قاطعته قبل ان يكمل مبتسمة بتكلف، "هل سألتك لما شقيقة هاركين تعامل مايكل بهذه الطريقة؟ أو لما تتصرفون بهذه الحساسية فقط لقدوم أحد افراد اسرة هاركين؟ أو لما هذه العدائية الغريبة بين مجموعتكم ومجموعة ويليام كاميرون؟ أو عن أي شيء آخر خاص متعلق بكم؟" خرج صوتي بارداً للغاية حتى رغم كوني ابتسم له.

لكنه لم يجب، بل نظر لي فحسب وكأنه أدرك الخطأ الذي وقع به. اتسعت ابتسامتي الباردة لأقول بذات نبرتي مكملة، "اذاً افعل المثل ولا تتدخل بأموري حسناً؟ كاليدون."

لهذا تحديداً انا لا اتدخل بأمور غيري ولا اسأل عما يثير فضولي، لهذا لم اسأل ريدا ودينيس يوماً عن كذبهم أو عما يخفونه. لأنه وكما تريد انت معرفة اسرارهم هم سيفعلون ايضاً.

"اعتذر، ارجو منك مسامحتي." احنى كاليدون رأسه بخفة مغلقاً عينيه ليقول بجدية زائدة، كأنه فارس يعتذر من قائده عن مخالفة أوامره! بدى لي المشهد هكذا حقاً.

"لا عليك، انسى الأمر." اجبت بسرعة وهدوء لأغير الجو ليبتسم كاليدون بخفة، لما يبتسم الان؟ قلبت عيني لأشعر بتحديق آيزلين تلك، نظرت لها باستغراب لكنني لم أستطع رؤية أي شيء بسبب ردائها.

رفعت حاجباي قائلة، "اذاً هل نذهب؟" رفعت يدها في الهواء دون ان تجيبني، لتحيط ذراعها تلك الدوائر الذهبية لتفتح بوابة مجدداً في المكان. الان علمت لماذا طلبت من الجميع الخروج، لم الاحظ قبلاً كم البوابة كبيرة!

"اوه كاليدون!" صدح صوت ذكوريّ غريب ذو رنة جميلة مشابهة قليلاً لخاصة هاركين! اتسعت عينيّ كاليدون بدهشة ليتراجع خطوة للخلف ليتعدى عتبة الباب وينظر للجهة اليسرى من الرواق.

وسرعان ما أعاد انظاره ناحيتي بسرعة بقلق واضح، حاول كاليدون إخفاء نظراته القلقة ليقف وقفة الفارس قائلاً بنبرة متمرسة، "هل اضعت طريقك؟ ام أنك مصاب لأنادي الطبيب لارس؟!"

لم يكلف كاليدون نفسه الابتسام، بل تعابير وجهه الباردة التي وجهها للشخص الذي يخاطبه كانت واضحة كالشمس، وهذا جعلني أدرك من الذي يتكلم معه.. لابد انه شقيق هاركين.

تجاهلت رغبتي وفضولي لأرى أي الأشخاص قد يكون هذا، لأعبر البوابة الآنية التي فتحتها آيزلين هذه. استدرت من الطرف الآخر باستغراب ما ان سمعت همسها، كانت تقف بثبات لتقول بذات نبرتها الآلية، "سنلتقي مجدداً.. أنيما."

ثم أُغلقت البوابة، وتركت أحدق امامي كالبلهاء. كنت أقف امام المنزل ومن يراني سيظنني مجنونة حقاً وقد يخاف حتى. اولاً تلك المجنونة التي اعترفت لي ثم اقترحت ان نصبح أصدقاء ما ان تراني مرة أخرى ثم هذه.. ما خطب الإناث بهذا المكان حقاً؟!

هززت رأسي لأستدير متجهة ناحية باب المنزل. وقبل ان افتح الباب فتح لوحده لتصطدم الثيا بي، تراجعت باستغراب لتنظر لي بانفعال قائلة بهمس، "بحق خالق الجحيم الى اين ذهبت؟ كدت اجن لاختفائك، ولم اعلم ان كان يجدر بي اخبار امي ام لا."

Ice Rhythm || إيقاع جليديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن