السادس و الأربعون

3.4K 78 32
                                    

السادس و الأربعون
اندهشت ديمة فهي كانت معه، هل لم يأتي و انها كانت تتخيل كل ذلك و قالت :
-يعني محدش جي
-لا مش انتي طلبتي منه انه يمشي ساعة ما دخلك العناية و من بعدها و هو مجاش المستشفى
ظهرت علامات الحزن على ملامحها فهي كانت تشعر به بجوارها، هل كانت تحلم ام ماذا و رددت قائلة :
-تمام
تنهدت مرام بارتياح و تذكرت مكالمتها مع عائشة بالأمس
-انا خايفه عليها اوي
-بصي يا مرام احنا مش عايزين ديمة تتعب خالص، فانتي مش هتجيبي سيرة تيام نهائي و هتقوله انه مرحش ليها و بكدا هي هتقتنع بأنه فعلا اتخلى عنها و مش عايزها و انه عمل كدا من دواعي الشفقة
مرام بسخرية :
-ما دي الحقيقة، كلهم كدابين و خونة
-مرام المهم ديمة، سيبي العقد دي على جنب دلوقتي، اخفي إثر وجوده من عقلها
-تفتكري دا صح؟
تنهدت عائشة باستياء و قالت :
-تيام ممثل و مشهور في لحظة العالم كله هيعرف انه خطب فالمواجهة هتكون صعبه و بصراحة انا عايزة ديمة تبعد عنه و هنحاول نشغلها في الشغل بعد ما تخلص العلاج و متنسيش تخليها تنتظم على الدوا لأنها هنحاول تنتحر تاني اكيد....
-تمام يا دكتورة، هترجعي امتي؟
-يومين بالكتير و هاجي مصر و هبقي اخدها تقعد عندي الفترة دي
مرام بحيرة :
-ديمة مش هترضي و فعلا انا خايفه عليها جدا لما تعرف الخبر
             ______________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
تالين باقتضاب :
-تمام هي خلاص اختك قررت تتجوز تيام
زفر فريد بحنق و قال بعصبية :
-جايبك عشان تشوفي الفيلا و انتي كل اللي في دماغك تيام بجد انسانة تخنق
تالين بعجرفة :
-صوتك؟ و بعدين مش عاجبك طلقني ما انت عارف اللي كان بيني و بينه و لا فاكر اني هخاف منك مثلا
اخذ فريد أنفاسه بعمق و كور يده بعنف و قال بنفاذ صبر :
-طب شوفي يا تالين قراري الجديد انك هتعيشي هنا و مش هتدخلي في مكان في تيام دا فاهمة و بعدين ما هو سابك و اتخلى عنك بعد ما كنتي حامل منه و انا اللي داريت عليكي بدل الفضيحة...
تالين بتهكم :
-فضحية؟! فريد أنت اتجوزتني صفقة مش اكتر و انا مستحيل هحبك و لا هبقي سعيدة معاك فاهم
لم يتأملك أعصابه و صفعها على وجهها قائلا :
-انا هوريكي يا تالين
        ________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
لم تقتنع ديمة بحديث مرام فهي لا تنسى اي من التفاصيل التي حدثت بالأمس كيف يكون ذلك غير موجود من الأساس هل هي جنت إلى تلك الحد و اصحبت تتوهم
أمسكت بهاتفها لكي تبعث به فهي سئمت من الجلوس بمفردها فمرام طاري لها عملاً
دلفت على صفحته و تفاجأت بالكثير من المنشورات التي تهني بحفل خطوبته و الاعلان عنه، ذرفت الدموع من عيناها لا ادارياً فهو تركها دون قول شي، قام بكسرها و ترك اشلاءها دون تجميع، كانت تشعر بشعور أقوى من كل مرة قام أحد بيها بخذلها، فهي اصحبت محطمة الان لا تستطيع المحاولة لكي تعيش حتى.....
تركت الهاتف من يدها و ارجعت ظهرها للخلف، لتتوتر الأحداث الماضية بمخيلتها، كانت جميعهم بينهم تشابه و يجمعهم شئ واحد الخذلان و الكسرة...
طرق باب و غرفتها و تفاجأت به والدها، ابتسمت بسخرية و قالت :
-دكتور مراد؟ خير
جلس مراد على المقعد و قال:
-مش عايزة تغيري من نفسك ابدا و أدي اخرتها راح خطب واحدة تلاقي به مش مجرد عيله مخها تعبان
حبست دموعها بعيناها و قالت :
-بجد؟ اغير من نفسي ازاي بقا! فعلا عندك حق انا مجنونة جاي ليه بقا؟
مراد بحيرة :
-للأسف انتي مازالت بنتي و شايله اسمي
-بنتك بالاسم لو اعرف اشيله كنت شيلته و انا عارفه اني مريضة و مجنونة و منفعش اكون اي بس على القليل انا مكنتش السبب في معاناة حد و كنت بحاول اساعد الناس، و زي ما بتقول كان نفسي اتغير و حاولت كتير اوي بس كل مرة بتكون النتيجة فاشلة....
-تعرفي المشكلة في ايه أنك بنت ناهد الألفي
سالت دموعها على وجنتها فهي لا تعلم لما يفعل معاه ذلك، لماذا يريد كسرها بتلك الكلمات المؤلمة و قالت بتساؤل :
-ليه دايما بتقول كدا
-بكرا تعرفي بس كانت غلطة كبيرة مني اني سيبتك تعيشي لحد انهاردة
-سهلة اعتبرني ميته، و انا مش عايزة منك لأنك ميت من زمان اوي
-آخر محاولة معاكي لما حولت اجوزك معتز و في النهاية الاقي واحد بيهددني، بس زي ما قولتي انا من انهاردة بنتي ماتت، و حتى لو جالي خبرك مش هستلم جثتك......
و بعد ذلك قام ليغادر و قال :
-كل حاجه تخصك بعتها على شقتك و ترك إليها المفتاح على الفراش و ذهب....
        ___________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
عادت مرام إليها و لكنها اندهشت عندما وجدت غرفتها فارغة و خرجت مسرعة و سألت الممرضة و لكن لم يراها أحد، ذهبت إلى الطبيب و طرقت الباب و دخلت قائلة بقلق :
-دكتور ديمة مش موجودة في اوضتها
-ازاي الكلام دا؟ دي لسه تعبانة
بحثوا عنها في المستشفى و لكن لم يجدوها، كانت مرام تشعر بالحيرة فهي لا تعلم إلى أين و لماذا غادرت من الأساس
       ________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
دلفت إلى الغرفة التي مكثت بها في المصحة و أخذت الأغراض منها، دخلت الممرضة و سألتها بتوتر :
-مدام ديمة انتي بتعملي إي هنا؟
-في حاجات بتاعي فجيت اخدها
-تمام محتاجة مساعدة
ابتسمت ديمة و قالت :
-لا شكرا
و بعد أن خرجت أخذت ديمة زجاجة السم التي اختفائها بعناية ضمن الأغراض و أخذت الحقيبة و غادرت
أخذت تاكسي و بعد ذلك اتصلت بمرام و قالت :
-مرام انا رايحه البيت تعالي على هناك
-ديمة مينفعش تمشي من المستشفى
-انا خلاص بقيت كويسه و مش محتاجة المستشفى في حاجه و بعدين هاخد العلاج و ابقى اروح العلاج الطبيعي اول ما يبدأ...
مرام بعدم ارتياح فهي لم تشعر بتلك الحيوية من قبل و قالت :
-ديمة انتي كويسه؟
-اها اوي، هستناكي.....
عقدت مرام حاجباها و أغلقت معها و بعد ذلك ذهبت إليها و هي مازالت لا تصدق حديثها
فتحت ديمة إليها و قالت :
-جيبتي الدوا، ضهري هينفجر من الوجع
اعطيت اليها مرام شنطة الأودية و تناولت ديمة المسكن على الفور و قالت :
-انا هدخل أنام شوية
مرام بقلق :
-ديمة الأفضل انك تقعدي في المستشفى الدكتور قال إن غلطة تخرجي
-ما انا هفضل قاعدة في البيت
-طب انتي اتحولتي فجأة ليه؟
ابتسمت ديمة و قالت :
-عادي انا كويسه، هتروحي و لا هتباتي هنا
-هبات يمكن تحتاجي حاجه
سألتها مرام بتردد " صحيح يا ديمة عرفتي الخبر اللي..."
قطعتها ديمة قائلة :
-عرفت تيام هيخطب، يلا الف مبروك ليهم
مرام باستغراب :
-انتي مش زعلانة؟
-هزعل ليه؟ عادي، صحيح انت عايزة ادي عقد و مفتاح الشقة بتاعه مش عايزهم بس انتي عارفه اني ملحقتش اعمل حاجه
تنهدت مرام و قالت :
-تمام يا ديمة انا هشوف الدكتور هيحدد الجلسات امتى و كدا؟
-طيب تصبحي على خير، انا هدخل انام
        _____________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
انهت مرام العمل في مكتبها و نزلت، و وقفت لتأخذ تاكسي، و لكن تعجبت من توقف سيارة امامها و هبط منها السائق و قال :
-انسه مرام اتفضلي معايا
مرام بتعجب :
-ليه؟ انت مين اصلا
-حيدر باشا أمرني بأني اجيبك معايا
مرام بضيق :
-لا روح لحيدر بتاعك قوله مرام مبتروحش لحد اللي عايزاني يجيلي
السائق برسمية :
-لازم تيجي معايا
-مش جايه
أخذت خطواتها لتذهب من أمامه و لكنه لحقها قائلا:
-اتفضلي
اعطي إليها الهاتف و رددت عليه قائلة :
-نعم
-اركبي معاه و تعالي يا مرام، لأن اوامري بتتنفذ بدون نقاش
مرام بغضب :
-انا مش مضطرة اسمع كلامك
-مين اللي قالك كدا، دقائق و تكوني عندي
زفرت مرام بحنق و أعطيت إلى السائق الهاتف و هي تشعر بالغضب و الضيق من فرضه لقراره....
        _________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
فتح حاتم الباب و اندهش عندما وجدها أمامه و قال بابتسامة :
-ديمة تعالي
دلفت ديمة إلى الداخل و قالت :
-اسفة يا حاتم جيت من غير ميعاد
لاحظ حاتم سيرها البطيء و قال بقلق :
-انتي تعبانة
-لا ضهري بيوجعني شوية الفترة دي؟
-حاولت اوصلك كتير يا ديمة و مرام كانت بتتهرب خصوصا في الفترة الأخيرة
تنهدت ديمة و قالت :
-كان في شوية مشاكل و محبتش اشغلك معايا
حاتم باستفسار :
-طب ابوكي عمل اي و راح فين؟
-مشي تاني خلاص و اتطلقت من معتز
ابتسم حاتم و قال بسعادة :
-بجد، الف مبروك، هترجعي الشغل امتى؟
-بعد ما أخف لاني تعبانة اوي الفترة دي
-طب عرفتي أن تيام هيخطب
-اها عرفت هيبقى على الأسبوع الجاي كدا و هنا في القاهرة
      ___________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
نزلت مرام من السيارة و سارت حيث أشار إليها فكانت تشعر بالامتعاض من تصرفه معها بتلك الطريقة، ازعاجها نباح الكلاب فهي لا تحبهم، زفرت بحنق و قالت :
-يارب بقا
اندهشت عندما وجدت كلب يركض في ناحيتها، ابتلعت ريقها بخوف و وضعت يداها على وجهها و استدارت و لكنها شعرت بأنها اصدمت بشيء صلب ، فتحت عيناها ببطء و ابتلعت ريقها، و ابتعدت قائلة بارتباك :
-أسفه
-متقلقيش هما مش بيقربوا من حد غير بإشارة مني
زفرت مرام بحنق و قالت :
-انت اكتر شخص مستفز عرفته، خير عايز اي؟
-تعالى ورايا
زفرت مرام فهي لا تحب السير خلف أشياء لا تعرف نتيجتها و لا تعلم ماذا يريد منها، خطر بعقلها الكثير و الكثير من الألغاز..
سألها ليخرجها من شرودها قائلا  :
-أي علاقتك بنادر؟
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح



تحت جنح الظلام Where stories live. Discover now