الفصل الثاني

390 12 0
                                    

جلست سيفدا على الأرض بين الأوراق والملفات الكثيرة المنتشرة حولها ، كانت تبحث فى أوراق عمل وأبحاث والدتها علها تجد أى شئ له علاقة بأصلان فهى لم تستطع طرده من تفكيرها منذ تركها منذ ثلاثه أيام حاولت فيهم الوصول إلى أى معلومة تخصه بين الأوراق الموجودة فى أرشيف القسم بالطرق التقليدية القديمة حتى لا ينكشف أمرها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل حتى أوراق والدتها التى راجعتها عشرات المرات آمله أن تجد شيئاً جديداً بها قد غاب عن نظرها في المرات السابقة ولكن ما لاحظته و أثار تساؤلها هو أنها كانت تتذكر أن لعمل والدتها دخل بالطفرات الجينية ولكنها لم تجد أى بحث أو ورقة فى هذا المجال مع إنها تتذكر جيداً أنها رأتها يوماً تعمل على بحث بخصوص هذا الموضوع .......
أغمضت عينها عندما فاجأها ألم شديد فى رأسها جعلها تترك الأوراق تقع من يدها لتمسك برأسها لدقيقة ثم أختفي ،
تنفست الصعداء وهى تفتح عينها وتحدث نفسها ( ربما يجب أن أريح نفسى قليلاً فثلاثة أيام انهكت بهم عيني فى التدقيق فى الأوراق دون نتيجه )
عندها رن هاتفها لترد على تولجا بصوت منهك
" نعم تولجا ... متى وقعت الحادثة .... تمام أرسلي لى الموقع وسآتي فى الحال "
وصلت مكان الحادث فى الغابه على طريق فرعي خارج حدود المدينه اقتربت من الجثة تدقق بها ثم اشاحت ببصرها وأغمضت عينها تقززاً بعد ان وقفت بجانب تولجا لتسمعها تقول لها
" كما ترين يبدو من جسده انه رجل فى الثلاثينات ومن المرجح أنه قتل قبل عدة ساعات أسلوب القتل غاية فى الوحشية فملامح وجهه مختفية بالكامل "
قالت سيفدا بإشمئزاز " من يمكنه فعل ذلك أنه وحش لقد سلخ وجهه "
ثم اقتربت من جسده تتفحصه قبل ان تقول  " هناك أثر رصاصة مرت من رقبته وخرجت من الناحية الأخرى أعتقد أن من فعل ذلك قام بقتله أولاً ثم سلخ جلد وجهه بعدها "
ثم التفت حوله لتفحص المكان فوجدت آثار سحب قدمين والتى تتبعتها لتجدها تقودها الى اول الطريق، قامت بتفحص المكان حولها فوجدت الرصاصه مستقره فى شجره فنادت على باقى الفريق لتريهم وهى تقول بأسلوب عملى " أعتقد أن القتيل نزل هنا أو يمكننا القول انه كان يحاول الهرب الى داخل الغابه من قاتله الذى عاجله برصاصه اخترقت رقبته لتمر وتستقر فى هذه الشجره ثم سحبه القاتل الى داخل الغابه ليقوم بمحو ملامح وجهه وطبعاً ذلك كي لا يتم التعرف عليه "
عادو بعدها الى القسم لينتظروا تقرير ليفانت بعد تشريح الجثة و ذهبوا إليه فى المشرحه بمجرد إتصاله بهم
نظر ليفانت لهم بحيرة وقال " هذا الرجل مجهول الهوية كلياً القاتل لم يزل ملامح وجهه فقط بل قام بمسح بصماته أيضاً ومع الأسف ليس لديه قاعده بيانات عندنا تخص حمضه النووى فلا يمكننا معرفه من هو إلا عندما يبلغ أحد أقاربه عن إختفائه ونقارن حمضه النووى لنعرف حقيقة قرابتهم "
قطبت سيفدا حاجبيها وقالت منفعلة " ماذا تقصد هل هكذا بكل بساطة سيفلت القاتل دون عقاب انا لن اسمح بحدوث بذلك مرة أخرى  " ثم تركتهم وذهبت الى مكان الحادثة وعندما كانت تدقق فى المسافات وتعيد تخيل لحظة وقوع الجريمة ومسافة إطلاق النارعاودها الصداع مرة أخرى ليختفى ويحتل مكانه لمحات من الذاكرة لحادثة والدتها عاودتها الذكريات للحظات كما لو كانت تحدث فى الوقت الحالي ، أفاقت من ذكرياتها بعدما إنتهى ألم رأسها لتجد نفسها تجلس على الأرض بجانب شجرة تلهث بتسارع فتحت عينها وأستقامت وهى تستند على جزع الشجرة قبل ان تعود الى سيارتها لتصعد عائدة إلى القسم وهي عازمة على اكتشاف الحقيقة قاصدة مكتب الأرشيف لتبحث عن كل الحالات التى قيد فاعلها ضد مجهول او كان القتيل مجهول الهوية أخذت كل الملفات معها الى المنزل لتدرسهم جميعاً حاولت الربط بينهم وقسمتهم الى مجموعات ولكن ما أهتمت به بالأخص هى القضايا التى قيد فاعلها كحمض نووى تالف أمسكت ورقة وقلم لتكتب أسماء القضايا لتخرج منها اسهم مشيرة لمكان حدوثها و طبيعة عمل القتيل لتعود وترسم دوائر ثم خطوط ثم تعود مرة أخرى لمتاهة تلف الحمض النووى وعدم الإستدلال على الفاعل لم تستطع الربط بين الحالات فقسمت الحالات لذكور وإناث وحاولت البحث عن أى رابط يربط بين الذكور على حدى والإناث على حدى فبحثت عن طبيعة عملهم ومعلومات عنهم فى المتصفح الإلكترونى حيث لم يكن فى الذكور غير ٥ حالات فى الثمان سنوات الماضية أخرهم قتل منذ سنة لاحظت أن جميعهم كانوا يقضون أغلب عامهم خارج تركيا ويعملون أعمالاً صورية فقط داخل تركيا ولا يزوروها الا مرة كل بضعة أشهر ليقضوا بضعه أيام ثم يعودوا حاولت البحث عن سجل أسفارهم فلم تصل الا لأخر قتيل بينهم ووجدت أن هناك الكثير من السفريات له مابين برتغاليا والمانيا واسرائيل كما قرأت إشاعة عنه تقول ان اصله ليس تركى وقتها دق ناقوس الخطر فى عقل سيفدا بينما حاولت البحث عن أى معلومات أخرى عن باقى المقتولين حتى ولو كانت بلغات أخرى فكتبت البحث بالإنجليزى لتوسع إفق البحث ولكن كل ما وجدته أن أغلبهم كان يعمل فى التجارة خارج البلد كما أن جميعهم من أصول غير تركية كما أن ظروف مقتلهم جميعاً كانت غامضة أمسكت صور الجثث جميعها وفردتها أمامها ثم فجأة لاحظت شيئاً فأقتربت تدقق فى الصور حيث لاحظت أن ثلاثة من القتلى لابد أن يكون قاتلهم أعسر وقتلهم مستخدماً يده اليسرى كما أنهم أشخاص مجهولين الهوية لم يستدل على أقاربهم او يبلغ أحداً عن فقدانهم كما لم يجدوا معهم ما يثبت هويتهم وقتها تذكرت أصلان حاولت تذكره وهو يداوى جرحها هل كان يستخدم يده اليسرى ام اليمنى فلم تستطع التذكر أرادت أن تصل له بأى طريقه لتعلم إن كان له علاقة و صله بتلك القضايا فتوجهت لبيت صديقه الذى قابلها بعبوس و عدم ترحاب مستفسراً عن سبب زيارتها فسألته " هل علمت شيئاً عن أصلان كورت "
زفر ضيقاً وقال " حقاً لقد أصبح الأمر غير منطقى ان تأتى لبيتى ثلاث مرات لتسألينى عن شخص ميت "
قاطعته وقالت " كيف علمت أن هذه هى المرة الثالثه التى آتى لبيتك فأنت لم تقابلنى غير مرتين "
تلعثم أردا و قال " لدى كاميرات ورأيتك وانت تأتين للمنزل"
ردت عليه بثقة " لا أعتقد ان لديك كاميرات هنا فهذا أول ما بحثت عنه فى بيتك ولاحظت عدم وجود كاميرات وها نحن هنا إن كان لديك أرنى إياها "
أكملت وهى تقترب منه بقوة عندما لاحظت إرتباكه " على اى حال أنا لست هنا بصفه رسمية ولا أريد الضرر لكم فقط أريدك أن تخبر أصلان أننى أريد التحدث إليه "
ثم القت كلمة أخيره وهى تغادر قائلة " هو يعلم كيف يجدنى "
مر يومان أخران لم يظهر بهم أصلان او يحاول التحدث إلى سيفدا التى كانت ستجن من التفكير وتريد التأكد إن كان له يد فى تلك الجرائم ضحكت مستهزئة وهى تقول " كأنه سيخبرنى "
سألته تولجا " ماذا ؟!! من تقصدين ؟ "
انتبهت سيفدا على نفسها ونظرت اليها وقالت " أفكر فى قضية القتيل المجهول ألم يبلغ أحداً عن إختفاء أحد أقاربه ؟ "
مطت تولجا شفتيها وقالت " لا شئ كم أشعر بالشفقة عليه يموت هكذا و بتلك الطريقة البشعة دون ان يسأل عنه أحد أو حتى يطلب له الرحمة ما رأيك أن نصنع له نحن بعض الحلاوة ونوزعها على روحه "
رمقتها سيفدا بنظرة أخرستها ثم قالت وهى تتنهد " حقاً هل تفكرين فى من سيصنع له الحلاوة ولا تفكرين أن الذى قتله بتلك الطريقة مازال ينعم بالحرية وربما يخطط لقتل شخصاً أخر "
رفعت تولجا يديها استسلاماً أمام وجهها وقالت " حسناً معك حق ولكن يعنى إن لم يظهر له قريب حتى الأن فستحفظ قضيته كغيره من القضايا "
ضربت سيفدا بيدها على المكتب وقالت " وأنا لن أسمح بذلك لا أتحمل المزيد من الجرائم التى يفلت مرتكبوها من العقاب "
عاد أصلان لمنزله من رياضته الصباحية فى تسلق الجبال وأخذ بريده من الصندوق ودخل لمنزله كأى شخص عادى ثم بمجرد دخوله للمنزل أغلق الأنوار وأعتم ضوء المنزل ثم فتح ضوءاً فسفورياً وأمسك بصحيفة اليوم ليتطلع الى الصفحات كمن يبحث عن شئ حتى ظهرت أمامه رساله مكتوبه بحبر سرى لا يرى الا تحت الضوء الفسفورى وبإستخدام نظارة خاصة
( العميل أ.ك تم إكتشاف هوية قاتل عميلنا وقد هرب إلى ألمانيا بعد سرقته للأوراق التى كانت مع عميلنا والتى تخص عملياتنا القادمة واتفاقياتنا مع البرتغال يجب تصفيته فوراً قبل أن تقع فى يد أحد وقت العملية صباح الغد ويجب أن تتم فى خلال ٤٥ ساعة حيث علمنا من خلال وسائلنا أنه سيعود لبلده لتسليم الاوراق بعد ثلاث أيام
ملاحظة : يجب عليك توخى الحذر فحياتك فى خطر هناك ظن بأنه تم التعرف على شخصيتك ونظن بأنك الهدف القادم "
خلع أصلان نظارته ثم توجه بالصحيفة الى المدفأة المشتعله والقاها بداخلها لتحترق وأمسك بتذكرة الطيران يتطلع الى وقت السفر وهو يفكر فيما سيحتاج اليه فى العمليه وكيف سيقوم بها فى نفس الوقت الذى دق فيه حاسوبه برنه يعرفها فهناك شخصاً يبحث عنه فنظر اليه ثم زفر فى ضيق وأخذ مفاتيح سيارته وخرج من المنزل "
قالت سيفدا لنفسها وهى تجلس أمام حاسوبها وتكتب إسم أصلان كورت فى البحث " حسناً أصلان إن لم تأت إلى بإرادتك سأجعلك تبحث عنى "
كتبت كل ما يمكن أن يستفزهم بل وقامت بوضع صورته التى أخذتها من الملف الذى يخصه عند ليفانت على جهاز الكشف عن الشخصيات ليربط ملامح وجهه بمثيله من خلال الصور المحفوظة عندهم لهويات الاشخاص لتعلم بأى شخصية وإسم يعيش بينهم دقائق معدودة وظهر لها الأسم ( كمال كارتال ) رجل أعمال يعمل فى الإستيراد والتصدير ولذلك يسافر بكثرة " شخصية نموذجية للتخفى بها إذن أعتقد أن هذا يكفى لأستفز من يحمونك لقتلى لنرى أصلان بك إن كنت ستحمينى هذه المرة أيضاً "
إنتظرت ساعة بالمكتب وقبل ان تتخذ قرار الخروج وجدت مكتبها محاط برجال الأمن تقدم أكبرهم منها قائلاً
" المحقق سيفدا دورال أنتى مطلوبة للتحقيق معك "
نظرت بتساؤل حولها وهى تسأل " التحقيق معى لما ؟؟ "
رد الرجل بتلقائية " ليس لدى أوامر للتكلم تفضلى معنا وستعلمين كل شئ اثناء التحقيق "
دخلت سيفدا غرفة مديرها الذى استضاف أفراد الأمن عنده وجدته ينظر إليها بقلة حيلة فعلمت أنهم قد إتخذوا الحكم السبق عليها ، تحدث ظابط الأمن " المحقق سيفدا أنتى متهمة بتبديد أوراق مهمة تخص القضايا التى تعملين عليها و التستر على معلومات تخص القضايا التى تعملين عليها "
قبل ان تنطق بكلمه أكمل كلامه موقفاً اياها بحركة يده " وجدنا تلك الأوراق فى منزلك كلها تخص قضايا سابقه ولقد دخلتى الأرشيف بعد خداع الموظف وأخذ تلك الأوراق بدون أذن رسمي كما انك متهمه بإقتحام بيت دون إذن كنا قد تلقينا بلاغ من المدعو أردا هورى بأنك قد اقتحمتى منزله دون إذن رسمى "
ثم قام بإعطائها ورقة أمر الإيقاف وهو يقول " لقد صدر الأمر بإيقافك عن العمل لمدة شهر تأديبي تفضلى بتسليم شارتك ومسدسك "
عندما سمعت بإسم أردا أدركت الأمر ، كان هذا كله إكمالاً لمسلسل التهديد الذى تتعرض له لتبتعد عن طريق أصلان كانت كل الطرق دائماً تصل إلى أصلان لتتأكد أن مفتاح كل الأسرار والغموض الذى يحيط بها معه هو وحده .......
قامت بتسليم عهدتها ثم خرجت لتسلم على تولجا أخبرتها انها ستستغل هذا الشهر لتسافر فى أجازه تريح بها نفسها فهى لم تأخذ أجازة طويلة منذ إلتحقت بالشرطه ثم ذهبت لمنزلها دخلت المنزل فوجدته قد تعرض للتفتيش ولكن يبدو أنهم لم يفتشوا على أوراق القضايا فقط فهى بالأساس كانت أمامهم ولكنها متأكده انهم لم يجدوا ماكانو يفتشون عنه وإلا لما لفقوا لها تلك التهمة السخيفة ، دلفت إلى غرفتها لتجد من يكمم فمها بسرعة مانعاً أياها أن تصرخ ثم التف بسرعة ليقف أمامها بينما استكانت عينيها المتسعتان قليلاً عندما وقعت على وجه الشخص الذى كممها ، رفع يده عن فمها بهدوء بعد ان شعر بإستكانتها فقالت " أخيراً قررت زيارتى "
زفر فى ضيق وقال " ماذا تفعلين سيفدا لقد حذرتك من قبل وأخبرتك ان تتركى ملاحقتى "
ردت عليه بغضب " وإلا ماذا ها ؟؟ هل ستضرونى فى عملى وتتسببون فى فصلى مثلا أحب أن أطمئنك أن ذلك ما حدث بالفعل ، أريد أن أعلم الأن من أنتم وكيف تستطيعون التدخل فى أمور عملى ، من هى منظومتكم ومدى قوتها "
صاح بها وقد أستبد به الغضب ليبدو صوته كزئير الأسد الذى سمى على أسمه
" أستمعى لى لقد عاملتك جيداً حتى الأن فإن كنتِ مازلتِ  على قيد الحياة فبسببى أنا لأنى لم أرغب أن تقتلى ولكن إن أستمريتى على عنادك وغبائك هذا سأضطر لترك حمايتك"
حاول تهدئة نفسه بتمرينات التنفس عندما لمح الخوف فى عينيها منه والتى حاولت مداراته والتماسك أمامه ليكمل
" بالنسبة لعملك لا أعتقد الأمر جدى فقط كقرصة أذن لتعودى لعقلك ولتعلمى انه ليس هناك فائدة مما تسعين خلفة إن أعتقدتِ ان سعيك خلفى سيوصلك للذين قتلوا والدتك فأنت خاطئة فأنا لا أعرفهم "
أومأت سيفدا برأسها ثم توجهت الى مكتبها بهدوء أولته ظهرها لتخبأ بجسدها ما تفعله وإستغلت اخراج بعض الأوراق من المكتب لتخبئ فى يدها جهاز تعقب صغير على شكل زرار قميص ومعد لان يلتصق فى أى مكان كانت قد حضرته من قبل لمقابلة أصلان قامت برميه على الأرض امامها ووقفت خلفه بخطوات ثم أشارت له بالأوراق التى فى يدها لتتأكد انه سيخطو فوق الجهاز ليلتصق بجزمته ، نظر للأوراق التى تحملها ثم نظر لها بتساؤل فقالت " أعتقد هذه هى سبب تعرضى للفصل من العمل لقد أخذت منها نسخه هل ترى هناك شئ مشترك بين هذه القضايا "
نظر لها وقال " ماذا تقصدين شئ مشترك كماذا ؟ "
اقتربت منه اكثر تلوح امامه بالأوراق وهى تشير الى أجزاء قامت بتلوينها بقلم التحديد " مثلا جميعهم أشخاص مجهولين الهوية كما ان قاتلهم ايضاً مجهول إما انه لم يجد له أى بصمه او اثر او نتيجة الحمض النووى خاصته تالفه كما ان الذى قتلهم جميعاً استخدم يده اليسرى فى قتلهم ألا تظن هناك شيئاً غريباً ولكنه فى نفس الوقت مألوفاً بالنسبه إليك "
اقترب منها مخطياً فوق الجهاز الصغير وأمسك بذراعها فى قسوة وقوة ألمتها وقال وهو ينظر فى عينيها بقسوة " أنت تلعبين بالنار سيفدا كالفراشه التى تجذبها النيران فتقترب منها حتى تحترق أجنحتها أتمنى ان لا تقتلك تلك النار التى تحومين حولها "
ثم أفلت يدها واختفى فى ثوان من امامها بعدما قفز من نافذة غرفتها كالمرة السابقة .......
كانت سيفدا تنتظر بجانب منزله بعدما قامت بتتبعه من خلال جهاز التعقب الملتصق بأسفل جزمته كان الليل قد قارب على الانتصاف وفكرت انه سينام ولن يخرج من منزله اليوم ولكنها فوجئت بمجئ سيارة أجرة لتقف امام باب المنزل ليصعد وينطلق بها لتنطلق خلفه ...... وصل الى المطار فركنت سيارتها ودخلت المطار وهى تحاول ألا يغيب عن ناظرها وجدته يختم جواز سفره ويمر دون قطع تذكره مما حال دون معرفتها لوجهته فتوجهت الى أمن المطار وأخبرتهم برتبتها وعملها وعندما طلبوا ان يروا شارتها قبل إعطائها المعلومات التى تحتاجها تذكرت انها قد سلمت شارتها مما وضعها فى موقف حرج وأثار شكوك أفراد الأمن وكاد أحدهم أن يفتعل مشكله ويتهمها بمحاولة إنتحال شخصية ضابط إلا أنها سمعت صوت أنقذها فى أخر لحظة ( سيفدا ) ألتفتت لتجد على زميلها فى الكلية والذى تعين فى أمن المطار ذهبت إليه بعد أن رمقت الظابط الذى كان يمسك بها ليتركها بمجرد ان رأى ان رئيسه يعرفها ذهبت إليه وعانقته وهى تقول " لا بد أنك تركت الشرطة وأصبحت تعمل كملاك لقد بعثك الله لى من السماء أحتاج معلومات ضروريه تخص قضيه ولقد نسيت شارتى فى خضم إستعجالى هل ستساعدنى؟!"
ضحك على وقال " مازلتى متعجله وتفتقدى لللباقة كما كنتى ولكن سأغفر لك استعجالك أخبرينى ما الامر "
قالت سيفدا بتعجل " كمال كارتال رجل أعمال سيصعد على طائرة بعد قليل قام بتسجيل الدخول وأريد معرفة على أى طائرك سيصعد وان تحجز لى تذكرة فى المقعد المجاور له "
ودعها على وهو يقول " سأنتظر ان تردى لى تلك الخدمه بأن تخرجى معى للغذاء يوماً بعد عودتك "
جلس أصلان فى الطائرة وربط حزام الأمان وهو يعيد خطته فى عقله فعليه ان يقبض على الجاسوس و يطمئن انه لم يسلم الاوراق التى سرقها لأحد ثم يقضى عليه ويعود فى اقل من ٤٥ ساعة، شتتت تفكيره صورة سيفدا ونظراتها وصوت دقات قلبها الخائفة كما تذكر حبات العرق التى كانت قد بدأت تتجمع اعلى جبهتها عندما صرخ بها ....... ولكن قطع تفكيره ظل شخص وقف بجانب مقعده ولكن ما جعله يلتفت اليها هى رائحة جسدها التى يستطيع تميزها جيداً فالتفت بسرعة لتتسع عينه ويرتفع حاجبه تعجباً وهو يراها تقف بقربه وعلى اعلى ثغرها ابتسامة انتصار قالت بصوت عال لتضمن ان يسمعه جيداً المسافرين حوله " أعتذر حبيبى تأخرت عليك فلقد كنت أعدل زينتى فى الحمام " ثم رمقته بنظرة تحدى قبل ان تمر من امام قدمه لتجلس بجانبه
كان أصلان يضغط على اسنانه ويعض على شفاهه حتى شعر بطعم الدماء فى فمه التفت لها وقال بصوت خافض" ماذا تفعلين هنا كيف نجحت فى تعقبى وماذا تظني نفسك فاعلة ، انت لا تعرفين بماذا تقحمين نفسك ثم ولما هذه المسرحية السخيفة منذ قليل "
ضحكت بخفوت وردت وهى تجمع اصابعها وتحركها نزولاً وصعودا لتشير له ان يهدأ " فلتحرص على كلامك فأنا أعتقد ان من يجلس امامنا يتعقبك فلقد لاحظت انه كان ينتظرك امام المطار وبمجرد وصولك انطلق خلفك ثم عندما دخلت الطائرة كان يحاول استراق النظر لك والتنصت عليك كما يفعل الأن "
ضيق عينه بينما لم يرفع عينه عنها وقال " لن تعلمينى عملى انا أعلم جيداً هذه المعلومات كما حسبت أمر كل شئ ما عداكى يجب ان تعودى من فورك الى اسطنبول عندما نصل مطار برلين "
همست له وهى تشير بعينها للرجل امامهم " ألا تظن ان من يراقبك هذا سيتعجب ويثير شكوكه ان ترسل حبيبتك الى البلد بمجرد وصولها "
رد هامساً " كما افتعلتى هذه التمثيلية ستفتعلين غيرها عند وصلنا بأنك قد نسيتى شنطتك وستنتظرينها او تعودين لإحضارها "
قالت بسخرية " وهل تظن هذا مقنع كفايه ولكن يمكننى ان افكر فى الامر ان اخبرتنى من هذا الذى يتبعك ولماذا ؟ وماذا سوف تفعل فى ألمانيا "
كور كف يده واغمض عينيه ليتنفس عميقاً ليحاول تهدأة نفسه لمدة عشر ثوان قام بتمرين التنفس خلالهم وهو يفكر بضيق انها خطر عليه لن يستطيع اداء مهمته فى وجودها فقد اتضح له تماماً انها تشوش تفكيره فالأول مرة لم يشعر ان هناك شخصاً يتعقبه وسمح لها بتعقبه وإيقاع نفسها فى الخطر معه ولكنه الأن قد وضع أمام الأمر الواقع فأى تصرف خاطئ يثير الشكوك سيسبب فشل العمليه واحتماليه تعرضهم هما الاثنان للقتل ، زفر فى إستسلام ثم قال محاولاً إخراج صوته هادئاً " أنتى تتقنين إثارة أعصابى كما لم يفعل أحد سيفدا أخبرتك ان الموضوع خطير هو ليس بالسهوله التى تظنين وليس لعبة إثارة وأكشن او مغامرة بوليسية تتمتعين بها انها لعبة حياة أو موت "
ردت بإصرار " وانا أرحب بمثل تلك اللعب فأنا أعتبر ان عمرى قد انتهى منذ ٦ سنوات عندما انقذتنى لولاك يومها كنت سأكون فى عداد الموتى لذلك أنظر لكل سنين عمرى اللاحقه على انها وقت إضافى "
نظر لها بتمعن لثوانى ثم اقترب بوجهه من وجهها حتى كادت تتلامس أطراف انفهما وقال " إذن فلتكونى ممتنه لتلك السنوات التى أضافت لعمرك ولتحافظى على ماتبقى منها "
ثم أعتدل فى جلسته وقال " معك حق لا يمكننا التراجع الأن بعد ان سمع كل من بالطائرة أنك حبيبتى فسنضطر لتكملة هذه التمثيليه حتى انتهى من تلك الرحلة فأخر ما أحتاجه الأن هو إثارة الشكوك "
اعتدلت هى الاخرى فى جلستها وقالت وهى تبتسم " أنظر لم يمضى نصف ساعه على كوننا حبيبان وها نحن بدأنا بالإتفاق "
ثم اغمضت عينها لتخفى تلك النبضة الخائنة التى هربت من قلبها مثيرة خلفها الكثير من التساؤلات التى أوأدتها سيفدا داخلها قبل مولدها .
وصلوا مطار برلين فقام أصلان بإيقاظها بهدوء مشيراً الى انهم قد وصلوا نزلوا من الطائرة ففوجئت به يمسك بيدها نظرت إليه فوجدته يبتسم لها وهو يقول بصوت خافت " ألم تقولى أننا حبيبين إبتسمى فالرجل يراقبنا "
إبتسمت له ولكن ما أثار دهشته هو تسارع نبضات قلبها الذى شعر به فدقة سمعه يستطيع ان يسمع بها صوت دقات قلب من أمامه إن أرهف السمع ولكنه علله بأنها تشعر بالخوف والإثارة مما هم مقدمين عليه ،
رأته يرفع حاجبه قليلاً قبل أن يخفضه ثم يمشى وهو يقودها بجانبه ويده تحتضن يدها كانت تشعر براحة عجيبة بجانبه فهناك شيئاً ما بداخلها يخبرها ان مكانهم سوياً وانها بإمان طالما هى معه ..... انتهوا من إجراءات المطار ليستقلوا سيارة أجرة ويذهبوا الى الفندق حاولت النظر بطرف عينها لترى ان كان الرجل مازال يتبعهم فقال لها " لا تنظرى انه مازال يتبعنا وكما أظن فسيكون مرافقنا طوال الرحلة "
سألته بتعجب " كيف عرفت انت لم تنظر ناحيته لتعرف ان كان مازال يتبعنا "
ابتسم بمكر وقال " لا أحتاج ان انظر لأعرف "
أسرعت خطواتها لتلحق به بعد ان أخرها محاولة إستيعاب كلماته قليلاً فقال له بعدما أصبحت بجانبه " كيف يعنى ؟!! "
ابتسم وقال يخاطب موظف الاستقبال بلغة ألمانيه لا تشوبها شائبة " هناك جناح بأسم كمال كارتال كما أريد ان توفروا لى سيارة رياضية سريعة من فئة الفيرارى "
قال الموظف ببرود ودون ان يبتسم فالشعب الألمانى معروف بجديته وعدم لباقته " يبدو أنك تحب السرعة سيدى أحسنت الأختيار هل ستمكث هذه الفتاة معك ام تريد لها غرفة منفصلة "
نظر لها ليجدها مازالت متجهمة فقد شعر بغضبها عندما تجاهل سؤالها فأبتسم لها وقال بصوت مسموع باللغة الانجليزية كى تفهمها " حبيبتى ستمكث معى فى غرفتى بالطبع أعتذر عن عدم أخباركم ان الغرفة لشخصان فالقد تقرر سفرها فى اللحظة الأخيرة "
ارتفع حاجبها تعجباً ثم سألته بعد ان استلم مفتاح الغرفة من الموظف " لما لم تطلب غرفتين منفصلتين"
ابتسم بدهاء وقال" لأنك انتى من تطوعتى واخبرتى العالم انك حبيبتى ولا اعتقد اننى سأوافق ان تمكث حبيبتى فى غرفة منفصله عنى عيب فى حقى " ثم غمز لها بعينه قبل ان يكمل " كما اننى توقعت انك اكثر من سيفرح لهذا الأمر فلا أعتقد انك قد سافرتى كل تلك المسافة لتتركينى أغيب عن ناظرك فى غرفة أخرى "
كان يعلم أنه يضغط على أعصابها بأسلوبه فقد كان واضح انها على وشك الأنفجار
فتح أصلان باب الغرفة ببطء وأشار لها ان تنتظر لحظة وخطى داخل الغرفة بسرعة لينظر نظرة شامله حوله ثم أشار بأصبعيه لها ان تدخل ، سألته مستفهمة " ماذا تفعل لما تفعل ذلك هل تشك انهم قد دسوا أدوات تنصت هنا " أسكتها بإشارته بأصبعه على فمه وهى يفتش الغرفه بحثاً عن اجهزة تنصت او كاميرات ثم تنهد فى راحة وقال " تمام الغرفة نظيفة "
اقتربت منه سيفدا وسألته " ماطبيعة عملك بالضبط أصلان حقاً سأجن أفكر بكل الإحتمالات ولكنى لا أستطيع ان اتخيل انك قاتل او مجرم "
لانت ملامحه وهو يسألها " ولما ؟ فالقد قتلت أمامك ٤ اشخاص من قبل كانوا يحاولون قتلك "
مطت شفتيها وقالت " هذا امر اخر فأنا ايضاً ألجأ للقتل أحياناً ولكن ان تقتل شخصاً بريئاً غير ان تقتل قاتلاً "
تجهم وجهه وابتعد عنها وهى يقول " هل تشكين اننى اقتل الأبرياء"
هزت رأسها " لا أعلم ولكنى لا أستطيع تصديق هذا حتى الثلاث قضايا التى وجدتها اشعر ان لك علاقه بها ولكن فى نفس الوقت وجدت نفسى أدين القتلى بدلاً من ان أدين القاتل، شيئاً بداخلى يؤكد لى انك لست كذلك وإلا ما كنت أنقذتنى "
هز رأسه ببطء وقال " جيد يبدو ان قدرتك الاستشعارية عالية "
اقتربت منه مرة اخرى ولمست ذراعه وقالت " هل مازلت تصمم على عدم اخبارى "
ابتعد عنها وهو يتجه للباب ثم التفت اليها وقال " ليس الأن ربما ستعرفين كل شئ فى وقته ولكن ان يجب ان أذهب الأن لأتابع عملى اسمعى سيفدا إن كان هناك شيئاً يجب ان تعرفيه فهو انى لم آتى هنا للمرح وإن عملى خطير جداً يجعل حياتى وحياة من يرافقونى دائماً فى خطر لهذا أعمل دائماً وحدى لذا مادمتى معى فى هذا الأمر هذه المرة فيجب ان تستمعى لكلامى جيداً وتثقى بى لا تغادرى الغرفه ابدا سيفدا حتى أعود إليكى ولا تقوم بفتح الباب لأى أحد حتى خدمة الغرف وعندما أعود سأطرق على الباب ثلاثاً حتى تعلمى انه انا لتفتحى لى "
حاولت الإعتراض ولكنه منعها وتركها وخرج بعد ان أكد عليها مرة اخرى ان لا تخرج بينما هو بالخارج يحاول التوصل الى معلومات عن مكان الجاسوس وبينما هو بالخارج حاولت التفتيش بين أغراضه علها تجد أى شئ يوضح لها طبيعة عمله وعن ماذا يبحث ولكنها لم تجد أى شئ غير عادى
تسائلت بين نفسها " أين يخبأ أغراضه هذا لابد وان يحمل سلاح فى مكان ما فى تلك اللحظة سمعت خبط على الباب ولكنه ليس كخبطتهم التى اتفقوا عليها لم تعلم لثانيه ماذا تفعل هل تتحدث ام تدعى عدم التواجد ولكن من بالباب لم يعطيها الفرصه فوجدت الباب يفتح ثم يقفز الرجل الذى كان يراقبهم فى الطائرة الى الداخل كانت وقتهابالصدفة خلف الباب فلم يراها فى البدايه وهذا أعطاها الفرصة لتركل المسدس وتوقعه من يده فالتفت اليها لتقوم بركله مرة اخرى فى معدته ولكن يبدو عليه القوه فهو لم يهتز وإنما رجع خطوة للوراء فقط اتسعت عينها وهى تنظر له بتفاجأ من قوته رغم شكل جسده العادى ثم انحنت بجزعها للوراء فى حركة من حركات الجمباز لتشبه بجسدها الجسر ولتتفادى قبضته التى كانت موجهه الى وجهها ثم قامت بدفعه بقدميها الاثنتين وبكل قوتها فى معدته ولكنها أوقعته هذه المرة قبل ان تدفع بيديها جسدها لتقفز على قدميها ثوان فقط فصلت بينهم قبل ان يقف مرة اخرى التفت اليه متخذه استعداد الكارتيه والتى تحمل حزاماً اسوداً به حاول لكمها مرة اخرى ولكنها فتحت مابين رجليها لتسحب على الارض مخفضه جسدها ثم لكمته عده لكمات سريعه كلاعبين البوكس فى منطقة مابين قدميه اوقعته ارضاً وهو يصرخ من الألم، فى هذه اللحظة بالذات دخل أصلان كالصاروخ الى الغرفه ليتوقف فجأة متفاجأً من المنظر ثم أسرع اليها يساعدها على تكبيله على الكرسى شد شعره بيديه ثم انحنى ليأخذ مسدسه من على الأرض وألق فوهته فى جبهته وسأله بصوت جهورى مخيف " ماذا تريد منى وأين يختبأ السير هانز "
قبل ان يفتح الرجل فمه للتحدث كان أصلان قد شعر بأقدام تقترب من غرفته ، قال لسيفدا ابتعدى وانطلق بسرعة الصاروخ التى رأته سيفدا يركض بها من قبل وهو يحملها يوم مقتل والدتها ليصل إلى الباب متزامناً مع دخول رجلين ليفاجأهم بالضرب وسحب الاسلحة من يدهم ولكن جاء رجل ثالث من خلفه وسحب المسدس اثناء انشغاله بمهاجمة الرجلين الأخرين
قالت سيفدا بخوف تحذره " أصلان إحذر "
حينها كان الرجل قد اطلق الرصاصة من مسدسه الكاتم للصوت لتستقر فى جبهة الرجل الاخر المكبل اليدين نظر لها أصلان بغضب لأنها نطقت بأسمه أمامهم فأضطر الى إظهار قدراته وقام بكسر رقبة الرجلين الذى يقاتلهم فى ثانيه قبل ان يتوجه للثالث الذى قد اتسعت عينه رعباً من قوته الهائلة فقد كان يبدو كالأسد الهائج كما يعنى اسمه إرتعب الرجل ونزل على قدميه وهو يقول
" سأخبرك بكل شئ سأخبرك ولكن لا تقتلنى أرجوك "
هدأ أصلان قليلاً وأمسك به ليرفعه من على الارض بيد واحدة كأنه يحمل ريشة وليس رجلاً من أصحاب الوزن الثقيل وألقى به على الارض فى زاويه الغرفه ثم زفر ليهدأ نفسه وقال " أمامك ٥ ثوانى لتبدأ بالتحدث "
ارتبك الرجل وقال
" حسناً حسناً سأتكلم كان روشيل يراقبك من تركيا لأننا شككنا انك عميل للمخابرات التركية فأصلان كورت الهدف الأكثر طلباً فى مخابراتنا فأنت عندنا تقع تحت بند الضوء الأحمر ومن الاوائل فى قائمتنا ويمكننى الأن معرفة لما فأنت قوى بشكل مخيف وقد قاموا بقتل عميلكم حسن سليمان لشد انتباهك والإيقاع بك كما قاموا بإيهام مخابراتكم بأن هناك معلومات قام هانز بسرقتها من عميلكم ليتأكدوا بأنك ستأتى للبحث عنه وكانت أوامرنا ان نقوم بإحضارك حياً تحت أى ظرف والأن أرجوك لا تقتلنى سأصبح عبداً لديك وسأفعل كل ماتريد أخى انا اساسا لا أريد هذا العم........ "
منعه أصلان من تكملة كلامه بعد ان ضربه ضربه قويه على رقبته اطاحت برأسه من على جسده ........
كانت سيفدا تراقب كل ما حدث بعيون متسعه ونفس متقطع كان كل هذا أكبر من إستيعابها ولكنها فهمت الأن طبيعة عمله ولكن ما لا تفهمه هو قوته الخارقه هذه التفت اليها اصلان بغضب واتجه اليها والشرر يتطاير من عينه فرجعت الى الوراء وهى تظن انه سيقتلها لمعرفتها بكل تلك المعلومات توقف امامها ورفع يده فأغمضت عينها وجسدها يرجف ولكنها فوجئت بيديه تحيط بوجهها فى حنان وهو يسألها " هل أنتى بخير ؟؟ "
فتحت عينها ببطء ونظرت له بتعجب فزفر فى ضيق وهو ينظر للمجزرة من حولهما وقال " أعتذر لإضطرارك لرؤية كل هذا ولكن سيفدا يجب ان تعلمى لا يمكن تحت أى ظرف ان تنطقى بأسمى امام أى شخص بالعالم حتى لاتنطقيه بينك وبين نفسك انا اسمى كمال يجب أن تنسى اسم اصلان انه فى منتهى الخطوره كما سمعتى فأنا مستهدف ولا أريد ان تظهر حقيقتى هذه للعالم أعتقد انك تفهمين الأن ولكنك وضعتنا فى وضع حرج كيف سأتخلص من كل تلك الجثث فنطقك بأسمى أمامهم هو ما أضطرنى لأقتلهم بتلك الطريقه انا لا أظهر قوتى هذه للعالم ولا أستخدمها الا عند الضرورة والأن يجب ان نتخلص من كل تلك الفوضى فلا أريد مواجهة البوليس الألمانى فهو صارم جداً فى تلك المواضيع كما انه ليس امامى وقت للتوضيح "
خرجت من صدمتها وقالت بصوت متحشرج " ماذا ستفعل ؟ "
مط شفتيه واجابها
" سأضطر لأستخدام قدراتى مرة اخرى وسأحتاج مساعدتك "
ثم نظر من نافذة الغرفة مصرحاً
" لحسن الحظ اننا لسنا فى طابق مرتفع كما انه يطل على الشارع الجانبى للفندق كما أرى كما اننا اصبحنا فى ساعة متأخرة من الليل والشارع هادئ حيث يعشق الألمان النوم مبكراً لذا إن أستطعت الركض بسرعة كافية فلن أظهر فى الكاميرات ويمكننى التخلص من الجثث "
سألته وهى مازالت تحاول إستيعاب ما يحدث حولها
" وكيف سأساعدك "
ابتسم فى حنان مجيباً
" أريدك ان تنزلى الى الشارع لتشغلى عامل الأمن الذى يقف على الرصيف هذا حتى اتصرف انا واتخلص من الجثث " ثم أشار اليه فأومأت برأسها موافقه ونفذ أصلان خطته كما رسمها ثم صعدا الاثنان الى الغرفه لينظفوها سوياً ويعيدوا كل شئ كالسابق
وبعدما انتهوا جلست سيفدا متعبه على السرير تسأله
" ماذا ستفعل الأن بعد ان علمت ان من كنت تطاردهم هم فى الحقيقه من يطاردونك "
انكس اصلان رأسه وقال
" الوضع اختلف الأن فهذا يعنى انهم يعرفون عنى ان اكون فى رأس القائمة الحمراء عندهم يعنى اننى مطلوب إما لتجنيدى او لتصفيتى وهذا يعنى قيام حرب بينى وبينهم من بعد الأن " ثم التفت اليها واكمل " حرب لا مكان فيها لكى سيفدا أعتقد ان ماحدث اليوم كافياً لأن تبتعدى عنى نهائياً رأيتى بعينك الخطر الذى يحاوطنى فى كل وقت "
نظرت فى عينه وقالت " وأنت ماذنبك فى وضع نفسك فى مثل هذا الخطر لما لا تبتعد عنه "
" لا يمكننى هذا ،  ما افعله ليس عملاً وانما هو طبيعتى وكينونتى وهذه ضريبتها "
ضمت حاجبيها وقالت " وما أنت بالضبط ، لا أفهم هل كل هذه القوة لأنك تحمل طفرة جينيه يعنى هل ولدت هكذا "
أدار رأسه بعيداً عنها وقال " يمكنك قول هذا لقد ولدت بطفره جينيه تجعلنى اقوى وتزيد من حواسي جميعها ، كما أن هناك بعض المنظمات أبتي تقوم ببعض الابحاث السرية بغرض جعل المجندين يتمتعون بقدرات خارقة كان الهدف منها بناء جيش غير قابل للانهزام جيش قوى لدرجة ان يكسب كل معارك الأرض بيديه العاريتين ولكن هذه التجارب قد فشلت جميعها ولهذا فإن بعضاً منها يسعي للإيقاع بي أو تجنيدي لإستخدام جيناتي فى تجاربهم كانو دوماً ما يسعون خلف عائلتي ولقد نالو من الكثيرين كما انهم اوقعوا بي لفترة ولقد عملت بسنوات علي ثقل قواي هذه بالتدريب المستمر فاصبحت سرعتى وحواسى أقوي بما يمكنني من سماع دقات القلب و خطوات الاشخاص عن بعد واصواتهم وهمساتهم كما يمكننى الرؤيه ليلاً و بالطبع بالنهار تصبح رؤيتى ادق فطفرتى الجينية اساسا منذ مولدى تحمل جينات وقوي الأسد والذئب"
سألته سيفدا " هل لهذا سميت بأصلان كورت "
أومأ برأسه " نعم فعائلتى تحمل تاريخاً فى الطفرات الجينية كأبى وأخى ولكن عندما اكتشفت قدراتهم اصبحوا مستهدفين لذلك خبئنى ابى فى مدرسة داخليه لاتربى كباقى الاطفال فقط فى الاجازه كان يدربنى كى لا انسى قدراتى حتى اصبحت طبيباً واندمجت مع باقى الناس ولكن عندما قتلا أبي وأخي عندما حاولت اسرائيل وامريكا الايقاع بهما وتجنيدهما وقتها قررت ان انتقم لهما فانضممت للمخابرات وتصنعت الموت ولكن يبدو انهم لم يقتنعوا بموتى ولم يوقفوا البحث عني ولكنهم لم يكونوا علي علم بأسمى الجديد كمال واعتقد انهم علموا مؤخراً اننى هو نفسه أصلان "
مطت سيفدا شفتيها فى ندم وقالت " أعتقد انني من دللتهم عليك لهذا كانت المخابرات تحاول قتلى لابتعد عنك ولا اكشفك "
توقف اصلان امامها وقال بجديه " المخابرات لم تحاول قتلك ابداً بل كانت تحاول حمايتك من حاول قتلك فى القطار هم من الجواسيس للدوله المعاديه ولكن اعترف ان المخابرات هى السبب فى اقصائك من العمل كمحاوله لتهديدك لتبتعدى عن البحث عنى فأنت لم تكونى تعرضى حياتى انا فقط للخطر وانما حياتك ايضاً"
وضعت سيفدا رأسها بين يديها وقالت بآسى " يا إلهي انا ماذا فعلت كشفتك بعد ان اخفاك والدك واخفتك الدوله طيلة حياتك لأكشفك انا بغبائي فى أيام "
قال بحنان " لا عليك وكما سمعتى انهم مازالو يشكون فقط ليس أكثر وهذا الرجل الحقير قد أسدى إلينا معروفاً كبيراً بالمعلومات التى اخبرنى بها والأن ما احتاج اليه هو تضليلهم ولكنى لا استطيع ايضاً ترك العمليه والعوده دون التأكد من حقيقة كلامه وبأن هذا هانز لا يحمل اى اوراق او معلومات تضر بالدولة ولكنهم يشكون بنا ويعلمون بوجودنا فى المانيا لذا سنستمر بخطتنا ولكن كرجل أعمال وحبيبته دون ان نثير الشكوك حولنا وسأقوم بإرسال رساله الى المخابرات بالطبع بأسلوب الشفرة وانتظر الأوامر "
قام بإرسال رساله من هاتف أخرجه من شنطة سفره من جيب سرى لم تره عندما فتشتها كتب بها " اتضح ان المشروع وهمى يقصد به ايقاعنا فى خسائر انتظر التأكد من الاسهم قبل العودة" ونظر اليها وهو يبتسم وقال يمازحها " أتمنى ان أكون قد ملئت فضولك حتى لا تفتشى بأغراضى مرة أخرى "
قالت بصوت مندهش " كيف عرف.. لا عليك بالطبع بقدراتك الخارقة "
ضحك أصلان ضحكة اضطرب قلبها من أثرها وقال " أى ظابط مخابرات متدرب يمكنه بسهوله معرفه ان قام شخص بلمس اشيائه فدائماً يقوم بوضع شعره رفيعه مثلا او عود كبريت او خيط وتعليقها بين الباب او بين جانبى الشنطه او اى شئ من هذا القبيل وان وجدها قد قطعت او تحرك يعنى هناك شخص حاول فتح شنطته والعبث بها ولكنى كنت متأكداً عندما نزلت انك ستقومين بذلك "
عضت سيفدا على شفتيها وقالت بصوت مغتاظ " حسناً أصلان تمام يكفى سخرية انا اساساً لم استوعب بعد كل ما حدث اليوم وانت كنت تتعمد الضغط على اعصابى وإثارة حيرتى "
استقبل رسالة اخرى تقول " لقد هبطت اسهم الشركة اليوم ولا يوجد داعى للمقامرة عليها "
نظر لها وقال " اعتقد ان الرجل كان محقاً فلا يوجد مع هانز اى اوراق تخصنا ويجب ان نعود الى وطننا اليوم هيا سننطلق الأن للمطار "
كان أصلان يراقب سيفدا بحنان التى نامت بمجرد تحرك الطائرة
فمعها حق مارحدث اليوم لم يكن سهلاً عليها لحظات وألقت برأسها على كتفه ليشعر بقلبه يهتز وهو يمسح على شعرها برقه لم يترك مراقبتها طوال الستة سنوات الماضية رأها تكبر أمام عينه و تزداد قوة وثقه وتتخطى الصعاب كم كان يشعر بالفخر وهى تتخرج من كليه الشرطه ، استنشق رائحة شعرها قبل ان يريح رأسه فوق رأسها ويغمض عينه قليلاً قبل الوصول .
وصلوا إلى إسطنبول مع اول ساعات الصباح أوصلها الى منزلها ولكنها استوقفته عند ذهابه بسؤالها وهى تنظر الى ظهره بترجى " متى سأراك مرة أخرى ؟؟ "
التفت اليها وقال وهو يبتسم ابتسامه صغيره على جانب فمه " يجب ان تنسينى سيفدا لقد رأيتى بنفسك كم الخطر الذى يحيط بى "
اقتربت منه وقالت " نعم لهذا السبب بالذات اظن انه لا يجب ان تحارب وحدك نحن الاثنان معاً سنسطيع ان نحارب ونكسب "
اقترب منها ووضع كفه على خدها وقال " هذه الحرب ليست حربك" ثم أختفى من أمامها فى ثوان كالعادة .
مر أسبوع على اخر مرة رأت بها أصلان قضتها سيفدا فى ملل بين الرياضه والتنزه بينما كانت تعاودها نوبات الصداع الشديدة من حين لأخر جعلتها تتعجب من سببها ، وفى يوم بعد ان نزلت من المنزل وبمجرد ان تحركت بالسيارة شعرت أن هناك سيارة أخرى تتبعها خفق قلبها خوفاً قليلاً وفكرت فيما قاله لها اصلان ان حياتها اصبحت فى خطر ولكنها لا تعلم كيف تصل اليه الأن زادت سرعتها لتزيد السيارة خلفها ثم قامت السيارة التى تتبعها بمناورتها ومحاولة الاصطدام بها ولكنها سيطرت على السيارة بصعوبة وقبل ان تحكم السيطرة عليها قامت السيارة الأخرى بالاصطدام بها من الجانب لتدور بها السيارة عدة دورات سببت بفلتان الفرامل فأستمرت السيارة بالدوران حول نفسها بجنون قبل ان تنقلب بها على جانب الطريق رأساً على عقب كان حزام الأمان المحيط بها قد حماها من ان يصيبها مكروه ولكن إنقلاب العربه ورائحة الوقود التى بدأت تفوح من السيارة مع رائحة الدخان المتصاعد لا ينذر إلا بالسوء حاولت فتح باب السيارة فلم تستطع فحاولت فتح حزام الأمان لتقع على رأسها قبل ان تنجح فى ان تشقلب نفسها فى السياره وجدت باب سيارتها يفتح ويقوم رجل بسحبها للخارج وقبل ان ترى وجهه كان قد وضع كيساً من القماش الاسود على وجهها حاولت الصراخ ولكن مؤخرة المسدس الذى أرتطم بمؤخرة رأسها وأدى الى سقوطها فاقدة للوعى منع صوتها من ان يخرج.

حرب الفراشة بقلم رويدا نبيل تميمWhere stories live. Discover now