التاسع و الثلاثون

3.6K 86 8
                                    

الفصل التاسع و الثلاثون
-حتى لو فهو مش هيفرق كتير وجودي معاها مش  هيفيد بالعكس هكمل باقي الناس اللي اصدمت فيهم، انا مش مناسب ليها
-مش فاهمة حاجة؟ ازاي مش مناسب
قالتها بحيرة فهو لا يفسر حديثه إليها
-يعني ديمة مش عايزة و انتي عارفه أننا اتجوزنا لظروف و اهي خلصت
-تمام
-هاتي التسجيلات و ابعدي عن الطريق دا لأنه دخوله سهل بس الخروج منه مبيحصلش
مرام بقلق :
-بس انا خايفه و...
قطعها تيام قائلا :
-محدش هيجي جنبك...
      ____________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
منار بسئم :
-هي الحلوة مش عايزة ترد علينا ليه؟
-يمكن نايمه
طرق مراد الباب بقوة و كانت نفس النتيجة، لا يوجد رد و كانت منار تتصل بيها و يسمعوا صوت الرنين
تنهد مراد بضيق و قال :
-هنزل اشوف البواب يشوف حد يفتحلنا الباب دا
و عندما فتحوا الباب، دلف مراد إلى الداخل  و كانت ديمة نائمة على الفراش
-ديمة، انتي مش سامعة و لا؟.....
كانت ديمة صامته و كأنها لم تسمع حديثه و لم تتحرك حتى.....
مراد بنرفزة :
-يا بنتي ردي عليا....
دخلت منار و قالت بدهشة :
-في أي؟
-مش عارف ساكته و مش بترد
منار بسخرية :
-بنتك دي عليها شوية استعباط
وضع يده على جبنها ليجد حرارتها منخفضة و قال :
-تعبانة باين
اتصل مراد بالإسعاف و بعد ذلك ذهبوا إلى المستشفى، و انتظروا في الخارج
خرج الطبيب و قال :
-هي عندها صدمة نفسية و يفضل انها تفضل في المستشفى لفترة و انا هحولها على دكتور نفساني ممتاز
بعد أن انصرف الطبيب، تحدثت منار بضيق :
-صدمة اي دي اللي خليتها اتخرست كدا، بقولك اي يا مراد مش على آخر الزمن هيقولوا علي بنتك مجنونة..
-ما انا مش هخليها تقعد في مستشفى طبعا، صحيح هو معتز فين؟
-قولتله يجي بكرا بقا، ما انت شايف....
-طيب، احنا هنروح و انا من بكرا هتكلم مع الدكتور و هاخدها على البيت... 
         __________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
مرام بدهشة :
-مستشفى اي طيب؟
رد عليها البواب " الأمل كان مكتوب كدا على عربية الإسعاف"
-شكرا
ركبت مرام التاكسي مرة أخرى و ذهبت إلى المستشفى و سألت عنها، وبعد ذلك صعدت إلى غرفتها فتحت مرام الباب و دخلت، ادمعت عيناها و قالت :
-ديمة؟
كانت ديمة جالسه على الفراش و تنظر أمامها، حتى أنها لم تشعر بدخول مرام
اقتربت مرام منها و جلست على الفراش و قالت :
-ديمة؟ تعالى نمشي من هنا...
لم ترد ديمة عليها و التزمت الصمت كما هي، أمسكت كفها و قالت :
-اَنتي ساكته ليه؟، اكيد مش هتقعدي مع ابوكي
سحبت ديمة يدها و قالت :
-مش عايزة اتكلم مع حد و لا عايزة اشوفك تاني
تنهدت مرام و قالت بحزن :
-ديمة انا لما وافقت عشانك فكنت خايفه عليكي
-كلكم زي بعض، انا مش عايزة اشوف حد، كفاية كدب بقا
-طب....
صرخت ديمة بها "مش عايزة اسمع حاجه منك... اطلعي برا"
-حاضر همشي...
قامت مرام و ذهبت و هي تشعر باليأس و الحزن من اجلها و خرجت من الغرفة...
اتصلت مرام به و قالت :
-مرضيتش تكلمني معرفش اعمل اي؟
-هي كويسه طيب؟
مرام بحزن :
-لا مش كويسه، و فعلا مش عارفه اعمل اي؟ دا غير ابوها اللي رجع دا....
-هينفع اشوفها؟
مرام بحيرة :
-والله معرفش بس فعلا حالتها صعبه انا هستناك في المستشفى
انتظرته مرام في الطرقة الي ان وصل إليها، طرق الباب بخفه و دخل
جلس على طرف الفراش بجوارها  و دان منها ليقبل جبهتها و قال :
-تعرفي اني مش عارف اعملك حاجه، غير اني ابعدك عني 
رفع كفها ليقبله و اردف :
-اسف على كل حاجه عملتها معاكي....
       _____________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
جلس تيام على المقعد و قال بهدوء :
-منور يا منير كنت بتقول اي بقا عشان نتكلم على راحتنا
إزدار ريقه و قال بخوف :
-انت هتعمل فيا اي؟ انا هوديك في داهية
ابتسم ساخراً و قال :
-اللي عايز اعرفه ازاي مستحمل نفسك و انت كنت عايز تعتدي علي طفلة
-كبرت قدام عيني و طمعت فيها، كنت عارف ان و لا اب و لا أم هيسالوا عنها
-و ليه حاولت تجننها؟
-خوفت تتكلم و عشان كدا استغلت الفرصة و بدأت اقنع فاطمة انها مجنونة و كنت عايزها تخضع بأي طريقة بس الوضع زاد سوء
قام تيام و خلع سترته و بعد ذلك شمر عن ساعديه و ذهب خلفه، كان منير مقيد على المقعد و لا يستطيع الدوران
رجع تيام مرة أخرى بعد دقائق معدودة و قال :
-نبدأ بالكهرباء
-اللي انت بتعمله دا مش صح؟
-حظك جي كدا و برضو انا عارف ان محدش يسأل عليك مراتك و ماتت و بنتك بتدور على جوزها اللي مات
منير باندهاش :
-و انت عرفت منين انه مات؟
-ما انا اللي قتلته، اصله قرر ياذي ديمة و دي اكتر حاجه بتضايقني
ولج الخوف إلى قلبه حتى شعر بارتعاش مفاصله، اشعل تيام الجهاز و وضع الأسلاك عليه، ليصرخ بقوة من شدة الألم
-شوفت بقا انك *** و قاعد تصوت، و انا بحب جدا اني أعذب اللي قدامي
منير برجاء :
-ارجوك كفاية كدا، ارحمني
صاح به بصوت عالي هز أرجاء الغرفة " و انت مرحمتهاش ليه؟"
ارتعب منير و قال :
-هعمل اي حاجه انت تتطلبها...
-تعرف انا مش هموتك بس هخليك تتعذب و تجرب احساس الخوف و الذل، كل دقيقة مرت عليها وحشه هتمر عليك سنين.
صمت تيام قليلا لكي يسيطر على أعصابه التي بدأت بالخروج و قال :
-مراتك ماتت ازاي؟
منير بتبرجل :
-ماتت و خلاص
-مكنتش مريضة و فجأة كدا تموت مش غريبة، ما تنطق على فكرة السجن هيبقى ارحم مني لاني بجد اسوأ واحد ممكن تشوفه في حياتك....
-مكنتش قاصد اقتلها بس هي عرفت كل حاجه، اليوم دا دخلت البيت و سمعتها و هي بتقول لديمة انها عرفت
منير باستغراب :
-عرفتي اي؟
فاطمة بعصبية :
-انت مش هتبطل قرف، بت قد بنتك عينك زاغت عليها يا حيوان و الله العظيم لأوديك في داهية انت و الو*** اللي زي امها دي، اطلع برا
اقترب منير منها و وضع يده على فمها ليكتم صوتها العالي و قال :
-اسكتي هتفصحيني، اعقلي يا فاطمة و بطلي جنان و بعدين غلطة و هنصلحها
كانت فاطمة تحاول المعافرة و التخلص من قبضته عليها، و لكنها اختنقت
-فاطمة... فاطمة...
تيام بتساؤل :
-قتلها اهو، طب هتعترف بكدا و هتتسجن مؤبد و طبعا انا هوصي عليك جامد جوه
-ليه؟
-زي ما اترميت في مستشفى و اتعذبت و اتعديت عليها هيحصل معاك و هتبقى مسجون و قليل الحيلة، و يمكن تلجأ للانتحار..
