الأحمر.

636 20 19
                                    

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.







مع شروق الشمس التي رسمت لونًا بديعًا في المساء الزرقاء كنت ومجموعتي خارج المسكن المشترك منذ خمس سنوات؛ سرت أمامهم بخطواتٍ ثابتة واثقة لكنّي داخليًا اترعّد خوفًا من القادم لنا، كمجموعة واحدة بأعضاءٍ من مختلف الأجناس تتعرض بشكل دائم للحديث الفظ مع أن هذا لا يزعجني لكنه يضايقهم كثيرًا وهذا يغضبني أن يعتدون على حريتهم؛ يمكنهم سلب حريتي لكنهم يمكنهم تركهم بمفردهم.

كنت شارد الذهن أثناء سيري اتجاه السيارة التي سوف تقلّنا للشركة التي نعمل بها، حتى شعرت بأحد أعضاء المجموعة وهو يسحبني للخلف ثم صرخ بصوتٍ عالٍ:
"مارك هيونغ، سوف تتعرض لحادث؛ انتبه من فضلك."

ضحكت لطريقة كلامه ثم هززت رأسي أؤكد له أنّي سأكون بخير واتجهت لمقعدي الخاص جانب السائق، كنت قد طلبت من رئيس الشركة التي نعمل لصالحها أن يجعل لنا سيارة خاصة بنا مريحة وواسعة تحتوي على عدة وسائل للراحة، أمتعض في البداية لكنه وافق وهذا كان لصالحي.

حينما انطلقت السيارة بنا لاحظت أن أعينهم منصّبة عليَّ فقط دون أحد سواي، اخفضت رأسي للأسفل وضحكت بخفوتٍ ثم رفعته وقلت دون أن انظر نحوهم:
"لا داعٍ للقلق عليّ يا رفاق فأنا بخير مادام أنكم جواري."

أصغرنا يدعى بارك چيسونغ تعالت نبرته في الحديث معي للمرة الأولى وأنا أؤديده حينما صرخ:
"الآن تتكلم بهذه الطريقة وماذا بعد سوف نلقاك في المشفى إن لم يكُن نحن من سوف نرسلك إلى هناك؛ هيونغ من فضلك، أنا أرجوك ان تتوقف عن التفكير الزائد بنا؛ أمنح بعض الوقت لنفسك لداخلك وأفكارك الخاصة، نحن سنكون بخير فقط إن كنت أنت كذلك."

يعجبني خوف أصغرنا عليّ وهو لا يعلم أنّي أكره نفسي التي تتصرف بشكل أناني ولا تهتم بكم بشكل كبير، كنت غارقًا في أفكاري حتى انتشلني الصيني الأكبر قائلًا:
"أنت لست أنانيًا هيونغ، أنت لا تمنح نفسك القليل من الوقت لتنظر لنفسها في طريقة أخرى وتفكر بالطريقة المثلى للتصرف، دعكً عن التفكير بنا لوقت طويل وفكر في نفسك؛ لن نتوقف عن الحديث بهذه الطريقة حتى تنظر إلى نفسك قبلنا."

"عندما أغرق في العواطف؛ عالق بين الغيمتين في قلبي، هناك قوس قزح أعتقد أنه يشبه ابتسامتكم.."
قلت دون سابق إنذار وترجلت من السيارة بيد أننا وصلنا للشركة، لم أمنحهم الوقت في التفكير حول كلامي حتى طُلب منهم النزول والدخول خلفي.

كنت هكذا دائمًا شخصًا لا يفكر سوى بمن هم حوله ولم يمنح نفسه القليل من الوقت للتفكير بها وكيف يمكنها أن تكون صالحة وضارة، هم كانوا محقين في الحديث حول ذلك لكنهم لم يكونوا مكاني ولو لمرة واحدة ليعرفوا كمية الكلام القاسي الذي أسمعه من رئيس الشركة قبل أي حفل أو أداء.

طلب منا رئيس الشركة أن نتجهز لأجل الأداء بعد نصف ساعة فقط وهو لم يحدثنا حول هذا الموضوع سابقًا، صرفت الأعضاء لغرفتنا الخاصة وظللت أنا في مكتبه ثم افتتحت الحديث أنا بقولي:
"سيد لي أنت لم تفتتح هذا الأمر معنا في الأسبوع الفائت والآن تخبرنا بذلك وأنت تعلم بأنه لا يمكننا التجهُز في عشر دقائق فقط، ألا يمكنك منحنا بعض الوقت الزائد؟"

"هل تصرخ في حضرتي وفي مكتبي، بيد أنّي لم اعلمك كيفية التعامل مع من هم أكبر منك؛ يمكنك التصرف خلال عشر دقائق ولن أزيد وإن لم تفعل سيلغى الأداء."
تناثر الورق الذي رماه على الأرض وشعرت بأن المكتب سوف يهدم بعد صوته الحاد حينما صرخ بي، أعلم بأنّي رفعت صوتي قليلًا لكنه لا يمكننا التصرف في عشر دقائق لأداء ثلاث أغانٍ واحدة منهم جديدة.

"سنتصرف خلال هذه الدقائق القليلة."
قلت بصوت شبه منخفض ثم خرجت من المكتب اتجاه الغرفة التي نتدرب بها؛ داخلي تقام حربًا شرسة لا توقفها سوى حربًا أخرى، دخلت الغرفة وعلى الفور تجهزت للتدريب السريع أمام أعينهم المتفاجئة.

لم يتجرأ أي أحد منهم على الحديث عمّ يجري هم فقط تتبعوا ما أفعل وحينما انتهيت، قلت دون أن أنظر اتجاههم:
"سوف نذهب للأداء لا تفتعلوا أية مشكلة وكونوا في النهاية جانب بعضكم البعض؛ لن أتحمّل كلامًا أخر من رئيس الشركة بعد الآن."

التفت مقابلًا وجوههم ثم أكلمت كلامي بصوت خفيف:
"لا أشكي لكم همي ولا أرغب في أن تكونوا مكاني. لكنّي تعِبت من كلامي القاسي معي في كل مرة يخطئ بها أحدًا منكم غير ذلك هو لا ينفكُ عن إخباري بأنّي السبب في أخطائكم تلك وبأنّي قائد غير مسؤول كالأخرين؛ لذا من فضلكم أبلوا جيداً."

لم أكُ قاسيًا عليهم بل كنت بحاجة لمن يصغي إلي في مثل هذه الأوقات، لم أكُ أرغب في ادخالهم في هذه المشاكل المعقدة لكنّي أنسانٌ في النهاية وأمتلك قلبًا وعقلًا وفكرًا خاص بي، كنت كلون واحد من الوان الطيف السبعة منفردًا مميزًا عنهم.












قوس المطر|KBROmance ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن