مخرِّب المحصول

28 5 23
                                    


تلابيب ثوبي شجِنة عن تقطير الحزن من ذقني،
تدنو منها أغصان الأشجار الرفيعة وتبكي.

------------

بعدما انتهيتُ من قص تجربة طفولتي على (آليان) ونحنُ نتمشى على ساحل البحر الممتد إلى ما لا نِهاية قابلتني بسخرية وقالت:

« هذا غير منطقي..»

سألتُ: « أيجب أن يكون؟»

« نعم لأنه في حالة لم تلاحظي، نحنُ لا نعيش في عالم ديزني!»

« وأنتِ في حالة لم تلاحظي، فنحنُ نتمشى على هذا الرصيف منذ أربع ساعات ومازلنا نقف عند نفس السفينة.»

الحل الوحيد للتحدث مع هذا المخلوق هو برد السخرية بسخرية. وهذا منهك، أنا إنسان مسالم وجاد.

سألت:« ولِم أنا عالقة هنا؟»

« لا أعلم..»

« ظننتُكِ تعلمين كل شيءٍ هنا!»

رددتُ عليها بهدوء:« تذكري بأني لا أعلم حتى طريق العودة.»

همست:« تبًا لك.»

ولكنني سمعتُها، وسمعتُ أيضًا صوت صراخ حاد فعقدت حاجبي ونظرتُ لها وهي تنظر للغابة، ها قد بدأت ملامح العالم بالظهور

بدأتُ بالركض ناحية الصوت فصرخت من خلفي:« إلى أين ذاهبة؟ يالكِ من غريبة أطوار! » ولكنني أعلم بأنها ستلحقني على أي حال

اختبئتُ خلف شجرة فوجدتُ عجوز واقفة بعيدًا وتبكي، كنتُ سأتَّجه نحوها ولكن (آيان) منعتني، وأشارت لي بإصبعها على رجل طويل بلباس مهندم، يذهب لها ويتحدث معها.

فجأة قامت تلك العجوز بالإشارة علينا.

نظرت كلتانا للأخرى بخوف.

بدأ ذلك الرجل بالركض بسرعة نحونا، فركضنا بدورنا، توغلنا في المدينة ووسط الأسواق ونمسك يدي بعضنا البعض، حتى وصلنا لمنزلي، فدخلنا وأغلقنا الباب خلفنا بالترباس.

ثم جلسنا على الأرض نلتقط أنفاسنا.

« لماذا تهربان مني؟»

أتانا صوت رجل متعب، فما كان منَّا سوى الصراخ ونحن نرى الرجل الذي نهرب منه واقف أمامنا.

« كيف دخلتَ إلى هنا؟»

« قفزتُ من على السور.. وكسرتُ النافذة.»

Has llegado al final de las partes publicadas.

⏰ Última actualización: Nov 25, 2022 ⏰

¡Añade esta historia a tu biblioteca para recibir notificaciones sobre nuevas partes!

اختفاءDonde viven las historias. Descúbrelo ahora