جحظت عيناه بصدمة و قال بتوسل :
-ارجوك بلاش عشان داليا
-ما هو انا مش عايز اجيب داليا، أصلها لو جات هنا هتبقى و لا بلاش تحب تجرب، أصلها معانا...
فتح الفيديو و قال :
-بقاله دقيقتين متصور، هي لحد دلوقتي موجودة و محدش لمسها بس بعد كدا هيحصل حاجات تانية
ابتلع منير ريقه و قال :
-سيبها الأول و انا....
قطعه تيام و قال :
-محدش بيشرط عليا، و متنساش بأنها كانت سبب في اللي حصل ليها أقلها انها سكتت على اللي عرفته عنك
منير بتوسل :
-انا هروح اسلم نفسي بس ارجوك بلاش بنتي خليها تروح سليمة
صاح تيام قائلا :
-وصل ابن الكلب دا على القسم و انت عارف الباقي، ميدقش ساعه راحة هناك
-تمام يا باشا اعتبره حصل....
استنشق تيام الهواء بارتياح و طرد زفيراً قوي من رئته و بعد ذلك اتصل قائلا ً:
-البت اللي عندك دي اغتصبوها و بعدين تترمي في الشارع بملاية......
          ______________
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح
بعد مرور ثلث شهور...
-أدى العدة خلصت و خلاص كتب كتابك انهاردة
ديمة بسخرية :
-انت ازاي كدا؟
مراد بغضب :
-كدا ازاي يا بت مش كفايه روحتي تتجوز واحد من ورانا، دا انتي تحمدي ربنا إنك لاقيت واحد وافق يتجوزك اصلا، جهزي نفسك و شغل الجنان دا تنسى خالص و حاولي تبقى انسانه محترمة
-و هكون محترمة لمين إذا كان انت ابويا
صفعها مراد بقوة جعلتها تسقط على الأرض و قال بتحذير :
-انجزي بدل ما اقتلك و اخلص منك، صحيح بنت ناهد الألفي هتكون اي؟
انهارت ديمة باكية و اخدت تنحيب بشدة، فمن أحببته تركها و ذهب، حتى لم يحاول الوصول إليها
قبل ثلث شهور، كانت ديمة ذهبت مع والدها إلى منزله بالأجبار، و ذهبت مرام إليها لكي تعطيها ورقة طلاقها
-عارفه انك مش عايزة تشوفني بس انا جيت عشان أشرح لابوكي اللي حصل، دي قسيمة الطلاق و دا عقد الشقة و مفتاحها تيام كتبها باسمك قبل ما يمشي
ضحكت ديمة فهي كانت مصدومة أحقا يرى أن ثمن كسرة قلبها شقة باسمها لهذه الدرجة كانت رخيصة في عينه و قالت بسخرية :
-بجد؟
ارتجفت نبرة صوتها و سالت الدموع على وجنتها و قالت :
-هو لدرجة دي انا كنت رخيصة في نظره
-ديمة
قطعتها ديمة ببكاء :
-كفاية كدا، بس اذا كان أبويا شايفني كدا و اكتر...
فاقت ديمة و اصبحت تبكي بشدة، مر عليها الوقت حتى جاء موعد كتب الكتاب، و بعد أن انتهيت المراسم، ذهبت معه إلى شقتهم...
معتز بابتسامة :
-منورة بيتك يا عروسة
وضعت ديمة يداها على أذنيها و قالت بصراخ :
-مش عايزة اسمع صوتك
معتز بضيق :
-طب مش هتدخلي تغيري عشان...
قطعته ديمة بحدة :
-انسى اي حاجه، أنت اللي قررت تتجوزني فاستحمل
بدأ ينفعل و لكنه قرر أن يلتزم الهدوء قدر المستطاع و قال :
-بصي شغل الجنان و الهبل دا مش هيدخل عليا، و بعدين احنا اتجوزنا...
-و انت اصلا مش راجل قولتلك بحب واحد غيرك و انت مبتفهمش و لا عندك احساس، و بالنسبة اننا اتجوزنا بقا هخلي عمتك تحل الموضوع لأنك مش هتلمسني غير لو كنت ميتة.....
معتز بغضب :
-لا واضح انك مجنونه فعلا و انا هوريكي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي.....
رواية تحت جنح الظلام بقلم اسماء صلاح

تحت جنح الظلام Where stories live. Discover now