PART 05

421 45 106
                                    

_ أشرقت شمسُ الصّباحِ معلنةً عن بداية يومٍ جديد، وبداية أعمالٍ جديدة، تفوحُ رائحةُ الخبزِ السويسري الطازجِ في الأرجاء، تلكَ الرائحةُ المنعشة الّتي تأسرك وتشتهي تناولَ الخبزِ بسببها، أملأت المكانَ بها، ولا ننسى طعمها اللذيذ وخاصةً عندما تكونُ طازجة، متحسساً كيفيةَ ذوبانها في فمك، فهي لا تذوبُ إلا إن كانت ساخنة أو طازجة

بقيت جودي تُراقبُ الّذينَ يخرجونَ من المخبز بإبتسامةً واسعة منتظرةً آدم كي يُحضرَ لها من الخبزِ السويسري بعدَ أن اشتهتهُ بسببِ رائحته

لمحت طفلينَ يمشونَ وعلى ظهورهم حقائبَ مدرسية لتخمّنَ أنّهم ذاهبونَ لمدرستهم، تذكرت عندما كانت هي وآدم أطفالاً كهؤلاء، كانا يذهبا للمدرسةِ مع بعضهما ولا يتركانِ يدي بعضهما، يتّجهونَ نحو المخبزِ لرؤيةِ شكلهِ الشّهي ويكون طازجاً آنذاك، يتمنونَ لو يستطيعا شرائه فمصروفهما هما الإثنين لم يكن كافياً لشراءِ قطعة واحدة، وفي مرةٍ اشتهوها كثيراً فدخلا إلى المخبزِ وسرقا قطعةَ خبز تكفي لإثنينهما

لم يكونا من الأشخاصِ الّذينَ يعيشونَ على سرقةِ الطّعام، لكن حينها كانا طفلين جائعين جداً ولم يتحملا شكلَ الخبز، وطبعاً بقي الخبازُ يُلاحقهما كثيراً إلى أن أمسكَ بهما وشكاهما إلى عائلتهم

توسّعت إبتسامةُ جودي أكثر عندما تذكرت خوفها حينها لأنّهُ تمّ الإمساكَ بهما، والمشكلة الأكبر هي من شجّعَ آدم على السّرقة، رغمَ أنّهُ كانَ يعلم بأنّ السّرقة خطأ كبير إلى أنّه سرقَ وفعلها لأجلها هي، منذُ أن كانا صغيرينِ جداً يفعلُ ما تُريدهُ ويُنفذُ طلباتها فوراً، وطبعاً كانَ يقعُ بالمشاكلِ كثيراً بسببها فهي كانت دائماً تطلبُ منهُ أن يقومَ بفعلِ أشياءَ متهورة، ومع ذلك لم يكن يلومها أبداً، بل يكون سعيداً بمغامراتهم والمشاكلِ الّتي يقومانِ بها مع بعضهما، حتى لو إنتهى بهم المطافُ إلى أن يُعاقبا، فهم لم يستسلموا وقامو بفعلِ المزيدِ والمزيدِ من المغامراتِ والأفعالِ المتهورة مع بعضهم، والأسوأ من هذا أنّهم فخورون بها

قُطعَ حبلُ أفكارها تزامناً مع دخولِ آدم للغرفة وبيديهِ كيسَ الخبزِ الّذي أوصتهُ عليه، ومعهُ كوبانِ قهوة كي يشرباه مع الفطور

بادلتهُ الإبتسامةُ آخذةً كيسَ المحتويات بسرعةٍ منه فهي لم تعد تحتملُ جوعَها بعدَ الآن، وما زالت ذكراهما في عقلها، تسترجعها وتتمنى لو أن يعودَ الزمن إلى ذلكَ الوقت كي تعيشها من جديد

إنتبهَ آدم لإبتسامتها لكن لم يُعلّق ولم يشأ أن يسألها، فالأهمُ لديهِ أنّها تبتسم، بمعنى أنّها سعيدة، حتّى ولو كانَ الفضولُ يقتلهُ كي يعرفَ ما هو السّببُ في تبّسّمها الشّديدِ هذا

تناولا الفطورَ مع بعضهما وهم مستمتعين بطعمِ ولذةِ الخبز، وخاصةً بأنّهُ طازج وما زالَ ساخناً

لعنةُ الخيالDonde viven las historias. Descúbrelo ahora