الفصل الخامس عشر

3.8K 89 3
                                    

الفصل الخامس عشر
تفاجأت من تقبيله إليها، فتحت عيناها غير مستوعبة ما يفعله، محاولة دفعه بعيدا عنها و لكن ذلك جعله يفقد سيطرته و قام برفع كلتا يداها مثبتهم للأعلى بيده و وضع يده الأخرى حول خصرها، كان يزيد من عمق قبلته غير عبئاً إلى تلك الرافضة فكلما تحاول البعد قبلها أعمق ، ابتعد عنها لهثاً فهو لم يشعر بأنه قبل امرأة من قبل بتلك القوة و الرغبة..
نظرت ديمة إليه بصدمة و شعرت بتجمع الدموع بعيناها فهي لا تعلم بأنه سوف يضعها في موقف كهذا و قالت بغضب:
-حيوان
وضع اصعبه على شفتيها قائلاً " بلاش تقولي كلام انتي  مش قده، و بعدين هو لو قدر يعملك برنامج، فانا اقدر اعملك قناة أو شركة إنتاج بس المقابل بسيط اوي بالنسبالك"
هزت رأسها في دهشة غير مدركة ما يلمح إليه و قالت :
-انت حقير اوي  و انا اللي غلطانة عشان......
صمتت ديمة و لم تكمل جملتها و ذهبت مسرعة و هي تبكي بشدة، استقلت سيارتها و خرجت من القصر
ارتدي تيام ملابسه و خرج من غرفته ليبحث عنها و اتصل بحارس البوابة لكي يسأله و اخبره بأنها غادرت
كانت لا تستطيع التوقف عن البكاء، و ضغطت على المكابح مرة واحدة فهي كانت على وشك أن تصدم بسيارة أخرى
نزل شخص من السيارة و طرق زجاج نافذتها قائلا :
-كنت هتخبطني يا حمار
فتحت ديمة الباب و نزلت قائلة :
-بس العربية بتاعتك زي ما هي
نظر إليها بنظرات غير مطمئنة و قال :
-مش مهم العربية، هو انتي رايحه فين؟ ما تيجي معانا عشان نوصلك
نظرت ديمة حولها و كان الشارع فارغاً لم تمر منه سيارة حتى فالوقت متأخر، ابتلعت ريقها عندما وجدت آخر ينزل من السيارة و بيده سيجارة و بالطبع عملت بأنهم تحت تأثير تلك المخدرات...
-من فضلك اتفضل امشي
ابتسم و نظر إلى صديقه و قال :
-الدنيا أرزاق بصراحة كنت بتمني الاقي واحدة في الطريق تيجي معانا و اهو امنيتي اتحققت
شعرت ديمة بتشنج اعصابها و توقف عقلها عن التفكير فهي لا تستطيع التصرف في تلك المواقف و للحظة اوفقها رنين هاتفها فنظرت إلى ذلك الواقف أمامها و قد أخذه منها و القي به على الأرض بذلك قد تحطم أملها، سارت البرودة في جسدها و قالت ببكاء :
-لوسمحت خليني أمشي
ضحك بمكر و قال :
-متقلقيش هندفع
امسك بمعصمها و شعر بيدها المثلجة، تعجب و قال :
-بقولك أي؟ البت دي شكلها مجنونة بس حلوة، بفكر نقضي الليلة هنا الجو هادي و مفيش حد
مرر أصابعه ليتحسس وجنتيها، فأبعدت وجهها عنه و صرخت به قائلة :
-ابعد عني.....
سحبها خلفه بعنف متجهاً إلى سيارتهم، كانت ديمة تصرخ و تحاول المقاومة و لكن تعلم بأنها لم تستطيع فعل شيء و هطلت دموعها بغزارة و فجأة توقفت سيارة أصدرت صوت قوي على الأسفلت
نزل تيام ليجذبه من قميصه بغضب قائلا :
-انت بتعمل اي يا ابن ************
-انت مين؟! بقولك اي امشي بعد ما ازعلك
كور تيام قبضته و سدد له لكمة قوية، جعلت توازنه يختل و سقط أرضا ً، جث فوقه و استمر في ضربه حتى كاد الآخر أن يلفظ انفاسه الأخيرة، اما الآخر فقد كان يقف يراقب المشهد فقد
صرخت ديمة قائلة :
-خلاص، هيموت.... تيام كفاية ارجوك.......
توقف و قام ليلتفت إليها و حاوط وجهها قائلاً :
-انتي كويسه؟
-اها
قام و فر هارباً و ذهبوا بسرعة، أبعدت ديمة يداه عنها و قالت :
-شكراً بس مكنش لدرجة دي ، ممكن يعملوا محضر
رفع يداه مرة أخرى ليحاوط وجهها و قال :
-انتي متلجه كدا ليه؟....
زفرت ديمة بحنق و قالت :
-ابعد عني، و خليني امشي
غضب تيام فهو أن تأخر لحظة لم يعلم ماذا كان سيحدث إليها  و قال بعصبية :
-أمشي قدامي يا ديمة و بعدين انتي مش شايفه اي اللي كان هيحصلك
نظرت له و تجمعت الدموع بعيناها لتبدأ بالهبوط على وجهها ، تنهد و ضمها إليه فهو يعلم بأنه سبب ذلك
حاوطها بذراعيه قائلا :
-متخافيش
تعال صوت نحيبها و شهقاتها، كان يمسد على شعرها مروراً بظهرها برفق، اختفت صوتها تدريجياً
تيام بقلق :
-ديمة
وضع ذراعه حول خصرها ليراها و وجدها صامته و قد أغلقت عيناها، حملها برفق و وضعها بالسيارة
و اتصل بثائر و اخبره بأن يحضر طبيباً إلى أن يصل
وضعها على الفراش برفق، و كان الطبيب قد وصل و بدأ في الكشف عليها و قال :
-هي كويسه
كان تيام يبدو عليه القلق و لم يقتنع بحديثه و قال :
-ازاي يعني؟
-درجة حرارتها بتنخفض لما بتتوتر و دي حاجة طبيعة، و انا اديتها مهدي و هتبقى كويسه الصبح هي نايمه
تيام بتساؤل :
-يعنى مش محتاجة حاجه
-لا، بعد اذنك
جلس تيام بجوارها  و مسد على شعرها برفق، و انحنت أصابعه لتمر على وجهها 
مال عليها ليقبل مقدمة رأسها و قال :
-اسف يا حلوتي
امسك كفيها ليضعه بين يداه و أخذ رتب عليه برفق و بعد ذلك غفا بجانبها رغما عنه
استيقظت ديمة و اندهشت عندما وجدته نائم بجوارها، قامت و تذكرت آخر ما حدث إليها
نظرت إليه، و كانت خصلات شعره الحريرية تتساقط على جبينه و يستند على ذراعه الذي وضعه خلف رأسه
قامت ديمة من على الفراش، اوقفها صوته "رايحه فين؟"
التفتت إليه و قالت :
-ماشيه و مش هرجع تاني، و اعمل اللي تعمله
تنهد تيام و قام خلفها و قال ببرود:
-ما قولتلك أن انا اللي بقرر مش انتي، و بعدين كل دا ليه عشان اللي حصل امبارح
-طبعا بالنسبالك عادي بس انا لا، و انت ملكش حق انك تقرب مني بالطريقة، من الاخر كدا مستحيل يكون بينا شغل
-غبية
ديمة بسخرية :
-بجد! ليه؟
-بصي يا ديمة شغل هتفضلي في غصبن عنك، ممكن تاخدي اجازة غير كدا لا
-قدم دعوة ضدي، انا مش هشتغل مع واحد حاول الاعتداء عليا
التفتت لتغادر و لكنه قبض على معصمها و لفها إليه و قال :
-غبية برضو ديمة انتي طول الليل نايمه قدامي، و في سريري اي السبب مثلا؟
رمشت بعيناها و نظرت إليه، حدقت بعيناه و صمتت و قالت بهدوء :
-ممكن تسيب ايدي؟
ترك معصمها و قال :
-براحتك يا ديمة اتفضلي امشي
ديمة باستغراب :
-دا بجد؟
-انتي مش عايزة تمشي ؟
-انا عندي حلقة انهاردة بليل
-تمام، حاتم طلب منك تتكلمي عليا و لا اي؟
-انا مش صغيرة يا تيام و بعدين انا بشتغل معاك دلوقتي
-تمام هشوفك امتي؟
-بكرا في الشركة...
      ______________
ذهبت ديمة إلى مرام فهب تركتها بالأمس و لم تعرف ما بها
ديمة بتساؤل :
-مش هتقولي مالك؟
نظرت لها مرام و صممت و قالت بسئم :
-مصيبة يا ديمة، ايام ما كنت في تانية جامعة اتجوزت و أطلقت خلال ست شهور و دلوقتي ظهر و بيقولي اني لسه مراته
شهقت ديمة بصدمة و وضعت كلتا يداها على فمها و قالت :
-انتي بتهزري صح؟
-أزاي يا ديمة انا متأكدة المصيبة اني مش عارفه اتصرف و دلوقتي مفيش حد يقف جنبي و دماغي فيها ألف حاجه 
رتبت ديمة على يدها و قالت :
-مش لوحدك يا مرام، هندور مع بعض على حل، المهم دلوقتي قومي البسي عشان البرنامج
مرام بقلق :
-تصدقي انا خايفه من الحلقة دي اوي، المرة اللي فاتت طلعلك تيام المرادي هيطلع مين
ديمة بضيق :
-مرام القضية جات مكتبك و دي قضية دعارة واضحة و كمان فيها ناس كبيرة
مرام بتوتر :
-لو حصلنا حاجه  محدش هيسال علينا يا ديمة
-حاتم قال أمان متقلقيش
بعد ذلك جهزت مرام و غادروا المنزل و ذهبوا بسيارة ديمة، لاحظت مرام وجود سيارة خلفهم و قالت :
-ديمة في حد ماشي ورانا بصي انا هتصل بحاتم و اشوفه الحوار دا
ارتبكت خصوصا بعد أن سابقتها السيارة، و قطعوا عليهم الطريق، نزل منها رجال مسلحين و أطلقوا نيران عليهم فتهشم زجاجها، صرخت ديمة برعب  و كانت مرام تحاول الاتصال بحاتم و لكن سقط الهاتف من يدها بسبب الزجاج
فتح باب السيارة و سحب ديمة من داخلها بعنف و كذلك قام آخر بسحب مرام...........
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح

تحت جنح الظلام Where stories live. Discover now