ولا يُمكنها التّدخلِ به

تجّهزَ جميعُ العارضينَ عدا آدم الّذي كانَ هو العارضُ الأساسي هذهِ المرة ويجبُ عليهِ أن يتحضّر بشكلٍ جيد ليليقَ لقبُ العارضَ الأساسي به

اتّجهت نحوهُ بعدَ أن ابتعدت مُساعدتهُ وأنهت عملها بشكلٍ كامل، توسّعت إبتسامتهِ بعدَ أن أبصرتها عيناه وهو سعيد كونها ستحضرُ عرضهِ لأولِّ مرة، فبسبب عملها أيضاً لم تكن تستطيعُ حضورَ عروضه، وهذا أكثرُ ما كانَ يُحزنهُ ويُزعجه، أما الآن فسعادتهُ لا تُوصفُ ولا تُقدّرُ أبداً

رغمَ أنّهُ كانَ قلقاً عليها كونها متعبة وخافَ أن يُخرجها من المستشفى، لكن بالنّهايةِ بعدَ سماعِ كلامِ الطّبيب عن كونها ستكونُ بخير إن لم تقم هي بإتعابِ أو إجهادِ نفسها أحسّ بالإطمئنانِ قليلاً، لذا وافقَ على إحضارها

"هل أنتِ جاهزة لرؤيةِ نسخةَ زوجك الجديدة؟.."

"إن كنتَ ستكونَ وسيماً كالعادة فالجواب أجل، أنا مستعدة.."

توسّعت إبتسامتهِ أكثر مع تغزّلها المعتادِ به

"أنتِ تعرفينني منذُ فترة طويلة حقاً ألم يكن يجبُ عليكِ أن تعتادِ على وسامتي وأن تريها عادية؟.."

نظرت لهُ مُحاولةً إيجادَ إجابة لسؤاله، وعينيها تلمعُ بسعادة

"لا، أنتَ كالأفاعي، كما يتجددُ جلودهم كل فترة تتجددُ وسامتك أيضاً.."

وضعَ يدهُ على عينيهِ مُحاولاً تغطيةً وجهه عنها بعدَ أن قصفت جبهتهُ بنجاح، بينما هي تضحكُ على ردّةِ فعله

إبتعدَ عنها قليلاً وما زالت يديهِ على وجهه ليبعدها بعدَ قليلِ كي يُجيبَ عليها

"هل أعتبرها مدح أم شتم؟.."

"هي ليست شتيمة، إنّما فقط أحببتُ أن أمزح معك.."

ضحكَ عليها بسببِ جنونها في تلكَ اللحظة، فعندما تظهرُ شخصيتها الّتي تقصف ينعقدُ لسانهِ ولا يستطيعُ أن يُجيبَ عليها

لعنةُ الخيالWhere stories live. Discover now