المحاولة الثامنة

2 0 0
                                    


حسنًا لنتفق على شيء. لم يكن سعيد من محترفي القصص الرومانسية وبصراحة كان يعيد على كتابها وجمهورها ايضًا. ليسَ اعتبارًا منهُ لحليّة أو حرميّة المسألة فقط. ولكن لطبيعة الصورة الخيالية التي يتم خلقها في هذه الأعمال والتي يعلم سعيد أنها لا تمثل الواقع في شيء. وبقدر ما تدخل على نفوسنا البهجة. والسبب الذي سمعه سعيد في أحد المحاضرات والذي اقتنع بهِ صراحة. هوَ أنها تلبي تحقق للفرد ما عجزَ عن تحقيقه في الواقع. وبالتالي فهي أشبه بمنفذ لخيبات الأمل المستمرة والتي تلقاها المرء في حياته. ولا يمنع ذلك أن سعيد كان من وقت لآخر يخوض في احداها(قراءةً حتى لا يساء الفهم) فهوَ كغيره من الشباب لديه خيباته ايضًا.

ولكنّ الأيام تشاء ويبدأ سعيد قصة من نوعٍ آخر لم يعلم صراحةً كيف يجب ان توصف. فهيَ ليست رومانسية بالمعنى الروامنسي وإن قيلت أنها عاطفية( وهذا قد ينطبق عليها من وجه معين وهوَ أنها تحوي قدرًا من التعاطف من كلا الطرفين ولا يعني أن هذا التعاطف ينم عن تعلق وانجذاب. ولكنه أشبه لرثاء حال متبادل).

استيقظ سعيد على صوت رنين الهاتف. وهمّ يردُّ وسنى النوم في عينيه. فقال: من المتصل؟

فلم يجبه الطرف الآخر. ونظرًا لأن سعيد طالب في أحد الجامعات الأجنبية فكان الخيار الثاني هوَ تكرار نفس اللفظ باللغة الانجليزية. وحينها ردّ عليه المتصل: هل أنت سعيد(بلكنة انجليزية غريبة). ولكنّ الدمّ همّ بالغليان في جسده. لأنّ الصوت الذي سمعه كان صوتًا أنثويًّا رقيقًا.

فرد سعيد: هل يمكنني أن أعرفَ من أنتِ.

فقالت: وهل يهمك ذلك؟

ففكر سعيد. وخافَ أن يخسر زوجته المستقبلية(المحتملة) وقال: ليس كثيرًا

فردت: كنت أتصفح الانترنت فوجدتك أمامي ولسبب ما قررت لا أفهمه قررت أن احادثك.

فردَّ سعيد: لا تشغلي بالكِ. فمن الصعب جدًّأ أن يدركَ المرء السبب الحقيقي وراء ما يفعله.

فقالك: ولكن كيف؟

فقال سعيد: أولًا يجب أن أنبهك أن الشخص الذي يكتبٌ قصتنا الآن قد لا يعجبه ما سأقوله, ليس لأمرٍ يعيبه ولكنّ لأنه لا يحب ان تتحوّل قصته إلى حوارات فلسفية محضة. ولكني بصراحة عاجزٌ عن تلبية رغباته.

فقالت: من هذا الشخص؟

ضحك سعيد ثم قال: لا داعي لذكره الآن. فلنعد الى المضوع الذي هممنا نبتدؤه. في كثيرٍ من الاحيان ما تكون تصرفاتنا نابعةَ عن شعورات وأفكار لحظية أو تكون تعبيرًا عن حاجةً مطوية في النفس. وتتقرر الظهور والكشف عن نفسها ولكنها لا تجدُ سبيلًا لذلك في تصرفنا. ولكنها في نفس الوقت في نفس الوقت سرعان ما ترجغ الى خدرها. ونظلُّ نحن أثناء هذه الفترة فاغري الفاه. عاجزين عن بيان حقيقتها أو تذكر قسمات وجهها. ولكن لابد لنا في النهاية من وضع حدّ لهذه الحيرة. فأحد الوسائل التي من الممكن تخيل حدوثها أو وجودها هوَ اكمالنا لهذا الذكرى بما نتوقعه او نظنه عنّا.

فردتّ: كلامك يبدوا جميلًا. ولكني للأسف لم أتمكّن من استيعابه. ولكن كجوابٌ مني على سؤالك الذي ابتدأنه. انا لاعبة بينج بونج محترفة. ولكنّ الظروف التي فرضها عليَّ احترافي منعتني من أن أتمكن من محادثة الناس دونَ تصنعهم(كمحاولة للتقرب مني). وقد تعدُّ هذا دعمًا لجتك التي طرحتها قبل قليل. فكرت في أنني في حاجة لكي أحادثَ شخصًا غريبًا بالكلية. أعلمُ وهوَ يعلمُ أننا لن نلتقي في يومٍ من الأيام حتى لا تنشأ بيننا أي علاقة حب أو غرام. وشائت الأقدار أن تكون أنت هذا الشخص. تشرفت بمعرفت.

فرد سعيد: وأنا أيضًا.

وأغلقت الخط. 

محاولات بائس في الكتابة القصصيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن