رفت رأسها للأعلى ما ان لمحت عدة فراشات تقترب منها، ثم بدأت الفراشات القرمزية تتجه من ليليث ناحيتها وتقف على جسد ريدا. وفجأة شعر بألم كبير بذراعها لتتسع عينيها بذعر ما ان نظرت لمصدر الألم!

تلك الفراشات.. تأكلها! انها تأكل لحمها بسرعة غريبة مسببة ألم شديداً للغاية. بدأت ريدا بالصراخ فجأة، وصراخها كان قوياً للغاية جعل كلاً من دينيس ودانيال يجفلان باستغراب، ليدل ذلك الى ان لا أحد سواها وليليث التي تبتسم يرى ما يحدث!

"ريدا!! ما بك؟" تلكم دينيس بفزع متقدماً من شقيقته محاولاً امساكها وتهدئتها. الا انها كانت تتراجع وتصرخ بخوفٍ كبير للغاية.

تقدم دانيال ممسكاً ذراع ليليث لينطق بنبرة فزعة، "ليليث!!" تجاهلته الأخرى محدقة بسرور للتي تصرخ وكأنها لم تسمعه يناديها.

"ليليث!" اخترق صوت هاركين ما كانت هي فيه! لتستيقظ وتبهت ابتسامتها المستمتعة وتتسع عينيها محدقة بريدا التي تنظر بطريقة مجنونة لجسدها بالكامل والذي لم يحصل له أي شيء مما رأته قبل قليل! والفراشات الحمراء التي اختفت فجأة.

وقعت ريدا فاقدة وعيها ارضاً! لينحني دينيس ناحيتها بتشوش وصدمة مما كانت فيه توأمه. حلّ الصمت الشديد المكان وحتى الانفاس لم تكن مسموعة.

رفعت ليليث عينيها من على ريدا لتحدق امامها بديلين ثم لازار الذي يقف بجانبه واخيراً بألثيا التي تقف خلف ديلين وتحدق بليليث بعينين متسعتين.. بل الجميع يحدق بها.

استدارت لتقابل عينيها عينيّ هاركين لعدة ثواني فقط، قبل ان تسارع بإبعاد عينيها والابتعاد دون ان تلفظ حرفاً واحداً تاركة إياهم خلفها.

.

.

.

~ليليث

ابتعدت من ذاك المكان عن عيونهم التي تحدق بي بغرابة. لست اعلم اين اتجه ولم اهتم حقاً. كل ما كان يجول بعقلي هو ما فعلته هناك!

لست متأكدة مما حدث وكيف حدث، حتى تلك الفراشات القرمزية.. لا أعلم كيف استدعيتهم او كيف ظهروا، لكنني متأكدة بأنني انا السبب.

فكل ما شعرت به في ذلك الوقت هو انني حقاً اريد ان أؤذيها.. اؤذيها لدرجة ان لا تجرؤ حتى على النظر لألثيا . أردت ان امحو نظرتها المتكبرة والسعيدة لما فعلته. للحظة، أردت ان تموت.

لم أستطع تقبل فكرة ان الثيا تأذت بسبب ريدا، التي لم تكن لتعلم من هي الثيا لو لم أكن برفقتهما.. فبالنهاية، هي تأذت بسببي.

لم اتخيل بأن أكثر شخصٍ اعتدت ان يكون قريباً مني، مستعد لفعل أي شيء لإيذائي! ولماذا؟ لأن الشخص الذي يعجبها معجبٌ بي.

انا لا اشعر بالندم لما فعلته لها قبل قليل، بل بدلاً من ذلك أشعر بالانزعاج من نفسي، لأنني استمتعت برؤيتها بتلك الحالة.. بكوني استخدمت طريقة كتلك للانتقام منها..

Ice Rhythm || إيقاع جليديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن