الفصل الثالث

297 14 0
                                    

عندما استفاقت سيفدا من غيبوبتها لم ترى الا ظلام دامس، كانت مقيدة على كرسى ، شعرت ان الحبال تحيط بأكتافها وذراعيها منتهية بتكبيل يديها الاثنتين مضمومتين فوق قدميها ومعصوبة العينين ، حاولت فك نفسها فلم تستطع … كان صوت انفاسها المتسارع من الخوف وهى لا ترى شيئاً ولا تعلم إن كان هناك أحداً ما حولها هو مايكسر الصمت الذى يحيط بها حتى عندما حاولت ان تجد صوتها لتتحدث استغرقت ثوان قبل ان تقول بصوت مهزوز

 " هل هناك أحداً هنا ؟؟ ماذا تريدون منى لما خطفتمونى ؟؟ "

لم تسمع الرد فحاولت تهدأة نفسها والتفكير فى كل الإحتمالات جلست قبالة النصف ساعه استشعرت ان الهدف منها هو زعزعة ثقتها وإثارة خوفها حتى تنهار أعصابها لذلك حاولت السيطرة على أعصابها وتذكرت كلام أصلان عن الأعمى الذى يركز حواسه الأخرى ليستخدمها ويعوض بها فقدانه لبصره وهذا ما حاولت فعله ركزت كل طاقتها لتستمع لما حولها من أصوات سمعت أصوات هامسه بعيدة تقول " إلى متى سنترك هذه الشرطية فى الداخل لا أعلم هل جن ميشيل ليجعلنا نختطف شرطية " تشتت انتباهها لثوان عندما سمعت اسم الرجل وعندما حاولت إستعادة تركيزها ظهر أمامها وجه أصلان حاولت ان تستنجد به فى خيالها بالرغم من ثقتها ان ما تفعله ضرب من الجنون فكيف سيشعر بها او يعلم مكانها ولكنها مع ذلك لا تستطيع ان توقف التفكير به فى هذه الظروف بالذات فبدون إرادتها مجرد التفكير به يشعرها بالأمان والأطمئنان كيف لا وقد كان طيلة سنوات عمرها الثمانية الماضية مثالاً لبطلها الخارق المجهول....

سمعت صوت فتح الباب وغلقه يتبعه صوت اقدام تمشى ببطء تجاهها فبدأ صوت انفاسها يعلو مع خوفها المترقب عندما سمعت صوت اجش يقول بتركية سيئة " المفتش سيفدا أخيراً التقينا عندما رأينا وجهك فى كاميرات الفندق فى ألمانيا وبحثنا عنك اصابنا الفضول ماذا تفعل ظابط شرطة مع رجل أعمال غير نظيف واعماله مشبوهه ككمال كارتاى "

حاولت تبين مكان المتحدث وما ينتويه من نبرة صوته فلاحظت ان صوته يأتى من اتجاهات مختلفه كمن يتكلم بينما يتحرك في الغرفة أيابا وذهاباً فتوقعت انه يختبرها من خلال اجوبتها فأجابته " لا أعتقد ان هناك قانون يمنع ان تصادق الظابط رجل الأعمال فكمال هو حبيبى ولكنى لا أفهم ما دخله بكم وكيف تعرفونه "

توقفت صوت خطوات الرجل امامها وعلى ما يبدو انه اقترب منها قليلاً وتأكدت عندما جاءها صوته قريباً " اخبرتك ان اعماله مشبوهه وهو يعمل معنا ولم يفى بجانبه من الاتفاق الاخير الذى كان بيننا "

تصنعت الحيرة والاضطراب وقالت بصوت مهزوز " أنا لا أعلم أى شئ عن عمله كل ما اعرفه انه رجل اعمال يعمل فى الاستيراد والتصدير لم اتخيل يوماً انه يعمل فى الاعمال الغير مشروعه ولكن الا تظن ان اخبار ظابط أمراً كهذا فيه خطوره عليكم كما عليه يعنى إن أمسكت به فمؤكد سيعترف عليكم حتى ولو للانتقام منكم"

حرب الفراشة بقلم رويدا نبيل تميمWhere stories live. Discover now