ثلاثون يوما بحثًا عن السعادة

اليوم الرابع

وانت في شغلك  سرحان في الي عليك وبيتفكر في الوقت الي هترجع البيت فيه عشان تكمل نوم.. يقطع حبل أفكارك صوت فرقعة مكتومة من برة ف طبعا بتروح تبص من الشباك ف تلاقي الجو قلب جدا وفي سيول وبرق ورعد و الشوارع غرقت فجأة... تفتح النت تلاقي الناس بدأت تكتب عن المطر والناس بتكتب الحالة عندهم ايه...
بالصدفة وانت بتتفرج تلاقي حد كاتب ان في شارع عمود الكهربا فيه مفتوح موصل كهربا بالمية الي في الشارع وفي ناس أتكهربت بسببة.. وتقرأ اسم الشارع لقيته الشارع بتاعك! فجأة أتوترت وفكرت في عيلتك وكنت خايف حد منهم حصله حاجة، جيت تتصل بيهم لقيت التليفون مش مجمع شبكة بسبب الجو! اتوترت اكتر وبقتش عارف تعمل ايه.. منغير تفكرير نزلت من الشغل من غير ما تستأذن حتى وقررت هتروح البيت.. اول ما خرجت من الشغل لبسك غرق ومكنتش عارف تمشي على الارض بسبب المية، وقفت مستني ميكروباص لكن مفيش اي عربيات بتعدي وأغلب العربيات الناس ركنوها في نص الشارع ورجعوا مشي.. مفكرتش كتير وقولت هتروح مشي مع ان المسافة بينك وبين البيت كبيرة...
فضلت في حالة الصراع والقلق دي لأكتر من نص ساعة وتقريبا انت الوحيد الي في الشارع، لكن وانت ماشي لقيت  النفق البتنزله عشان تعدي الطريق غرقان لنصة ومستحيل حد يمشي فيه! حاول تشوف طريق تاني لكن للاسف في سور بعرض الطريق ومفيش مكان تاني تعدي منه.. بدأت تقلق أكتر ونبضك يزيد ومش عارف تعمل ايه ولا عارف تفكر في حاجة... في اللحظة دي أنت حسيت بالعجز تماما... عملت أقصى حاجة ممكن تعملها.. غمضت عينك.. ولأول مرة في حياتك تقرر متقلقش.. قررت انك متقلقش على حاجة مش بأيدك.. الي بإيدك دلوقتي انك تحاول تحافظ على نفسك من السيول و البرق.. روحت وقفت تحت مكان عالي ومتغطي عن المطر ودعيت ربنا يفرجها لإن الامور كلها بإيده...
وانت بتحاول تنشف هدومك، طلعت الموبايل من جيبك وبتبص عليه لقيت فوق ال١٠ مكالمات انت مسمعتهمش من عندك في البيت! اتصلت بيهم بسرعة ولما ردوا طمنوك عليهم وكانوا بيكلموك عشان يقلولك متجيش عشان موضوع الكهربا.. بعد ما قفلت فكرت في كل الي حصل ولقيت انك مخدتش حاجة بنزولك غير خصم نص يوم...
للأسف القلق والشعور بالمسؤلية على حاجات مش بأيدك ومتقدرش تعمل بيها حاجة شيء كفيل يدمر حياة اي حد.. تبقا شغال بس شايل هم أن الحاجة أسعارها ممكن تغلى والمرتب مش هيزيد.. مع ان مفيش حاجة غليت لسه...
انك تبقا قلقان مرض يوصل لناس عزيزة عليك وانت وهما واخدين أحطياتكوا ومفيش في إيدك حاجة تعملها اكتر من كده...
انك تبقا شايل هم مشكلة حصلت ومش بإيدك حلها...
انك تبقا شايل هم أنك تترفض في إنترفيو او جوازة وانت كل الي عليك عملته ومفيش في إيدك حاجة تاني تعملها.. وغيرها امثله كتير...

“The greatest mistake you can make in life is to be continually fearing you will make one.”
– Elbert Hubbard
لازم تفهم أن في حاجات لازم تسيبها للي مسؤول فعلا عنها، وان قلقك وتدخلك ممكن يسبب ضرر اكبر من عدمه.. على الأقل على نفسك...
لو أنت فعلا بتدور انك تكون سعيد، ف لازم تسيب القلق وتشوف الي تقدر تعمله وأعمله.. وأكيد أنت مؤمن ان كل شيء بيد الله.. ف خليك متأكد أن كل قدر الله خير.
"The reason why worry kills more people than work is that more people worry than work."
-Robert Frost
مهمة النهاردة بسيطة هتجيب ورقة وتقعد تفكر وهتكتب فيها أكتر ٣ حاجات أنت بتعملها وأنت المفروض مش مسؤول عنها ولا من واجبك، وهتبطل تعمل الحاجات دي مهما حصل...
وكمان الذنوب من أكتر الحاجات الي تسبب الحزن والهم، ف النهاردة تحديدا فرصة عظيمة أنك تحرر نفسك من هموم المعاصي لإن إن شاء الله نكون من الي ربنا غفر لهم في ليلة النصف من شعبان او فرصة انك تتوب عن ذنب في رمضان..  ف دلوقتي أنت جيالك رسالة من ربنا عشان تتوب عن المعاصي.. ف ازاي متستغلش الفرصة دي! ربنا يعينا كلنا ويوفقنا لكل خير...
#٣٠يوم_بحثا_عن_السعادة