ثمن الخطيئة

370 31 15
                                    

البارت السادس بعنوان : ثمن الخطيئة

؛ ؛؛ في غياب الثلج.......... تعلم أن تنضج في الجليد ❄ ❄؛؛؛

الخوف من الفقدان يدفعنا لفعل أمور متهورة..... نفعل أشياء كثيرة دون تفكير..... ربما نجرح من نحب دون إدراك أن أصعب ألم أن يكون آخر حل لنا هو جرح من نحب....
ربما تعذب الآخر لأنك تتعذب به وأنت تتعذب به لأنك تحبه ولا تستطع ترك حبه... فلا تقف وأذهب إليه وأحمه من نفسك و من كل من حولك....... ✨

" ريان... لا.. لا يمكن!!!!"
" ميران... ماذا تقول ماذا يحصل؟؟؟ !!!!"
" لقد خدعنا ذلك الوغد... اسمعوا  أكملوا أنتم مهمتكم وأنا سأذهب لألحق بريان..."
ذهب مسرعاً تاركاً إشارات إستفهام لكل من خلفه....
ركب دراجته وأنطلق متجاوزاً السرعة القانونية... ففي الحب تتغير الموازين... تتغير القواعد... تتغير القوانين....
عندما تتأذى شعرة منها سيقلب الدنيا.... حاول الإسراع قدر المستطاع ليصل في أقرب وقت... ولكن المسافة لا تنقص مهما فعلنا.... فقط نشعر أنها تزداد... نشعر أن الطريق أصبح أطول لأن وجهتنا مختلفة هذه المرة

🍂🍁🍂 🍁 🍂 🍁 🍂 🍁 🍂 🍁 🍂 🍁 🍂 🍁 🍂
وفي المنزل....
فتحت ريان الباب و أنارت الأضواء .....
" تفضلي... هيا أقول لكي إدخلي"
" ريان أرجوكي... لا أعتقد أن دخولي سيكون جيداً... لا أريد أن أخلق مشاكل أكثر"
" آسو... أختي.. ثقي بأختك لا يحق لأحد محاسبتك... لكي في هذا المنزل ما هو لي... هي أرجوكي سيفهمك الجميع"
هزت برأسها بمعنى نعم و خطت اول خطواتها داخل البيت... كم تمنت منذ زمن أن تكون معهم في هذا البيت... إن تكون بجانب أختها....
" هيا إجلسي لأضع الأغراض "
" ريان... هل لي بسؤال؟؟؟!!!! "
" تفضلي!!! "
أنزلت عيونها إلى الأرض... مهما جرى لا تستطيع نسيان حب حياتها...
" أين كوزغون الآن؟؟؟؟!!!! أعني هل هو بخير؟؟!!!"
إبتسمت ريان وأتت لتجلس بجانبها...
" لم أكن أعرف... لم أتوقع ذلك... لقد عملنا السيد هزار أننا متساوون ولكن في قلبه لم يستطع أن يقنع ذاته بذلك الكلام أولاً"
" لا تقولي ذلك... اساساً هو كان يعلم بعلاقتكما أنتي وميران ولم يقل شيئاً... ولكن أنا وضعي مختلف... لقد أحببت شاباً أصغر مني بأربع سنوات... هل كان سيوافق.. طلب مني أن أبتعد وأترك إبنه بحاله فهو كان لا يزال مراهقاً وأنا على اساس كنت ناضجة... لبيت طلبه وتركت البيت ذلك الحريق اشتعل بقلبي أولاً قبل أن يشعل به ... ولكن كنت أعلم أنه لن يتركني سيأتي ليعتذر عن إتهامه لذلك أوهمته أنني اذهب إلى مقاهي ليلية وأنام هناك حتى يكرهني...لم أكن استطيع جعله يتعذب... ربما خربت بذلك  إحساس الإمومة الذي كنت اشعرك به  "
" ولكنكي أخطئتي... كان عليكي على الأقل أن تخبريني أنا ولا تجعليني أقف ضدك كل هذا الوقت "
أنزلت عيونها إلى الأرض... تخجل من فعلتها...
" أعتذر "
" لا عليكي... وعلى سيرة إحساس الإمومة... اعطني يدك "
أمسكت ريان بيد إختها ووضعتها على بطنها.. لتنظر لها آسو نظرة فضولية...
" ستصبحين خالة عما قريت... ستأتي إلينا فتاة جميلة تشبهك.. أو ربما شاب قوي مثلك"
إحتضنت الإخت إختها وهي تبكي.. إختها الصغيرة ستصبح أماً.. ستصبح خالة لطفل صغير بطيبة اختها
" مبارك لك.... أو يجب أن أقول مبارك لكما... لا شك أن ميران سعيد بذلك"
إبتسمت بحرقة وهي تنظر إلى الساعة... ربااه!!!  لقد تأخروا.... هل حدث شيئ معهم؟؟؟!!! .... هل أصابهم مكروه؟؟!!،، ... هل أمسكوا بهم؟؟!!!! ... هل دفعوا ثمن أفعالهم هكذا؟؟؟!!، .... وماذا عنها؟؟!!،، .... هل سيأتون إليها أيضاً ليمسكوا بها؟؟!!!، .... هل ستلد طفلتها في إحدى زنزانات السجن الموحشة؟؟؟!!!!... إم ستربي.طفلها لوحدها ؟؟!!!! هل سيعيش طفلها حياة بائسة مثلها.... أم سيرمونه في الشارع بعد أن تلده؟؟؟.... هل سيعيش في الشارع مثل والدته؟؟؟!!!.... هل سيجد شخصاً جيداً يعتني به؟؟؟!!!! أم ماذا؟؟ !!!!
إنتشلها صوت إختها من أفكارها المشؤومة... تلك الأفكار المرعبة التي شلت حركتها....
" ريان... أتسمعينني؟؟؟؟ هل أنتي بخير؟؟؟!!!! ماذا حصل لك؟؟؟!!!"
نضرت نحو إختها بعيون دمعة...
" لماذا؟؟؟!!!! لماذا  ذهبتي؟؟؟!!! لماذا جعلتني أعاني لوحدي؟؟؟!!!! لماذا لم تأتي من قبل؟؟؟!!!! .... لما كل هذا؟؟؟!!!!"
أحتضنتها آسو تهدأ من لوعة بكائها... بدأت تشهق مثل الأطفال وكأنها شعرت بما سيحل بها.... وكأنها أحست بالمصيبة القادمة... بدأت تبكيها قبل أن تأتي... تبكي مصيبتها القادمة.....
" أعتذر.... أعتذر يا ريان.... لم أقصد ذلك... ولكنني لم أستطع... لم أستطع أن أعيش حياة الفتاة المنبوذة.... لم أستطع تحمل حقد الجميع..... لم أستطع تحمل بغض الرجل الذي رباني... بغض السيد هزار و نضراته... لم أحتملها.... حتى كوزغون و نضراته لم أحتملها... نضراة الجميع القاتلة.... لم أحتملها.... وكأن همي لم يكفيني أتى  السيد هزار وطلب مني الرحيل دون أخبار أحد... قلت له دعني أفسر لأختي على الأقل لكنه قال إن فسرتي لها فلن تسمح لكي بالرحيل... أعتذر "
إبتعدت عنها ومسحت دموعها... حاولت تجاوز التقلبات النفسية التي تصيبها... هل هذا بسبب الحمل أم بسبب الحاسة السادسة التي لديها.... تلك الحاسة التي تنبهها....
" تمام.... لا عليكي... سأعد شيئاً لنشربه "
أمسكت بيدها تمنعها من الحركة.... لم تعد تستطيع الكلام فكيف ستسمح لها أن تتحرك....
" إجلسي أنتي.... سأذهب أنا بنفسي... إرتاحي"
تقدمت نحو المطبخ تملئ الإبريق بالماء وتضعه على النار وتذهب نحو الأدراج تخرج منها كيساً مليء بالأعشاب الطبيعية...
سمعت ريان صوت الماء وهو ينزل في الإبريق....
" أسيانا... ماذا تفعلين لما الإبريق"
" لن أعد الشاي أو القهوة سأعد لكي بعض الأعشاب الطبيعية... أفضل لكي ولطفلك"
قطع صوت جرس الباب حديثهما... تركت آسو الأغراض من يدها وذهبت لفتح الباب.....
" تفضل.... كيف أخدمك؟؟؟!!!!"
" هل هذا هو منزل أولاد السيد هزار"
" رحمه الله.... نعم هذا منزله كيف أخدمك "
" لدنيا هذا الطرد لكم.... هل لكي أن توقعي "
أخذت الطرد من بين يديه ووقعت على الأوراق التي بين يديه بعد أن تأكدت منها فهي من النوع الحريص.....
" من هذا يا أختي؟؟؟!!!! "
" إنه ساعي البريد... جلب لكم هذا الطرد "
إنتزعت ريان العلبة بسرعة غافلة عما في داخلها.... غافلة عن السم الذي بداخلها..... ذلك السم الذي سيقتل روحها قبل روح الجنين الذي بداخلها.....
" أعطني إياها..... إنها حلوى!!!!! ربما أرسلها ميران تعبيراً عن أسفه لتأخره "
ضحكت أختها بأستهزاء.... ما هذا التحليل الخارق الذي وصلت إليه....
" لا أضن.... يعني لو كان ميران كان سيجلبها بنفسه لن يرسلها مع ساعي بريد يكشف به عنوان منزلكم"
" ربما.... ولكن لا أضن.... غير ذلك منضرها لا يقاوم.... ما هذه الرائحة؟؟؟؟!!!! "
" يا ألهي!!!! لقد نسيت الإبريق على النار.... جفت مياهه"
هرعت راكضة نحو المطبخ وقلبها غير مطمئن من ذلك الطرد....
" ريان لا تأكليه قبل مجيئ ميران....علينا أن نتأكد من مصدرها أنتي حامل ولا يجوز أن تأكلي أي شيء "
لم تسمع رداً على كلامها..... أمسكت بيدها إحدى الخرق الموجودة لتمسك بها الإبريق الذي أسود من نار الموقد....
" ريان.... لقد جفت المياه... هل أسخن مرة أخرى أم نؤجلها  للغد تشربينها صباحاً بدلاً من قهوتك الصباحية الضارة.... ريان... لما لا تجيبين "
تركت ما في يدها وإتجهت نحو الصالون لتجد ريان تتقيأ ما في أحشائها وتشد بقبضة يدها على بطنها....
" ساعديني...".
نطقت كلمتها بعجز..... لم تشعر بنفسها إلا وهي تتهاوى لتسقط أرضاً مغشياً  عليها إثر ما تناولته....
" ريااان!!! ماذا حصل "
ركضت نحوها بسرعة... رفعت رأسها إلى الأعلى قليلاً... نضرت حولها نحو الطرد الذي وصل...
" سحقاً.... قلت لها لا تأكلي.... رباااه!!!!! ماذا أفعل؟؟؟!!!"
حركت  رأس إختها قليلاً.... لا يزال هنالك شيء عالق في فمهما... لم تبتلع قطعة الحلوى بعد..... علقت القطعة المسمومة بحلقها كما علقت التفاحة بفم بياض الثلج التي رقدت في قبرها الزجاجي تنتطر أميرها ليأتي وينقذها..... ولكن هنا الوضع مختلف لم يكن لدى  بياض الثلج طفل في بطنها تخاف عليه إن رقدت لوقت طويل..... لن تستيقظ بقبلة.... لن تحمي إبنها إن إنتطرت قدوم البطل.....
وقفت إختها عاجزة لا تدري ماذا تفعل... أدخلت يدها وحاولت جعلها تبزق تلك القطعة.....

حبي الأناني Where stories live. Discover now